وقد بدأت في جنيف جولة جديدة من المفاوضات بين مختلف الأطراف المورطة في الحرب اليمنية، فقد التقى في المدينة السويسرية وفدٌ من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل المملكة العربية السعودية بممثلين عن الثوار الحوثيين المدعومين من إيران. وتم التطرق خلال المباحثات إلى السبل الكفيلة بتبادل أسرى الحرب بين الطرفين، وهو شرط أساسي من أجل تطبيق وقف إطلاق النار قبل نهاية العام الجاري، كما طالبت منظمة الأمم المتحدة. وقد حذّرت المنظمة نفسها لأيام قليلة خلت من خطر مجاعة في البلاد، ومن بين الأسباب الكامنة وراءها تقاعس بعض الدول عن الإيفاء بتعهداتها بشأن المساعدات الإنسانية، لاسيما عدد من البلدان العربية. وما يزال اليمن يحتاج إلى ثلاثة مليارات وأربعمائة مليون دولار، مع أن الكويت وهبت ملبغ عشرين مليون دولار.
في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية والمدبر الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية أن الوضع في اليمن ما يزال مأساويا بسبب الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية والجوع وتفشي الأمراض، لافتا إلى أن العيش في ظروف كهذه أمر صعب للغاية بالنسبة لليمنيين كافة. وأضاف أن البلاد تعيش مراحل من التهدئة، مشيرا إلى أن مفاوضات السلام تُستكمل لكن لا يُعرف ما هي النتيجة التي ستصل إليها على الصعيد الدولي مع العلم أن نجاحها مرتبط بالوضع داخل البلاد وبدور مختلف الفصائل المعنية بالصراع.
وفي وقت تشير فيه الأرقام إلى أن الحرب في اليمن أوقعت لغاية اليوم مائة واثني عشر ألف قتيل، جاء وباء كورونا المستجد ليزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والحياتية الهشة أصلا في اليمن. وشاء سيادته أن يسلط الضوء على الأوضاع التي تعيشها الأقلية المسيحية في البلد العربي والتي لم تسلم هي أيضا من هذه الجائحة. وقال: إن النتائج التي ستترتب على هذا الوباء لم تظهر بعد، موضحا أن عدد المسيحيين في المنطقة، والمرتبط بأعداد المهاجرين، سينخفض بشكل ملحوظ خصوصا بسبب التبعات الاقتصادية لهذا الفيروس. وقال المطران هيندر إن أشخاصا كثيرين فقدوا مورد رزقهم، ومما لا شك فيه أن آفة البطالة ستستمر في الانتشار، وهذا يعني أن العديد من المسيحيين الذين يعملون اليوم هناك سيضطرون إلى مغادرة المنطقة، وستتقلص بالتالي الجماعة المسيحية المحلية. وقد تبدل أيضا نمط حياة المواطنين.
وأوضح الدبلوماسي الفاتيكاني بهذا الصدد أن الحياة الليتورجية للمؤمنين توقفت خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الأزمة الصحية، إذ عُلقت الاحتفالات بالقداديس مع أن الكنيسة المحلية لجأت إلى وسائل التواصل، لكن هذا الأمر ليس كافيا إذ من المستحيل أن تُمنح الأسرار عن بُعد، وهي ضرورية منذ معمودية المؤمن ولغاية مسحة المرضى. في ختام حديثه لموقعنا قال المطران هيندر إن جائحة كوفيد شكلت عائقا في وجه مسيرة الحوار والتقارب الإسلامي المسيحي والتي أطلقها البابا فرنسيس وإمام الأزهر في أبوظبي في شهر شباط فبراير عام 2019، وذلك على الرغم من انعقاد عدد من اللقاءات عبر شبكة الإنترنت خلال الأشهر الماضية.