استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة وفدًا من هيئة تحرير صحيفة "Tertio" البلجيكية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال في المجتمع الذي نعيش فيه، تشكّل المعلومات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وعندما تكون ذات جودة، هي تسمح لنا بأن نفهم بشكل أفضل المشاكل والتحديات التي يجب على العالم مواجهتها، وتلهم التصرّفات الفردية والعائلية والاجتماعية. وبالتالي، من الأهميّة بمكان حضور وسائل إعلام مسيحية متخصصة في معلومات ذات جودة حول حياة الكنيسة في العالم، وقادرة على المساهمة في تنشئة الضمائر.
تابع الأب الأقدس يقول إن اسم صحيفتكم "Tertio" يشير إلى رسالة القديس يوحنا بولس الثاني الرسوليّة "Tertio millennio adveniente" في ضوء يوبيل عام الألفين الكبير لتهيئة القلوب لاستقبال المسيح ورسالته المُحرّرة. هذه الإشارة، إذًا، ليست مجرد دعوة للرجاء، لكنّها تهدف أيضًا إلى إسماع صوت الكنيسة والمثقفين المسيحيين في إطار إعلامي علماني، من أجل إغنائه بتأملات بناءة. من خلال البحث عن نظرة إيجابية للناس والحقائق، ورفض الأحكام المسبقة، من أجل تعزيز ثقافة اللقاء التي يمكن من خلالها التعرف على الواقع بنظرة واثقة.
أضاف الحبر الأعظم يقول مهمّة أيضًا مساهمة وسائل الإعلام المسيحية في تعزيز نمط حياة جديد في الجماعات المسيحية، حرّ من الأفكار المسبقة وجميع أشكال والتهميش. في الحقيقة – نحن نعلم – أن الثرثرة تغلق قلب الجماعة وتغلق وحدة الكنيسة. الثرثار الكبير هو الشيطان الذي يقول دائما أشياء سيئة عن الآخرين، لأنه الكذاب الذي يحاول تفريق الكنيسة، وإبعاد الإخوة عن بعضهم البعض. إنَّ التواصل هو رسالة مهمة بالنسبة للكنيسة. والمسيحيون الملتزمون في هذا المجال مدعوون إلى أن يعيشوا بطريقة ملموسة دعوة الرب لكي يذهبوا إلى العالم ويُعلنوا الإنجيل. يتوجب على الصحافي المسيحي، بسبب ضميره المهني العالي، أن يقدم شهادة جديدة في عالم الاتصالات من دون إخفاء الحقيقة أو التلاعب بالمعلومات. في الواقع وفي بلبلة الأصوات والرسائل التي تحيط بنا نحن بحاجة لرواية بشريّة تحدّثنا عن أنفسنا وعن الجمال الذي يسكن في داخلنا. رواية تعرف كيف تنظر إلى العالم والأحداث بحنان، وتخبر عن كوننا جزءًا من نسيج حيّ، يُظهر الرابط بين الخيوط التي تربطنا ببعضنا البعض.
تابع البابا يقول لذلك يجب على اختصاصي المعلومات المسيحي أن يكون حاملاً للرجاء والثقة في المستقبل. لأنه فقط عندما يتم قبول المستقبل كواقع إيجابي ومحتمل، يصبح الحاضر أيضًا قابلاً للعيش. يمكن لهذه الأفكار أن تساعدنا أيضًا، ولاسيما اليوم، على تغذية الرجاء في حالة الوباء التي يمر بها العالم. أنتم زارعو هذا الرجاء لغد أفضل. في سياق هذه الأزمة، من الأهميّة بمكان أن تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على ضمان عدم إصابة الأشخاص بمرض الوحدة وأن يتمكّنوا من الحصول على كلمة تعزية.
أضاف الأب الأقدس يقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أجدد تشجيعي لكم على التزامكم، وأشكر الله على شهادتكم خلال هذه السنوات العشرين، التي سمحت لصحيفتكم الأسبوعية بأن تتحلّى بسمعة طيّبة. كما أكد القديس يوحنا بولس الثاني، "إنَّ الكنيسة تنظر إليكم بثقة وترقُّب، أنتم الذين تعملون في مجال الثقافة والتواصل، لأنّكم مدعوون لقراءة وتفسير الزمن الحاضر وتحديد السبل من أجل نقل الإنجيل بحسب أساليب ونباهة الإنسان المعاصر.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أوكل عملكم في خدمة لقاء الأشخاص والمجتمعات إلى حماية العذراء مريم القديسة. لتوجه نظرها إلى كل واحد منكم وتساعدكم على أن تكونوا تلاميذًا مخلصين لابنها في مهنتكم. أبارك جميع الذين يتعاونون مع صحيفة "Tertio"، وعائلاتهم، وكذلك قراء الصحيفة. وأسألكم من فضلك ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.