أنت هنا

رحيل غيورغ راتزنغر الشقيق الأكبر للبابا الفخري بندكتس السادس عشر
تاريخ النشر: 
الخميس, يوليو 2, 2020 - 13:13

القائمة:

 

رحيل غيورغ راتزنغر الشقيق الأكبر للبابا الفخري بندكتس السادس عشر

فاتيكان نيوز 

وافت المنية عن عمر ستة وتسعين عاماً المونسينيور غيورغ راتزنغر، الشقيق الأكبر للبابا الفخري بندكتس السادس عشر، يوزف راتزينغر. وكان الراحل قد التقى بشقيقه للمرة الأخيرة منذ قاربة الأسبوعين عندما زاره هذا الأخير، مع العلم أن الرجلين نالا معا سيامتهما الكهنوتية.

 

فارق غيورغ راتزنغر الحياة في رغنسبورغ، المدينة الألمانية التي أمضى فيها القسط الأكبر من حياته المديدة. البابا الفخري وعلى الرغم من تقدمه في السن كلف نفسه عناء السفر بالطائرة، يوم الثامن عشر من حزيران يونيو الماضي، ليلتقي بشقيقه المريض ومع موت هذا الأخير فقد البابا الفخري آخر فرد من عائلته كان ما يزال على قيد الحياة.

أبصر غيورغ راتزنغر النور في مقاطعة بافاريا الألمانية في الخامس عشر من كانون الثاني يناير من العام 1924، وكان قد بدأ يعزف الأرغن في الرعية مذ أن كان في الحادية عشرة من العمر. في العام 1935 التحق بالمعهد الإكليريكي في تراونستاين قبل أن يُجند في الجيش في العام 1942، وقد خاض عددا من المعارك خلال الحرب. قبض عليه الحلفاء في آذار مارس من العام 1945 وظل أسيرا في نابولي لبضعة أشهر قبل أن يُطلق سراحه ويعود إلى أحضان عائلته. دخل المعهد الإكليريكي مجددا في العام 1947 برفقة شقيقه يوزف، ونالا سيامتهما الكهنوتية معاً في التاسع من حزيران يونيو من العام 1951.

المعروف عن الراحل غيورغ راتزنغر أنه قام بقيادة جوقة كاتدرائية رغنسبورغ لسنوات طويلة، وقام بجولات عدة حول العالم حيث قدّم حفلات موسيقية، كما قاد الأوكسترا في إنتاجات موسيقية شهيرة خُصصت لباخ وموزارت ومندلسون وغيرهم من المؤلفين الكبار.

في الثاني والعشرين من آب أغسطس من العام 2008 وجه البابا بندكتس السادس عشر كلمة شكر إلى عمدة كاستل غندولفو على منحه المواطنة الفخرية لشقيقه غيورغ وقال آنذاك: "منذ بداية حياتي لم يكن شقيقي بالنسبة لي رفيقَ الدرب وحسب، بل كان أيضا قدوة جديرة بالثقة. كان بالنسبة لي بمثابة بوصلة ومرجعاً بفضل قراراته الحازمة والواضحة. لقد دلّني دوما على الدرب الواجب اتّباعها، حتى في الأوقات العصيبة".

وخلال مقابلة أجريت معه لإحدى عشرة سنة خلت، قال البابا بندكتس السادس عشر إنه كان خادماً للمذبح مع شقيقه غيورغ وكانا يخدمان القداس معاً. وأضاف أنه اتضح لكليهما لاحقا أنهما سيكرسان حياتهما لخدمة الكنيسة. وذكّر البابا راتزنغر بأن شقيقه نال سر التثبيت من يد الكاردينال مايكل فولهابر، رئيس أساقفة ميونخ آنذاك. وقد ترك ذلك أثرا كبيراً لديه وقال مرة إنه يريد أن يصبح كاردينالا هو أيضا.

وتطرق البابا بندكتس السادس عشر في تلك المناسبة إلى شغف شقيقه وعائلته حيال الموسيقى وروى أن أفراد العائلة كانوا يحبون الموسيقى كما كان والده يعزف غالبا في المساء وكان يغنّون جميعا. وأضاف أنه كان مقتنعا بأن الموسيقى هي من أجمل الأشياء التي خلقها الله، وهذا الشغف حيال الموسيقى كان أمرا مشتركا لدى الشقيقين.

وعلى الرغم من المشاكل الصحية التي عانى منها غيورغ المسن، لاسيما ألمه في الساقين وضعف النظر، إلا أنه لم يوقف زياراته المتكررة من رغنسبورغ إلى روما، حيث كان يحل ضيفا على أحد الأديار، وكان يلتقي غالبا بشقيقه الأصغر يوزيف ليواسيه.