الصلاة وأعمال المحبّة: إنهما الذراعين اللذين مدّهما البابا فرنسيس منذ بداية حبريته تجاه الشعب الأوكراني الحبيب مع اهتمام خاص بأحداث الحرب المؤلمة التي يعاني بسببها منذ عام ٢٠١٤. وقد لفت البابا فرنسيس انتباه العالم إليها في عدة مناسبات، عامة وخاصة، كما فعل في نهاية صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الماضي، إذ أشاد بوقف إطلاق النار في المنطقة المتاخمة لمنطقة دونباس الانفصالية.
"إن الحديث عن صراع لم يُشفى بعد، ووصفه بأنّه "جرح" يدفع فيه الأطفال الثمن الأغلى، وحث المجتمع الدولي على التوصل إلى حلول تحقق ثمار السلام إلى العدالة، هو أمر مهم بالنسبة لنا نحن الأوكرانيين" هذا ما قاله المطران إدوارد كافا، الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز. تساعدنا شهادته على تتبع تطور المشروع الإنساني "البابا من أجل أوكرانيا" الذي أراده الأب الأقدس كعلامة ملموسة على المودة والتضامن بدون تمييز بين الدين أو الطائفة أو الانتماء العرقي. يقدّم هذا المشروع وسائل التدفئة والأدوية والملابس والطعام وأدوات النظافة والدعم النفسي والاجتماعي، وفي هذا السياق أكّد المطران كافا لقد تم الانتهاء من جميع المشاريع، ولا يزال هناك فقط عمل تجهيز الآلات لمستشفى مخصص للأطفال.
تم تنفيذ العمل، الذي عهد به إلى إشراف الدائرة الفاتيكانية التي تعنى بالخدمة البشريّة المتكاملة، في السنوات الأخيرة من خلال التعاون المستمر مع السفارة البابوية، من قبل لجنة فنية مركزها في Zhaporizhia، في السنة الأولى، ومن قبل الأمانة الفنيّة في مركزها في كييف في السنة الثانية. بمساعدة الهيئات الخيرية التابعة للكنيسة وإنما أيضًا بمساعدة الطوائف المسيحية الأخرى والمنظمات الدولية التي تمّ توكيلها هذا الأمر. وأشار المطران إدوارد كافا، الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف في هذا السياق إلى أن هذا الأمر قد شكّل علامة مسكونيّة وتحدّث عن عمل تم القيام به معًا، في خدمة الفقراء، والأطفال الذين يعانون من صعوبات مرتبطة بضغوط الحرب، والعديد من العائلات، والمسنين الذين فقدوا كل شيء والذين يعيشون بمعاشات تقاعد منخفضة جدًّا. وأضاف المطران كافا يقول لقد اختفت حالة الطوارئ هذه الآن، ولكن لا تزال هناك بعض الاحتياجات ولا تزال هناك حاجة لعمل الكنيسة.
تابع المطران إدوارد كافا يقول إنَّ الوضع خطير للغاية لأن الجميع متعبون. كل يوم، كما هو الحال في الحرب، هناك وفيات ولا يزال العديد من الناس في المستشفى بسبب عواقب الحرب ولاسيما الأشخاص العاديين، وليس الجيش، وبشكل خاص الأشخاص الذين بقوا في هذه المنطقة المحتلة، بالقرب من خط الحرب، إنهم متعبون جدا. كذلك الشباب الذين يعيشون على الحدود والذين لا يستطيعون التحرك لأنهم ليس لديهم الفرصة. لهذا السبب، فإن صوت الكرسي الرسولي وصوت البابا بالنسبة لنا نحن الأوكرانيين هو مفيد للغاية لأنه يسمح للعالم بأن يعرف أن الصراع لم ينته هنا منذ عام ٢٠١٦.
أضاف الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف متحدثًا عن مشروع "البابا من أجل أوكرانيا" وكل ما يتعلّق به في المجالات التربوية والاجتماعية والصحية وقال تم الانتهاء من جميع المشاريع المرتبطة به تقريبًا. يبقى الآن فقط المشروع الوحيد المتعلق بشراء آلات طبية لمستشفى لا يزال قيد الإنشاء. استخدمنا خلال السنوات الأخيرة حوالي خمسة عشر مليون يورو من المساعدات التي قدّمها الكرسي الرسولي ويمكننا القول إننا ساعدنا أكثر من تسعمائة وثمانين ألف شخص في مجالات عديدة. مستشفيات، وأشخاص فقراء، عائلات عديدة، ومسنون تركوا بمفردهم وبدون أي شيء، بدون طعام، بدون ملابس، وبدون تدفئة لأن الشتاء عادة ما يكون باردًا جدًا في أوكرانيا. ولكن يمكننا أن نقول الآن أننا في المرحلة النهائية من مشروع "البابا من أجل أوكرانيا" هذا.
تابع المطران إدوارد كافا يقول يمكنني القول أيضًا أننا قمنا بالكثير من أجل إعادة بناء المنازل لكي نمنح الناس إطار حياة طبيعي. يمكننا اليوم أن نقول إن الوضع ليس مأساويًا كما كان قبل أربع أو خمس سنوات، ولكن من الواضح، على سبيل المثال، أن العائلات التي لديها العديد من الأطفال والمسنين الذين يتلقون معاشات تقاعد ضئيلة لا يزالون بحاجة إلى المساعدة من قبل الكنيسة. وأضاف الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف متحدثًا في هذا السياق عن الأشخاص الذين تركوا البلاد وقال لقد عاد الكثير ممن غادروا إلى ديارهم. لقد كانوا يعتقدون أن الحرب ستنتهي في غضون أشهر قليلة، ولكن ها قد مرّت ست سنوات ولا زلنا لا نرى النهاية. لهذا السبب عادوا إلى ديارهم، باستثناء أولئك الذين غادروا من المنطقة المحتلة والذين لم يعودوا بسبب الخطر الذي يهدد حياتهم.
أضاف الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف متحدثًا عن التعاون مع كاريتاس والكنيسة اللاتينية وكنيسة الروم الكاثوليك من أجل تحقيق مشروع "البابا من أجل أوكرانيا" وقال في هذا المشروع، عملنا جميعًا معًا، ليس فقط كاريتاس التابعة للكنيسة اللاتينية وكاريتاس التابعة لكنيسة الروم الكاثوليك وإنما لقد تعاونا أيضًا مع البروتستانت ومع العديد من المنظمات الدولية وقد شكّل هذا الأمر بالنسبة لنا علامة عمل مسكوني جيد ويمكننا القول أن مبادرة الكرسي الرسولي هذه كانت الوحيدة التي عملنا فيها جميعًا معًا من أجل مساعدة السكان.
وختم المطران إدوارد كافا، الأسقف المساعد في أبرشيّة لفيف حديثه لموقع فاتيكان نيوز بالقول في هذه اللحظة، يبدو لي فعلاً أن كلمات ونداءات البابا فرنسيس، التي تدفع نحو نهاية الحرب، هي ذات مساعدة كبيرة علمًا أنَّ عملية التضامن هذه بأكملها سوف تساعد الجميع أيضًا. وبالتالي حتى لو انتهى مشروع "البابا من أجل أوكرانيا"، ستستمر الكنيسة في تقديم مساعدتها لتكون قريبة من الناس، إما مع كاريتاس أو مع رعايانا أو مع منظماتنا التطوعية؛ ليس لدينا الكثير من المال ولكننا سنكون حاضرين وقريبين. كذلك لقد ساعدتنا هذه الخبرة لكي نتعلّم أن نتعاون معًا في مساعدة الناس.