أنت هنا
أبينا الجليل غريغوريوس أسقف أغريغنتية (603م)
23-11
غريغوريوس أبينا الجليل في القديسين أسقف أغريغنتية، نشأ في إحدى مدن صقلية الإيطالية، أبواه خاريطن وثيوذوتي تقيين ود نذراه وهو في مهد الأقمطة لله وعهدا إلى عرابه بوطاميانوس الأسقف وهو في سن الثامنة. وما أن بلغ سن الثانية عشرة صار قارئاً، كان له صوت عذب جميل جداً، ولما بلغ سن الثامنة عشرة من عمره أراد زيارة الأماكن المقدسة.
وفي طريقه إلى أورشليم، التقى في تونس بثلاثة رهبان كانوا متجهين إلى أورشليم فأخذوه معهم. أقام غريغوريوس في الأرض المقدسة ست سنوات قضاها راهباً في الصحراء برعاية أب روحاني، ولوداعته وفصاحته وطاعته ويقظته واستنارته في فهم غوامض الكتاب المقدس، لقبه عارفوه ب"الذهبي الفم" الثاني.
ومن ألأورشليم انتقل إلى أنطاكيا فالقسطنطينية حيث نزل في دير القديسين سيرجيوس وباخوس. كان محافظاً على نظام في صومه شديد فكان لا يأكل إلا القليل من الخضار يومي السبت والأحد فقط.
انكب على دراسة الكتب اللاهوتية، وكتابات يوحنا الذهبي الفم وغيره من الآباء، فدعاه بطريرك القسطنطينية ليمتحنه، وقد أبدى نجاحاً باهراً في امتحانه. وفي القسطنطينية لعب دوراً هاماً في دحض هرطقة المشيئة الواحدة، ورد العديدين إلى الإيمان الأرثوذكسي القويم.
ثم اتجه إلى رومية حيث أقام فترة هناك إلى أن جرى اختياره أسقفاً على أغرينيتية القريبة من بريتاريوم موطنه الأول في صقليا. وقد منّ عليه الله بموهبة صنع العجائب.
كأسقف انصرف غريغوريوس بغيرة إلهية إلى تنظيم أبرشيته وسيامة الكهنة والشمامسة وافتقاد المساكين وتعليم الصغار وشفى البرص والبكم والصم والمشلولين وقد طرد أيضاً الأرواح الشريرة.
ذاع صيته مما حذا بضعيفي النفوس كمثل الكاهن سابينوس والشماس كريشنسيوس بالسعي وراء مكائد وفخاخ ينصبونها لغريغوريوس، أشاعوا إشاعة أن به شيطاناً لا يأكل ولا يشرب، وأن كل ما يقوم به من عجائب شفاء ليست هي إلا شعوذة وسحر. وتمادى الحاسدون إلى حد أن دفعوا معه بامرأة هوى إلى تمثيل دور قذر لتشويه صورته وسمعته.
إثر ذلك ألقي غريغوريوس في السجن وبات الناس كأنهم مقتنعون بأنه مذنب. ثم نقل إلى رومية حيث بدا أن أسقف روما مقتنعاً بثبات التهمة عليه. لذلك حبسه سنتين كاملتين دون محاكمة. ثم أقيمت جلسة لمحاكمته، فأحضرت المرأة الزانية للشهادة فاستبد عليها روح شرير فأخذت ترغي وتزبد. صلى لأجلها غريغويوس فخرج منها الروح الخبيث. إذ ذاك اعترفت وبدموع أنها اتهمت رجل الله زوراً وأنها فعلت ذلك بدافع الرشوة. ثم كشفت عن المؤامرة ومدبريها، فأعيد لغريغوريوس اعتباره. وعاد إلى أبرشيته حيث رقد بسلام في أواخر القرن أوائل القرن السابع للميلاد.
أبينا الجليل أمفلوخيوس اسقف أيقونية (القرن الرابع للميلاد)
أمفلوخيوس أبينا الجليل أسقف أيقونية، هو أحد أبرز الآباء الذين اشتركوا في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية (381م). الذي التأم لدحض هرطقة مقدونيوس ناكر ألوهية الروح القدس، كما أنجز دستور الإيمان وجعله على الصورة التي نعرفها اليوم. كان أمفلوخيوس قريباً من المعلمين الكبادوكيين الكبار: باسيليوس الكبير، وغريغوريوس اللاهوتي، وغريغوريوس النيصصي.
ولد في بلدة قيصرية الكبادوك بين العامين 340 و 345م من عائلة أرستقراطية. القديس غريغوريوس اللاهوتي هو ابن عمته ومشيره ورفيق جهاده. تلقى من العلم نصيباً وافراً فدرس على المعلم الوثني المعروف ليبانيوس الأنطاكي وامتهن المحاماة في القسطنطينية ابتداء من العام 364م. اشتهر كمحام فذ محبوب ومحب للعدل، حسده الحاسدون وشوهوا سمعته، أصيب بصدمة وترك المهنة. وانصرف إلى الإلهيات. ورغب بالنسك هو وصديقه هيراكليدوس، لكن الوضع الصحي لوالده والمالي جعله أن يؤجل نسكه، في تلك الأثناء تعرف أمفلوخيوس بالقديس باسيليوس الكبير، وفيما كتب إليه عدة رسائل.
في عام 370م صار القديس باسيليوس رئيساً لأساقفة قيصرية الكبادوك، فأسام أمفلوخيوس اسقفاً على إيقونية سنة 374م وما أن تسلم أبرشيته إلا واهتم في ضبط أمورها. حارب هرطقة مقدونيوس وأفنوميوس (أشد الآريوسيين تطرفاً) والمساليانيين. وقد حضر أمفلوخيوس المجمع المسكوني الثاني.
عاش أمفلوخيوس حتى أواخر القرن الرابع عشر للميلاد.



