أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الخميس, يوليو 23, 2020 - 19:39

القائمة:

 

الراهبات يدعون إلى لحظة صلاة وصمت للإصغاء إلى آلام الفقراء بسبب الجائحة

فاتيكان نيوز

لا يمكنني أن أتنفس، هذا عنوان مبادرة اليوم 23 تموز يوليو للاتحاد الدولي للرئيسات العامات وراهبات أمريكا اللاتينية ومكرسات الولايات المتحدة، وذلك للصلاة والصمت والإصغاء إلى الفقراء المتألمين جراء جائحة كوفيد 19.

يشترك اليوم الخميس 23 تموز يوليو الاتحاد الدولي للرئيسات العامات وراهبات أمريكا اللاتينية ومكرسات الولايات المتحدة في لحظة صلاة وصمت عالمية عبر الشبكة والإصغاء إلى ثلاث شهادات من أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة والهند، أي المناطق الأكثر تضررا اليوم من جائحة كوفيد 19، وذلك للإصغاء إلى همسات الفقراء المتألمين حسب ما جاء في الدعوة إلى المشاركة في هذه المبادرة. وقد اختير عنوان المبادرة "I can’t breath (لا يمكنني أن أتنفس)، وهي الكلمات الأخيرة للأمريكي جورج فلويد قبل موته على يد رجل شرطة في مينيابوليس، كما أنها عنوان قصيدة كتبتها إحدى الراهبات خصيصا للقاء الصلاة والصمت والإصغاء هذا عبر الشبكة. وتبدأ الراهبة قصيدتها: "لا يمكنني أن أتنفس حين أرى أختا أو أخا في ألم"، وتواصل القصيدة مذكِّرة بجميع مَن يموتون بسبب غياب إجراءات ملائمة لإيقاف الفيروس، بالقرى التي لا تحصل على خدمات صحية، النساء اللواتي تُغتصب قدرتهن على الإنجاب، والفتيات اللواتي لا يمكنهن التفتح في إيقاعهن الطبيعي حسب ما كتبت الراهبة.

وحول هذه المبادرة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأم أنابيلا كارنيرو الرئيسة العامة لجمعية راهبات قلب يسوع الأقدس في البرتغال والعضوة في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للرئيسات العامات. وأكدت في البداية أن هذه هي واحدة من المبادرات الكثيرة التي تم ويتم تنفيذها في الكنيسة اليوم في العالم لطلب المساعدة لجميع المتألمين جراء الجائحة. وتابعت مشيرة إلى الاشتراك في هذه المبادرة مع الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية نظرا لكونها المناطق الأكثر معاناة في هذه اللحظة من تبعات هذه الجائحة. وذكرت في هذا السياق أن المبادرة هي أيضا أحد أشكال وحدة الحياة المكرسة في مبادرات الكنيسة، وذلك لإسماع صوتها من أجل دعم المتضررين في هذه اللحظة.

وعن اختيار عنوان المبادرة "لا يمكنني أن أتنفس" قالت الأم أنابيلا كارنيرو إن كوفيد 19 يصيب في المقام الأول الرئتين أي التنفس، وهذه العبارة هي الصرخة التي يطلقها المرضى حسب ما تؤكد الراهبات الكثيرات اللواتي كن ولا يزلن إلى جانب المرضى. وتابعت أن هذا جانب أساسي في هذا الاختيار، أما الجانب الآخر فهو التذكير بالظلم الذي تعرض له الأمريكي جورج فلويد وبالتالي بالظلم بشكل عام. وقالت إن ما تعرض له جورج من ظلم كان نتاج التمييز، وهو ما يعاني منه أشخاص آخرون في العالم، وذلك لأنهم لا يحصلون على الرعاية الصحية التي يتمتع بها كثيرون منا. وأشارت إلى أن غير القادرين على الحصول على مثل هذه الخدمات هم على الأرجح أكثر عددا من المتمتعين بها، هناك بالتالي ظلم حقيقي وتمييز.

تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى عمل جمعية راهبات قلب يسوع الأقدس في البرتغال في المستشفيات وخاصة إلى جانب المصابين بأمراض ومشاكل عقلية. وفي إجابتها على سؤال حول كيفية عيش هؤلاء المرضى فترة الوباء قالت الأم أنابيلا كارنيرو الرئيسة العامة للجمعية إنه يجب التفرقة بين المصابين من بينهم بكوفيد 19 وغير المصابين والذين عليهم احترام الإجراءات الضرورية لتفادي العدوى، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وغيرها. وتابعت متحدثة عن مفاجأة كبيرة حيث ينجح هؤلاء الأشخاص رغم ضعفهم أو إعاقاتهم أو مرضهم في لمس أن هناك شيئا مختلفا في علاقاتنا، في الحياة اليومية وفي التصرفات، ويلتزمون بالإجراءات اللازمة. وتحدثت بالتالي عن أن الطبيعة البشرية تستوعب بالفعل بعض الأمور، وعن كوننا في فترة ضعف نختبرها جميعا، مرضى وغير مرضى، وختمت: نفهم جميعا ونلمس أننا متحدون في هذا الضعف.