بعد مرور أكثر من شهر على الانفجار المدمر في مرفأ بيروت، والذي تسبب في مقتل أكثر من مائتين وعشرين شخصًا وإصابة ستة آلاف شخص وتشريد ثلاثمائة ألف شخص، لم يتضاءل التزام المنظمات الخيرية للكنيسة العالمية تجاه لبنان، ففي بلد الأرز لا زال يتردّد بقوة صدى تشجيع البابا فرنسيس الذي حمله أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان بزيارته يوم الجمعة في الرابع من أيلول سبتمبر بعد شهر بالتحديد من الانفجار، وفي ذلك اليوم أيضًا كان البابا فرنسيس قد طلب يومًا عالميًّا للصلاة والصوم من أجل لبنان.
في هذا السياق بدأ الأمين العام لكاريتاس الدولية ألويسيوس جون في الثاني عشر من أيلول سبتمبر الجاري زيارته إلى لبنان التي سيلتقي خلالها السلطات الدينية وأعضاء كاريتاس المحليّة والمكتب الإقليمي لكاريتاس الشرق الأوسط من أجل تنسيق أفضل للمساعدات الإنسانية الدولية وبرامج إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات التي دمرت أو تضررت من جراء الانفجار.
"إنَّ الهدف الأول من هذه الزيارة هو إظهار قرب كاريتاس الدولية من الشعب اللبناني، ولكن بشكل عام، ستتاح للأمين العام الفرصة للتحقق من احتياجات السكان والمساعدات الجارية، من أجل جعلها أكثر فعالية" هذا ما قالته مارتا بيتروسيلو، مديرة الاتصالات في كاريتاس الدوليّة، في مقابلة أجراها معها موقع فاتيكان نيوز حول دوافع زيارة ألويسيوس جون إلى لبنان والتي ستستمر حتى يوم الخميس في السابع عشر من أيلول سبتمبر الجاري. وشرحت مارتا بيتروسيلو أنَّ الأمين العام لكاريتاس الدولية سيلتقي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي والمطران ميشال عون، أسقف جبيل للموارنة، وقالت سيكون من المهم أن نعمل مع الكنيسة المحليّة، إن مكتب كاريتاس في بيروت قد تضرّر بسبب الانفجار، لكن المتطوِّعون قد تحرّكوا لكي يحملوا المساعدة للسكان. في الواقع يعمل أكثر من ثمانمائة شاب ليلاً ونهاراً من أجل مساعدة السكان، ويتم توزيع حوالي عشرة آلاف وجبة طعام يوميًّا بالإضافة إلى الأدوية. كما يتم أيضًا تقديم مساعدة نفسية. هذا وقد ساعد المتطوعون الناس أيضًا على تنظيف منازلهم لكي يعودوا إليها حيث كان ذلك ممكنًا.
تابعت مارتا بيتروسيليو تقول حتى قبل الانفجارات، كانت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان متدهورة بسبب الأزمة الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي، فالسبعين في المائة من السكان يحتاج إلى مساعدة بطريقة ما، ومعدل البطالة قد نما بشكل كبير. أضف إلى ذلك أن أكثر من مائة وأربعين مدرسة قد تضررت من جراء الانفجار وهناك حاجة ماسة للمساعدة. وأضافت مديرة الاتصالات في كاريتاس الدوليّة تقول لقد شعرت أوروبا كثيرًا بالأزمة اللبنانية بسبب القرب الثقافي من بلد الأرز، وقد أطلقت كاريتاس مرارًا وتكرارًا نداءات حول هذا الموضوع، ولكن هناك حاجة أيضًا إلى إجراءات من قبل الحكومات، بما في ذلك رفع العقوبات المفروضة على سوريا التي تؤثر سلبا على الأزمة اللبنانية.
وفي ختام حديثها لموقع فاتيكان نيوز سلّطت مارتا بيتروسيلو، مديرة الاتصالات في كاريتاس الدوليّة الضوء على الأهمية الاستراتيجية للبنان كمحور لتوزيع المساعدات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهي عملية قد عانت آثاراً مأساوية بسبب الأزمة الاقتصادية والمشاكل التي تعاني منها المصارف اللبنانية.