أنت هنا

فاتيكان نيوز

الذكرى السنوية السادسة لتهجير مسيحيي سهل نينوى (ANSA)

تاريخ النشر: 
الاثنين, أغسطس 10, 2020 - 22:32

القائمة:

 

الذكرى السنوية السادسة لتهجير مسيحيي سهل نينوى

فاتيكان نيوز

 

ست سنوات مضت على تهجير مسيحي سهل نينوى بالعراق بسبب تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية في شهر آب أغسطس من العام 2014، وقد عاد قسم كبير من النازحين إلى ديارهم، في وقت تتواصل فيه عمليات إعادة الإعمار أيضا بفضل المساعدات الدولية، لكن المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة ما يزال غامضا.

 

ليل السادس من آب أغسطس لست سنوات خلت، اضطر حوالي مائة وعشرين ألف مسيحي لمغادرة منازلهم في سهل نينوى، بعد أن تم طردهم من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقد انصبّ عنف داعش على قرى هؤلاء الأشخاص ومنازلهم وكنائسهم. فقد تضرر أكثر من ثلاثة عشر ألف مسكن، وأكثر من ألف دُمروا بالكامل. وقد أقدم هؤلاء المسيحيون، الذين يعود تاريخ تواجدهم في سهل نينوى لقرون، على الهروب بسرعة حاملين معهم ما تسنى حمله وبحثوا عن ملجأ آمن في إقليم كردستان العراق، وبينهم من تركوا الأراضي العراقية.

خلال النصف الثاني من العام 2016، بدأ بعض هؤلاء بالعودة إلى سهل نينوى بعد أن تم تحريره من المجموعات الإسلامية الجهادية. وبعد مضي ست سنوات على هذه الحوادث الأليمة عاد نصف سكان السهل المسيحيين تقريباً. وقد لعب دوراً هاماً في عملية إعادة الإعمار إسهام الكنائس والجماعة الدولية، وقد أفسح هذا الأمر المجالَ أمام هؤلاء المسيحيين كي يعودوا إلى الأرض التي طُردوا منها.

لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لنزوح المسيحيين عن سهل نينوى أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن العراقي جورج جاهولا، من منطقة قرقوش، غربي الموصل الذي تحدث عن أهمية الحضور المسيحي في العراق، وسطر ضرورة أن توفَّر الظروف الاقتصادية والسياسية المؤاتية كي يتمكن المسيحيون من بناء مستقبل آمن في سهل نينوى.

قال الأب جاهولا إن المسيحيين هم مكوّن أساسي من المجتمع العراقي، ولحضورهم في هذا البلد جذور تاريخية. وقد لعبوا دوراً رئيساً من أجل تعزيز التلاحم الاجتماعي في العراق. فساهموا في الخير العام، وفي التخفيف من حدة الصراعات في المناطق التي يعيشون فيها. وحضورهم يكتسب أهمية كبرى خصوصا في منطقة سهل نينوى التي تعرضت لضربة موجعة، هددت وجود المكوّن المسيحي.

بعدها أشار الكاهن العراقي إلى أن نسبة خمسين بالمائة من المسيحيين الذين نزحوا عن سهل نينوى عادت إلى المنطقة، ويُقدّر عدد المسيحيين المتواجدين في السهل حاليا بمائتي ألف نسمة تقريبا. أما المسيحيون الباقون فوجدوا مناطق أخرى يتابعون فيها حياتهم! ولفت إلى أن العائدين يكسبون لقمة العيش من خلال المهن التي كانوا يقومون فيها سابقا. فبعضهم موظفون في الدوائر الحكومية، وآخرون يعملون في التجارة أو قطاع البناء أو قطاعات أخرى، مع أن الوضع الاقتصادي والمعيشي صعب جداً على كامل التراب العراقي. وهذه الصعوبات الاقتصادية تشكل أيضا عاملا لهجرة المسيحيين من العراق.

في رد على سؤال بشأن المسيحيين العائدين والذين عانوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية، قال الكاهن العراقي إن المسيحيين الذين اختُطفوا من قبل داعش أظهروا إيماناً راسخاً، وقد شهدوا لإيمانهم بشجاعة. وأضاف أنه يتذكّر فتاة أرغمها مقاتلو داعش على الصلاة مثلهم، لكنها كانت تتلو صلواتها في الخفاء، كي لا تنسى إيمانها ولا تبتعد عنه، مشيرا إلى أن هذه الفتاة قدمت شهادة حياة مهمة جدا بالنسبة للجميع! 

هذا ثم أكد الأب جاهولا أن لدى عودة المسيحيين إلى ديارهم في سهل نينوى، عام 2016، صُدم هؤلاء أمام حجم الدمار الهائل ولدى رؤيتهم منازلهم التي أُحرقت أو سُويّت بالأرض. لكن بفضل مساعدة الكنيسة والمنظمات المسيحية أُضيئت شعلة الأمل في القلوب المحبطة. واليوم وبعد مرور أربع سنوات على بداية العودة ما تزال مستمرة عمليات إعادة الإعمار، وقد أعيد بناء أكثر من نصف المنازل لغاية اليوم، وهذه الأشغال ستستمر من أجل التأكيد على الحضور المسيحي في سهل نينوى من جهة ومساعدة العائلات الباقية والراغبة في العودة من جهة ثانية.

في معرض إجابته على سؤال بشأن ما يمكن أن تفعله الكنائس والجماعة الدولية أوضح الكاهن العراقي أن ثمة حاجةً على المستوى الاقتصادي، كما لا بد أن يُساعَد العراق سياسيا كي يعيش المسيحيون بثقة في تلك الأرض. وختم بالقول إن المسيحيين يريدون الاطمئنان على مستقبلهم لا من الناحية الاقتصادية وحسب إنما أيضا من الناحية السياسية، لأن من يعيد بناء منزله يخشى أن يتعرض لهجوم جديد أو أن يذهب ضحية الطائفية السائدة في العراق، وللجماعة الدولية دورٌ يمكن أن تلعبه في هذا السياق.