أنت هنا

05/12
 

القديس سابا المتوشح بالله ورفاته

5/12غربي (18/12 شرقي)

 

ينحدر القديس سابا المتقدس من قرية موتالسكه من أعمال قيصرية "كابوديكية" وقد ولد لوالدين تقيين هما يوحنا وصوفيا سنة 439م. ومنذ نعومة أظافره كان غيوراً على عيشة النسك، فلجأ إلى الدير المعروف بدير فلافيانس ومن هناك انتقل إلى القـدس وكان عمره آنذاك سبع عشرة سنة ومكث في دير القديس إفثيميوس الكبير قرب نهر الأردن، ومنه أرسل إلى دير القديس ثيوكتيستوس (قرب أريحا) لصغر سنه. 

وقد نجح القديس سابا في حياته التقشفية وصار أباً وراعياً لعدد كبير من الرهبان المتوحدين في البرية، وقد جذب بواسطة سيرته الرضية  إلى الـدير الذي أسسه باسمه سنة 491م عدداً كبيراً من الرهبان المشرقين بالفضيلة والثقافة في حياتهم النسكية. وبالنظر لقداسة حياته ونسكه التقشفي أُرسل مرتين من قبل بطريرك أورشليم سفيراً إلى القسطنطينية لدى ملوك القسطنطينية ليدافع عن الإيمان القويم حيث مكث هناك في دير خورا، وقد اجتاز حياته الطويلة متمرناً على عيشة النسك. وعندما بلغ السنة الرابعة والتسعين من عمره انتقل إلى رحمته تعالى راضياً مرضياً وذلك في عام 533م. وقد دفن في ديره الذي أسسه في البرية (شرق بيت ساحور)، وما زال بناء قبره موجوداً إلى يومنا هذا في ساحة الدير، وقد سُرقت رفاته من قبل الصليبيين ونقلت إلى البندقية في إيطاليا. وفي يوم 13/26 من شهر تشرين الأول سنة 1965م أعيدت رفات القديس سابا المتقدس من البندقية إلى القدس ومن ثم نقلت إلى ديره العامر في البرية. وكان ذلك بعد المقابلة التاريخية فيما بين صاحب القداسة البطريرك المسكوني كيريوس كيريوس أثناغوريوس وبين بابا روما بولس السادس وبطريك القدس فينيذكتوس الأول في مقر البطريركية، وقد استجاب البابا لطلب البطريرك المقدسي ووافق على أن تسلم رفات القديس سابا من قبل نيافة الكاردنال جوفانس اورباني مطران البندقية إلى كنيسة أورشليم أم الكنائس. ووضعت الرفات مدة أسبوع في كنيسة القيامة ليتسنى للمؤمنين التبرك منها . أثناء وجود الجثمان في كنيسة القيامة دخل ليلاً أحد اللصوص وأراد أن يسرق الثريا المركزية الموضوعة في وسط الكنيسة، لم يجد اللص شيئاً يصعد عليه سوى ناووس القديس فوقف على النواووس فأخذ الناووس يرتفع حتى وصل اللص إلى العلو الذي يحتاجه لفك الثريا، وعندما أدرك اللص أنه معلق في الهواء على الناووس تاب وآمن.

ثم نقلت بموكب كبير ترأسه صاحب الغبطة البطريرك فينيذكتوس بطريرك القدس وأعضاء أخوية القبر المقدس ولفيف من المؤمنين، إلى اللافرا الكبرى (أي دير مار سابا) ووضعت الرفات في ناووس مكشوف الأطراف، ووضع الناووس في داخل الكنيسة المركزية، وما زال هناك إلى يومنا هذا.

كنيسة أورشليم تعيد مرتين للقديس الأولى ذكرى نقل رفاته 13 (26) / 10، والثانية يوم رقاده 5 (18) /12.