لقد تغير سيناريو النضال، لكنَّ الروح التي تغذيه هي عينها على الدوام. على مدار أكثر من خمسة وثلاثين عامًا على وجودها أنشأت حركة "Movimento Sem Terra" مائة تعاونية والعديد من الصناعات الزراعية على طول منطقة الأملاك الشاسعة في البرازيل. أراضٍ غير منتجة وجدت عليها حركة "Movimento Sem Terra" معايير لجعلها مثمرة لما لا يقل عن ثلاثمائة وسبعين ألف أسرة من الفلاحين، مُنشأة هكذا فكرة الإصلاح الزراعي في البرازيل. وبالتالي، فإن الدعم المتبادل هو قيمة مشتركة من قبل الحركة التي قامت الآن – في زمن فيروس الكورونا الذي يضرب البرازيل بشدة – بمساعدة العائلات التي تواجه صعوبات. بادرة لطيفة لتوزيع المواد الغذائيّة أراد البابا فرنسيس أن يشكر المنظمة البرازيلية عليها، من خلال رسالة وجّهها بمناسبة يوم العمال الريفيين، وحملت توقيع الكاردينال مايكل تشيرني، أمين سرِّ قسم المهاجرين في الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بالتنمية البشرية المتكاملة.
ونقرأ في الرسالة إن ما تقوم به عائلات الإصلاح الزراعي لمساعدة العائلات المعوزة في ضواحي المدن هو علامة على ملكوت الله الذي يولد التضامن والشراكة الأخوية. ويذكر البابا فرنسيس في الرسالة أن يسوع في أيامه قد كثّر الخبز للجياع وبعد أن أكل الجميع جمع التلاميذ الفائض منه. وأضاف إن المشاركة تولّد الحياة، وتخلق الروابط الأخوية، وتحول المجتمع. نتمنّى أن تتضاعف لفتتكم هذه وتشجع الأشخاص والمجموعات الأخرى على أن تحذو حذوها، لأن الله يحب الذين يعطون بفرح.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول ليحفظكم الروح القدس من فيروس الكورونا، ويمنحكم الشجاعة والرجاء في هذا الوقت من العزلة الاجتماعية! وفي يوم المزارعين هذا، ليحمِ ربنا الصالح ويبارك جميع العائلات التي تعمل في الأرض والتي تناضل من أجل مقاسمة الأرض والعناية ببيتنا المشترك.