أنت هنا
القائمة:
"لم نُفاجأ بالعناوين الحاقدة والجائرة التي صدرت بها اليوم صحيفة "الأخبار" المعروفة بولاءاتها والتي قامت بالتّطاول مرّة جديدة على أبرز القامات الدّينيّة والوطنيّة في لبنان التي أعطيت مجد لبنان والدّفاع عنه منذ 1600 سنة مرورًا بتأسيس الكيان وصولًا إلى أيّامنا الحاضرة.
إنّ توجيه مثل هذه الاتّهامات الرّخيصة إلى غبطة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي هي إنعكاس لتوجّهات هذه الصّحيفة التي بدأبها على هذا السّلوك، تشوّه سمعة الصّحافة في هذا البلد التي على مرّ التّاريخ كانت ركيزة الحرية والدّفاع عن السّيادة والحرّيّة والاستقلال، خلافًا لما هو عليه حال هذه الصّحيفة التي تقود منذ فترة حملة سياسيّة مبرمجة مدفوعة من جهات معروفة لمحاولة النّيل من المواقف الوطنيّة الجريئة التي أعلنها ويعلنها نيافة الكاردينال وفي طليعتها موضوع "الحياد النّاشط" وفكّ الحصار عن الشّرعيّة وتطبيق القرارات الدّوليّة.
إنّ اتّهام صاحب الغبطة بالتّماهي مع العدوّ والدّعاية الإسرائيليّة ضدّ "المقاومة"، هو اتّهام مرفوض ومردود لأصحابه، وبدلاً من توجيه الاتهامات جزافًا إلى صاحب الغبطة الذي لا تشكيك بصّحّة معلوماته، ننصح الصّحيفة بالتّدقيق والاستقصاء عمّن يخزّن الأسلحة والمتفجّرات في الأحياء السّكنيّة وبين المدنيّين لأنّه هو نفسه مَن يتماهى مع العدوّ، ويستخدم المدنيّين الأبرياء دروعًا بشريّة في حروبه ويستدرج العدوّ لقصف هذه الأحياء وإيقاع الضّحايا البريئة والدّمار والخسائر الجسيمة، وفيما ننتظر نتائج التّحقيق في كارثة الانفجار في مرفأ بيروت، نستغرب هذا الهلع من التّحقيق الدّوليّ وكأنّ هناك أشياء يودّ البعض التّعمية عليها في ظلّ شكوك بتلاعب في مسرح الجريمة تمامًا كما حصل بعد اغتيال الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري.
إنّنا نضمّ صوتنا إلى صوت غبطة البطريرك الرّاعي لدهم مخابىء الأسلحة والمتفجّرات غير الشّرعيّة من قبل السّلطات الأمنيّة المختصّة وعدم التّغطية على أيّ منها تحت أيّ ذريعة، لأنّ حياة النّاس أهمّ من كلّ المعادلات التي لم تجلب إلى الوطن سوى الخراب والأزمات الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة، بحيث أثبتت الدّراسات وآخرها دراسة "الاسكوا" أنّ أكثر من 55 في المئة من الشّعب اللّبنانيّ باتوا تحت خط الفقر، ويعيشون بأقلّ من 14 دولارًا في اليوم. وهذا يدفعنا إلى التّأكيد على أنّ العيش بسلام وبحياد إيجابيّ عن صراعات المحاور والموت هو أفضل بكثير من العيش بقلق واضطراب دائم خدمة لمآرب حزب من هنا أو محور من هناك يأتمرون بأوامر من الخارج.
إنّنا ننبّه القائمين على هذه الحملة بأنّ الكيل قد طفح وأنّ غضب اللّبنانيّين الشّرفاء أقوى من أيّ تهديد وأيّ استقواء بالسّلاح. وإن الأقلام المأجورة التي تطالعنا عبر هذه الصّحيفة في إطار هذه الحملة هي أقلام عميلة معروفة بإرتباطاتها السّياسيّة المشبوهة وبولاءاتها لغير لبنان. ولن ينجح هؤلاء الصّغار في تشويه أو شيطنة تاريخ البطريركيّة المارونيّة النّاصع كثلج صنين الأبيض، ولن يفلحوا في استبدال أرزتنا التي تتوسّط علمَنا اللّبنانيّ برموز من هنا أو هناك، والعجب كلّ العجب كيف يسكت بعض مَن في السّلطة ويدّعي حماية حقوق المسيحيّين عن هذا التّهجّم الظّالم وهذه الاتّهامات الجائرة بحقّ صاحب الغبطة وهذه الاستباحة غير المقبولة لرمز من رموز الحرّيّة والعيش المشترك في لبنان، إلّا إذا كانوا منشغلين حاليًّا بتوزّع الحصص والمغانم ممّا تبقّى من تركة الدّولة، بدل التّركيز على تطبيق الإصلاحات التي يطلبها المجتمع الدّوليّ قبل ضياع الفرصة الأخيرة".