تحمل الرسالة عنوان "مجبرون على الهرب على مثال يسوع"، العنوان عينه للرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس في الثالث عشر من أيار مايو المنصرم والمكرّسة للنازحين الداخليين. وإذ ينطلق من الاعتبار بأن العالم الحالي هو قرية عالميّة يسلّط مجلس أساقفة سويسرا الضوء في رسالته على كيف أن وباء فيروس الكورونا قد قوّض في ضمائر العديد الثقة التي كانوا قد وضعوها في هذه القرية المعولمة، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تذكر بعض الأمور التي ذكرها الحبر الأعظم، وأولها "المعرفة لكي نفهم"، ويكتب أساقفة سويسرا أن معرفة أعداد المهاجرين ليست كافية لأنّه علينا أن نهتم أيضًا بقصص اللاجئين.
الدعوة الثانية هي "الاقتراب من الآخر لكي نخدمه"، وكما يعلّمنا مثل السامري الصالح، فالاقتراب من المجهول يتضمّن أيضًا قبول المخاطر التي قد نتكبّدها. من المهم أيضًا "أن نصغي لكي نتصالح" ولكن – يطرح أساقفة سويسرا السؤال – تهل نعطي الوقت للإصغاء الشخصي؟ فعلى سبيل المثال وخلال فترة الحجر الصحّي عندما كان الصمت يخيّم على مدننا هل بلغنا صراخ الأشدّ ضعفًا؟ بعدها يسلّط مجلس أساقفة سويسرا الضوء في رسالته على أنّه لكي ننمو من الضروري أن نتقاسم مع الآخرين، لأنّه ما من أحد يخلُص وحده، من هنا جاءت دعوة الأساقفة للتعاون من أجل البناء، وأكّدوا في هذا السياق أنّه علينا أن نسأل أنفسنا حول أسلوبنا في التصرّف من أجل بناء حياة مُشتركة تستحق صفة "الإنسانيّة"؛ إن الرهان هو ملكوت الله الذي علينا أن نبنيه معًا.
سيكون يوم السابع والعشرين من أيلول سبتمبر المقبل مطبوعًا أيضًا بالتضامن: فالتبرعات التي سيتمُّ جمعها في ذلك اليوم ستُستخدم من أجل دعم ثلاثة مشاريع تقوم بها الكنيسة المحليّة بمساعدة هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة. المشروع الأول يتعلّق بلبنان ولاسيما باللاجئين في زحلة، ونقرأ في مذكرة لأبرشية الروم الملكيين في زحلة من بين ستمائة عائلة مسجلة لدى أبرشية زحلة للروم الملكيين خمسون منها لا يمكنها تحمل تكاليف حفاضات أطفالهم. ويكتب المطران عصام جون درويش، رئيس أساقفة زحلة للروم الملكيين: "يخبرنا اللاجئون السوريون المسيحيون يوميًّا، بدون الكنيسة، ستكون حياتنا بائسة ولا تحتمل".
من ناحية أخرى، يوفر المشروع الثاني، الدعم في التعليم المسيحي وعلاج الصدمات للاجئين من جنوب السودان في إثيوبيا. في الواقع، تقدم المنظمات الإنسانية في مخيمات اللاجئين الدعم الإنساني من حيث السكن والمساعدة الطبية والغذاء، ولكنها لا تلبّي الاحتياجات الروحية للاجئين، على الرغم من كونها مكونًا مهمًا أيضًا. لذلك تقوم النيابة الأسقفية في غامبيلا بكل ما في وسعها لكي تخلق هيكليات مفيدة للنشاطات الراعوية. وأخيرًا، يتعلق برنامج التضامن الثالث بسويسرا نفسها، أي بالعمل الراعوي مع الأقليات. "إن بعض بعثات الجماعات الصغيرة التي تتحدث لغات أخرى لا تمول، أو تموّل جزئيا، من الصناديق الوطنية. وبالتالي فإن عمل التضامن هذا سيدعم تمويلها في هذه الحالات.