أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الأحد, سبتمبر 20, 2020 - 13:07

القائمة:

 
 

الكاردينال كوتوا يؤكد أن العدالة وحدها تحمل السلام إلى شاطئ العاج

 

فاتيكان نيوز

 

تعيش جمهورية شاطئ العاج أوضاعا من التوتر قبل أربعين يوما تقريبا على موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر المقبل، إذ يشهد البلد الأفريقي سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية بعد أن أعلن الرئيس الحسن واتارا عن نيته في الترشح لولاية جديدة، على الرغم من أن الدستور يحدد ولايتين فقط لرئيس الجمهورية. وإزاء هذا السيناريو المقلق رفعت الكنيسة المحلية صوتها داعية إلى التخلي عن لغة العنف واعتماد طريق الحوار.
 

المحكمة العليا في شاطئ العاج أعطت الضوء الأخضر للرئيس واتارا كي يخوض المعركة الانتخابية للمرة الثالثة، على الرغم من أن هذا الأمر يتعارض مع دستور البلاد، وأقدمت على منع رئيس الوزراء السابق غيوم سورو، ورئيس الجمهورية السابق لوران غباغبو من المشاركة في الانتخابات، بحجة صدور أحكام جنائية بحقهما في الماضي. وقد ولّد هذا القرار موجة من التظاهرات الاحتجاجية في البلاد، والتي لم تخلُ وللأسف من العنف، موقعة العديد من القتلى والجرحى.

في غضون ذلك عبر رئيس أساقفة أبيدجان، الكاردينال جان بيار كوتوا عن قلقه البالغ إزاء ما يجري في شاطئ العاج، قبل أسابيع على الانتخابات الرئاسية، وقال في رسالة له إن الحياة الاجتماعية والسياسية في البلد الأفريقي وصلت إلى منعطف خطير. وندد بالاستقطاب السياسي الراهن وبتصلب مواقف الفصائل السياسية الناشطة على الساحة، وقد زاد من حدتها ترشح الرئيس واتارا لولاية ثالثة. وقد انقسم الشارع بين معارض لهذه الخطوة، ومؤيّد لها بحجة أن الدستور الجديد دخل حيز التنفيذ في العام 2016، ما يعني أن ولايتي الرئيس كانتا سابقتين لهذا التاريخ.

ولم يتردد الكاردينال كوتوا في التنديد بأعمال العنف، قائلا إنها غير مقبولة إطلاقا، وأضاف أن المسؤولين عنها يرتكبون مجازر بكل ما للكلمة من معنى. وإذ عبر عن أسفه لسقوط العديد من الضحايا، حثّ نيافته الجميع على التخلي عن لغة العنف واللجوء إلى الحوار واحترام القوانين، كي يتم العمل على بناء دولة عصرية ومسالمة.

وشدد رئيس أساقفة أبيدجان في هذا السياق على أن السلام لا يمكن أن يتحقق بدون عدالة والعادلة لا تتم بدون الغفران. وقال إنه يود أن يوجه هذه الرسالة إلى من يمسكون بمصير البلاد والشعب، كي يتخذوا دوما قرارات جدية وصعبة وذلك في ضوء البحث عن خير الإنسان، وتحقيق الخير العام. وأطلق أيضا نيافته نداء موجها إلى الضمائر الفردية والجماعية كي يتخلى الجميع عن العنف وتتغلب لغة الحوار. وذكّر أيضا بأن المصالحة تسمح للخصوم بالاتحاد والانطلاق مجددا محذرا من خطورة هذه الأجواء الاجتماعية والسياسية، قبل الانتخابات الرئاسية، وطلب من الجميع الاتفاق حول الدستور.

في الختام شجع الكاردينال كوتوا جميع الفرقاء في شاطئ العاج على تكاتف الجهود والالتزام في البحث عن حلول لهذه الأزمة، التي لا تبعث على الأمل في مستقبل أفضل. كما لفت في هذا السياق إلى أن أي ظُلم يُرتكب اليوم ومهما كان شكله سيولد شغبا وفوضى، مشددا على أن العدالة وحدها، التي تُقر بحقوق وواجبات كل فرد، تحمل لنا السلام.