أوضح الأب شلوق أنه أصيب بجروح طفيفة مع ثلاثة من الكهنة الآخرين مضيفا أن أحد الموظفين في الكاتدرائية قضى في الحادث المأساوي وأشار إلى أن هذا الصرح كان يخضع لحراسة أمنية بعد أن وردت معلومات بشأن احتمال تعرض الكاتدرائية إلى هجوم من قبل تنظيم داعش.
كاتدرائية القديس جاورجيوس المارونية تقع على مسافة ستمائة متر تقريبا من مكان الانفجار الذي دمّر مرفأ بيروت وجزءا كبيرا من العاصمة اللبنانية. وقد أدت قوة الانفجار والعصف الذي نجم عنه إلى انهيار جزء من سقف الكاتدرائية كما تضررت النوافذ والأبواب وباتت بعض غرف بيت الكهنة غير صالحة للاستخدام.
وروى الأب شلوق أن ما حصل هو عبارة عن مأساة رهيبة، لكن المواطنين اللبنانيين اعتادوا على أحداث من هذا النوع. وقال إنه بعد سماعه دوي الانفجار خرج ليرى ما حصل، وأضاف أنه شاهد الدمار في كل مكان، وكانت أبواب الكاتدرائية ونوافذها مطروحة في الشارع، وقد أصيب بجراح طفيفة مع ثلاثة كهنة آخرين كانوا في المبنى. ثم علم أن رئيس أساقفة بيروت أصيب هو أيضا بجراح، مع بعض الكهنة الآخرين.
بعدها أضاف الكاهن الماروني اللبناني أن الكنيسة تريد أن تبقى إلى جانب الشعب، لاسيما جميع المؤمنين الذين فقدوا كل شيء في الحادثة الأليمة. وقال إن الكنيسة لا تفكّر في الوقت الراهن بترميم مبانيها التي تعرضت للأضرار إنما تفكّر بالأشخاص المشردين والذين فقدوا بيوتهم، وليس لديهم مكان يبيتون فيه ويفتقرون إلى الطعام. ولهذه الغاية قامت الكنيسة بتشكيل هيئة تُعنى خصيصا بهذا الموضوع، وتسهر على إدارة هذه الأزمة.
في معرض حديثه عن أبرز التحديات التي يواجهها لبنان اليوم والذي يعاني من توترات اجتماعية وسياسية، لفت خادم كاتدرائية القديس جاورجيوس المارونية إلى أن التحدي الأبرز يتمثل في الشهادة للمسيح في هذا البلد على الرغم من كل شيء وقال: ينبغي أن نفعل ذلك على الرغم من الأزمات الاقتصادية، وعلى الرغم من وباء كوفيد 19، وعلى الرغم من الحروب. وأضاف أن المجتمع اللبناني يعاني من هذه المشاكل منذ زمن طويل، وكل خمس عشرة سنة يتعرض لضربة قاسية، لكن ينبغي أن يبقى المواطنون راسخين في الإيمان.
هذا ثم أشار الأب شلوق إلى أن لبنان بلد متعدد الثقافات، ومتعدد الأديان وهذا يعني أن التوترات ستستمر دائماً. وأضاف: ينبغي أن نوجّه أنظارنا نحو المصلوب، وعلينا أن نشهد له على الرغم من كل شيء. وأوضح أنه بفضل الكنيسة أبصرت النور شبكة واسعة من التضامن: فالعديد من المؤمنين يأوون في منازلهم أشخاصا فقدوا بيوتهم بسبب الانفجار. وقد وُضعت بتصرف هؤلاء المدارس الكاثوليكية والمراكز الخاصة بالرياضات الروحية. وذكّر في الختام بأن شبانا وشابات مسيحيين قدموا من كافة المناطق اللبنانية إلى العاصمة بيروت ليساعدوا الكنيسة، وليمدوا يد العون للمحتاجين ويشاركوا في البحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض.