أنت هنا
غلاكتيون وإبستيمي
5/11
عاش هذان القديسان في مدينة حمص في أيام الإمبراطور الروماني داكيوس وفيا استشهدا. كان غلكتيون من عائلة وثنية ثرية حرمت ثمرة البطن زماناً إلى أن مرّ بها راهب يستعطي اسمه أونوفريوس. هذا علم أن العائلة ليس لها أولاد. قال: إن هذا بتدبير من الله حتى لا يُقدم المولود لهذه العائلة إلى الشياطين وأنها ستبقى بلا أولاد إلى أن تؤمن بالإله الحقيقي، يسوع المسيح. فتحرك قلب المرأة فبشرها وعمدها، وإن هي سوى فترة قصيرة حتى حبلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبياً سمته غلاكتيون وأقنعت زوجها فآمن واعتمد.
لما بلغ غلاكتيون سن العشرين شاء والده بعد وفاة أمه أن يزفه على صبية تليق به. ولما لم يكن متمسكاً بمسيحيته كمثل زوجته اختار له صبيه وثنية اسمها إبيستيمي. رضخ غلاكتيون لمشيئة أبيه، فتزوجها ولكنه أبى أن يقترب منها ما لم تصير مسيحية أولاً، فآمنت واعتمدت.
وبعد ثمانية أيام من معمودية إبيستيمي حتى رأت في الحلم السماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم عذارى من أجل الله. فلما أفاقت أخبرت غلاكتيون بما شاهدت، فقررا السلوك في البتولية.
وفي زمن الاضطهاد ألقي القبض على الزوجين البتولين وقُدما إلى المحاكمة. ولما ثبت للحاكم أرسوز أنهما مسيحيان متمسكان ولا سبيل لاستعادتهما إلى الوثنية أسلمهما إلى العذاب المروّع. فضربا وجلدا ثم عرى الجند إبيستيمي وعرضوها للهزء. كما قطعوا لسانهما وبتروا أيديهما وأرجلهما، وأخيراً ضربوا عنقيهما. فجاء أحد خدام إبيستيمي المسيحيين المدعو افتوليوس، ودفن بقاياهما، وهو الذي كتب سيرتهما.



