أنت هنا

تاريخ النشر: 
الاثنين, أغسطس 24, 2020 - 08:16

القائمة:

الفاتيكان نيوز 

تم الاحتفال يوم  السبت باليوم الدولي الثاني إحياء لذكرى ضحايا العنف المرتكز إلى الدين والمعتقد، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019.
 

وقد سلطت الضوء على هذا الموضوع وثيقة الأخوة الإنسانية للسلام العالمي والتعايش المشترك التي وقعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في الإمارات العربية المتحدة في الرابع من شباط فبراير من العام الماضي، مؤكدة أن الديانات لا تحض إطلاقا على العنف ولا تولّد مشاعر الحقد، كما لا يمكن أن يُستخدم اسم الله من أجل تبرير العنف.

ومنذ بداية حبريته في العام 2013 دعا فرنسيس في أكثر من مناسبة إلى التوقف عن استخدام الدين لأغراض أخرى. ويندرج في هذا الإطار اليوم العالمي الذي احتُفل به يوم أمس بعد أن أنشأته الأمم المتحدة في الثامن والعشرين من أيار مايو من العام الفائت، ويشدد على أهمية دعم ضحايا شتى أنواع العنف المرتكز إلى الدين والمعتقد.

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت الذي استهل حديثه معربا عن تضامنه وصلاته من أجل جميع ضحايا العنف وعائلاتهم، لافتا إلى أنهم يعانون منذ سنوات من الإرهاب الأعمى. وتمنى أن يكتسب هذا اليوم الدولي أهمية كبرى لدى الجميع نظرا لخطورة الوضع، على الرغم من أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين.

بعدها حذّر نيافته من الشرور التي تترتب على استخدام الدين لأغراض أخرى، وللتحريض على العنف، وهذا أمر يستأهل التنديد والشجب المتواصلين. وقال إنه على الرغم من النداءات والتنديدات المستمرة لا بد من المطالبة بتطبيق القانون الدولي ومعاقبة الأشخاص المسؤولين عن هذا النوع من الأعمال الوحشية والمقيتة!

وأكد الكاردينال غيكسوت أن القادة الدينيين مدعوون إلى بذل الجهود من أجل تربية الجماعات كافة على القيم المتواجدة في مختلف التقاليد الدينية. وذكّر في هذا السياق بأن المجلس البابوي للحوار بين الأديان وفي الرسالة التي بعث بها إلى المسلمين لمناسبة نهاية شهر رمضان هذا العام، تم التأكيد على أهمية احترام دور العبادة وتم أيضا تسليط الضوء على ما تقوله وثيقة الأخوة الإنسانية في هذا الخصوص، أي أن حماية دور وأماكن العبادة هي واجب تضمنه الديانات والقيم الإنسانية والمعاهدات الدولية على حد سواء.

في رد على سؤال بشأن الجهود التي تبذلها المجتمعات اليوم من أجل حماية مواطنيها وما إذا كانت هذه الجهود كافية قال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان إن المجتمعات تفعل الكثير بغية حماية الأشخاص، لكن ينبغي القول إن الدرب ما تزال طويلة. وأضاف أنه لا بد أن يُربى الناس على القيم الدينية الحقيقية، وهذه المسؤولية تقع على عاتق القادة الدينيين. والتربية على القيم تفسح المجال أما صعود جيل جديد من المؤمنين يكون فعلا مترسخا في قيم التقاليد الدينية الخاصة. هذا وينبغي أن يُربى الناس على مبادئ المواطنة للجميع، كي تُحترم الاختلافات، وتُعزز في الوقت نفسه الحقوق الإنسانية في إطار الاحترام والتبادلية.

وأكد نيافته أن ثمة حاجة لتذكير السلطات المدنية والدينية بأن كل فرد من أفراد المجتمع ينبغي أن يتمتع بالحماية ويُقيّم كي نبني معا تلاحما اجتماعيا يصب في صالح الخير العام، ويُبعد شبح التفرقة، لأنه فقط انطلاقا من الاختلافات والاحترام المتبادل تبصر النورَ مجتمعات أكثر أمنا وحماية.

ولم تخل كلمات الكاردينال غيكسوت من التعبير عن تقديره الكبير للنداءات والدعوات العديدة الصادرة عن البابا فرنسيس، والذي ما فتئ يحثّ الجماعة الدولية على السير في درب الاشتمال والحوار والحنان، وهذا الأمر يتعارض تماما مع أجندات من يروجون للعنف والترهيب. وأكد نيافته أنه من الأهمية بمكان أن يعمل الجميع في هذا الاتجاه، لافتا إلى أن اليوم الدولي الذي احتُفل به بالأمس يشكل علامة ملموسة لالتزام الجماعة الدولية في إرساء أسس التعايش المشترك والسلام العالمي. ومن هنا ضرورة أن نسير معاً في درب الوحدة والتضامن والأخوّة، لكي تبرز مجددا القيم الروحية الأصيلة، وتخفّ معاناة هذه البشرية الجريحة.

في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني عاد رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال غيكسوت ليسلط الضوء على أهمية التربية على المستويات كافة خصوصا في هذه المرحلة القاتمة التي يمر بها العالم. وشدد على ضرورة التربية على القيم الحقيقية التي تخلو من كل عنف لتنعم أجيال الغد بروح الأخوّة الإنسانية والتي تقتضي منا الرسوخ في الهوية الخاصة ولكن في الآن معا تتطلب التعرف على الأخر واحترامه.