أنت هنا

29/09
 

"29" ايلول

تذكار أبينا البار كيرياكوس السائح (+557)

 

ولد القديس كيرياكوس في مدينة كورنثوس عام 448 من أب كاهن وأم تقية. نشأ على محبة المسيح في كنف ذويه الى أن بلغ الثامنة عشرة، غادر بعدها موطنه سراً الى اورشليم لأن روحة احتدت فيه ورغب في الحياة الملائكية.

ولما بلغ المدينة المقدسة وسجد لعود الصليب، سمع بالقديس افتيميوس الكبير (377 ــ 473) فجاء اليه وسأله ان يقبله في عداد تلاميذه. فعرف افتيميوس، بروحه، ما سيكون عليه كيرياكوس فألبسه الإسكيم الكبير وأرسله الى القديس جيراسيموس الأردني، بالقرب من البحر الميت، لانه لم يشأ ان يعثر الشيوخ بقبوله فتى في عدادهم.

بقي كيرياكوس في عهدة القديس جيراسيموس تسع سنوات. ولما رقد معلمه تنقل بين عداد من الأديرة والكهوف كان احبها الى قلبه كهف القديس خاريطن في برية يكوا، جنوبي شرقي بيت لحم، الذي كان عبارة عن فجوة هائلة فيها مغاور بشكل طبقات شديدة البرودة، كثيرة الرطوبة. هنا بالذات رقد القديس كيرياكوس بعد عمر مديد بلغ المئة سنة وسبعاً.

كان كيرياكوس قوي البنية، وقد بقي كذلك الى سن متقدمة رغم اصوامه واسهاره القاسية. قال عن نفسه انه لم يغضب مرة واحدة في حياته ولا عرفته الشمس آكلاً لانه كان يتناول وجبته اليتيمة بعد غروب الشمس.

أقام في دير القديس افتيميوس عشر سنوات صامتاً. سيم كاهنا وجعل خادما لكنائس الرهبان في دير سوقا القريب من الكهف، ثلاثين سنة.

انصرف في سن السبعين الى برية ناتوفا حيث أمعن في النسك. ينقل انه لم يكن يتناول هناك سوى نوع من البصل البري المر الذي رجاء الله أن يجعله حلوا فمنّ عليه بذلك.

كان كيرياكوس يعشق الخلوة. وكلما لاحقه الناس فر من امامهم. وقد بقي ينتقل حتى في التسعينات من عمره. يقال، في هذا السياق، انه اقام في سوساكيم وحيداً وهو في التسعين. وقد أرسل له الله اسدا دجنه وجعله حافظاً لحديقته.

منحه الله صنع العجائب فكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين بكلمة الله واشارة الصليب.

تصدى لتعليم اوريجنوس الفاسد الذي كان قد تفشى في صفوف الرهبان وهو في التسعينات.

اخيراً رقد بسلام ممتلئا من نعمة الله.