أنت هنا

القديسين فيليمون وأبفيّه وأرخيبس وأونيسيموس الرسل
22-11
القديس فيليمون هو إياه من وجّه إليه الرسول بولس رسالته، تقع في فصل واحد وخمس وعشرين آية. منها نفهم أن فيليمون مسيحي اهتدى على يد بولس الرسول وأنه ذا يسر وجعل الكنيسة في بيته، وكان غيوراً محباً للقديسين.
أونيسيموس كان عبداً لفيليمون ولسبب ما غادره هرباً فوصل إلى رومية حيث تعرف على بولس الرسول الذي كان في القيود. وقد تمكن بولس من هداية أونيسيموس إلى المسيح وأحبه ويدعوه ابن أحشاءه. ثم ردّه إلى فيليمون سيدّه لا كعبد بل كأخ.
وهذه الرسالة موجهة أيضاً إلى شخصين آخرين غير فيليمون هما أبفيه وأرخيبس وقد كتبها بولس من رومية بيد أونيسيموس.
كان فيليمون من كولوسي من أعمال فريجيه وأن أبفيه هي امرأته وأرخيبس ولده. وقد صار فيليمون أسقفاً على غزة الفلسطينية فيما صار أرخيبس أسقفاً على كولوسي. وإذ أراد فيليمون أن يدعم خدمة الكلمة في كولوسي حيث أبدى الوثنيون مقاومة شرسة قام إليها واشترك فيها بعمل بشاري حثيث. فلما كان الوثنيون يحتفلون بعيد أرتاميس اهتاجوا وهجموا على بيت فيليمون فألقوا عليه وعلى زوجته وابنه الأيدي. وإذ حاولوا ارغامهم على تقديم الذبائح للأوثان وفشلوا ضربوهم ووخزوهم بالإبر ثم أخيراً رجموهم. وهذا استشهد الثلاثة.
أما أونيسيموس الذي تعيد له الكنيسة أيضاً في الخامس عشر من شهر شباط فبشر في الإنجيل بعناد في روما بعد استشهاد بولس الرسول ثم استشهد هناك.
الشهيدة كيكيليا ورفقتها وهم فالريانوس وتيفورتيوس (القرن الثالث)
كان كيكيليا (سيسيليا) من عائلة نبيلة من رومية. آمنت بالمسيح في السر. أراد والديها زفها إلى أحد الشبان الوثنيين اللامعين، وإذ لم يكن في طاقة يدها أن تمانعهم رضخت وأسلمت أمرها لله بعدما كانت قد أخذت على نفسها أن تبقى عذراء للمسيح، بتولاً.
وليلة الزفاف بعدما ما انصرف الناس وبقيت كيكيليا وزوجها فالريانوس وحيدين في خدرهما، ثالت له: "أريد أن أخبرك سراً، ثمة ملاك واقف وهو حارس عذارتي، ومتأهب للدفاع عني، لا يمكنك أن تراه، ولكن ان حاولت لمسي فسيقتلك". اندهش زوجها وغذ كان نبيلاً وشهماً قال لها بعد صمت: "أين الملاك ولما لا أستطيع أن أراه"؟ فقالت: "لأنك لا تعرف الإله الحقيقي". وبعد محادثة آمن فالريانوس واعتمد. وبعد معموديته تراءى له ملاك من نور فتهلل وفاليريانوس وقام وأخبر أخيه تيفورتيوس فبشره وهداه. فسلك الثلاثة حياة البتولية.
ولما اندلعت نار الاضطهاد على المسيحيين في رومية واستشهد العديد من المسيحيين، كان فالريانوس وأخيه تيفورتيوس يتسللان خلسة في الليل ويأخذان رفات الشهداء القديسين ويدفنها بإكرام. وفيما يقومان بهذا العمل ألقي عليهما القبض وسيقا إلى مكسيموس القائد. لم يرضخا لأمره في تقديم الذبائح الوثنية فحكم مكسيموس بقطع هامتهما. ولما نفذ حكم الإعدام، شاهد الحاكم وسائر الوثنيين الحاضرين، رهط الملائكة يحملون نفسي القديسين ويرفعونها إلى السماء، أثر المشهد آمن مكسيموس ومن معه بالمسيح واعتمدوا.
أما كيكيليا فجاءت وحملت جسدي زوجها وأخيه ودفنتهما، فألقي عليها القبض، وفي استجوابها استطاعت أن تهدي أربعمائة شخص إلى المسيح. فأمر القاضي علماتا بقطع رأسها.
كان استشهاد القديسين في العام 230م ورفات كيكيليا مودعة اليوم في الكنيسة المعروفة باسمها في مدينة روما.