وذكر المطران لوريفيتشيه في هذا السياق أن القديسة روزاليا سينيبالدي قد تركت الغنى لتصبح فقيرة وتخلّت عن ممتلكاتها وضماناتها لكي تخدم وأضاف إن الوباء قد وضعنا اليوم مجدّدًا إزاء مسألة الانقسام بين الأغنياء والفقراء، وبين القليلين المميزين وملايين البائسين. كم من الأشخاص قد ماتوا أو لا زالوا يموتون اليوم في مختلف أنحاء الأرض لأنهم لا يملكون رعاية صحية، أو لأنهم لا يملكون الخدمات الأساسية، أو لأنه لا يمكن علاجهم... إنَّ عدم المساواة هو خراب تاريخنا. لهذا السبب، وبالنسبة إلى المطران لوريفيتشيه، يجب على الغرب أن يترك امتيازات النظام الجائر، الحامل للموت، وأن يترك ثروة واقتصاد يهدفان إلى الربح وحسب ولا يراعيان الحياة أبدًا؛ لا بل يخلقان الصراع والألم.
وبالنظر إلى واقع باليرمو سّلط المطران كورادو لوريفيتشيه الضوء على أنّ أزمة وباء فيروس الكورونا قد زادت من المشاكل الاقتصادية، مما تسبب في فقدان الوظائف، وتفاقم أزمة الشركات الصغيرة، وإضعاف الشباب والعائلات، وخلق الظروف الملائمة لازدهار جديد لاقتصاد المافيا، وريادة الأعمال الإجرامية، وأضاف إن لم نتغيّر وإذا أصبح فيروس الكورونا فرصة جديدة للمافيا والإجرام فسيشكّل هذا الأمر فضيحة مأساوية وسنكون جميعًا مسؤولين عن هذه الفضيحة. وإذ أصرّ على مسيرة حياة القديسة روزاليا شدّد رئيس أساقفة باليرمو على أن القداسة لا تبحث عن الأعمال الباهرة والثناء الجماعي؛ وأن القديسين على مثال القديسة روزاليا هم رجال ونساء كغيرهم ولكنهم اختاروا أن يسلّموا حياتهم يوميًّا إلى الله والإخوة. إنهم الأشخاص الذين يسمّيهم البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي "إفرحوا وابتهجوا": القديسون الذين يعيشون بقربنا، على مثال العديد من الأطباء والممرضين والمتطوّعين الذين يقومون بعملهم يوميًّا وبشغف وعناية لصالح المرضى والمتألّمين والمشرفين على الموت وهذه هي حقيقة الحياة والتي تصلح للمؤمنين ولغير المؤمنين من جميع الديانات.
تابع رئيس أساقفة باليرمو يقول إن حياة القديسة روزاليا التي تركت بيت أبيها الغني لتسكن في مغارة تشكل لنا درسًا كبيرًا في التخلّي والاعتدال، ففي حياتها يمكننا أن نرى أيضًا الدعوة لكي ننظر إلى أمنا الأرض الجريحة والمشرفة على الموت كعلامة لحقيقة فقر يمكنه أن يطغى علينا، ويقضي على الصغار والضعفاء. وأضاف المطران لوريفيتشيه يقول إن أسلوب حياتنا لا يتوافق مع بقاء الأرض على قيد الحياة. وقد أظهر فيروس الكورونا أننا الآن في مفارقة مفادها أنه لو لم نكن لكانت الأرض أفضل، وإن انتهكنا الأرض فستموت وسنموت نحن معها. ومن هنا رفع المطران لوريفيتشيه الصلاة إلى القديسة روزاليا: "علمينا أيتها القديسة روزاليا أن نعانق الأرض، ونضع علامات ونقوم بتصرفات تغيير جذري ضد قوى الاستغلال والموت".