أنت هنا
الصورة ماخوذة عن موقع نور سات
القائمة:
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة قال فيها:" أتوجّه بالمعايدة لأخواتي الرّاهبات على خدمتهن في هذه المدينة، خدمتهنّ التّربويّة والرّسوليّة والاجتماعيّة مدّة 168 عامًا، وزحلة اليوم تحتفل معهنّ بهذا العيد.
أشكر الأمّ الرّئيسة سلوى حايك، وعبرها أشكر كلّ الرّهبنة الّتي تعطي أولادنا مستقبلاً وأفقًا جديدًا.
ونشكر معًا الرّبّ لأنّنا نراكم من جديد في كلّ الكنائس، إن شاء الله هذا الوباء لن يدخل بيوتنا بصلواتكم وإيمانكم، ولن يدخل كنائسنا. نحن نؤمن أنّ الإفخارستيّا قضت على كلّ الأمراض، كلّنا نذكر عام 1825 وباء الطّاعون واليوم أيضًا هي الّتي قضت وتقضي على كلّ وباء في نفوسنا. الإفخارستيّا إذا ما تعبّدنا لها وتناولناها بإيمان، تجعلنا نتغلّب على كلّ صعوباتنا في هذا الوطن.
قبل مجيئنا إلى هذا القدّاس، صلّينا في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة مع إخوتنا المغتربين من أوروبا وكندا والولايات المتّحدة الأميركيّة وأستراليا عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، من أجل شفاء لبنان وشفائنا من الفساد. هذه القوّة العظيمة الّتي تعطينا إيّاها الإفخارستيّا علينا أن نفهمها أكثر ونؤمن فيها أكثر.
اليوم نودّع عيد الإفخارستيّا ونودّع خميس الجسد، ولكن الإفخارستيّا باقية معنا، هي كنزنا، هي حياتنا، من دون الإفخارستيّا لا يوجد مسيحيّة ولا يوجد كنيسة. الإفخارستيّا هي الّتي صنعت الكنيسة، والكنيسة هي الّتي تحافظ على جسد ودم يسوع المسيح. الإفخارستيّا تشفينا وتشفي أمراضنا، تقوّي قناعاتنا، تشفي حزننا ووحدتنا. الإفخارستيّا قوّة تجعلنا نحمل الله في حياتنا، قوّة تدخل الفرح والسّلام الى قلوبنا، هي غذاؤنا الرّوحيّ.
للإفخارستيّا مفعولان: مفعول روحيّ ومفعول جماعيّ.
المفعول الرّوحيّ هو الإشتراك في حياة الرّبّ يسوع والاتّحاد به. الكأس والدّمّ هي مشاركة في جسد ودم يسوع، الخبز الّذي كسره هو مشاركة في جسد يسوع المسيح. وثمار الإفخارستيّا كبيرة جدًّا وعظيمة جدًّا شرط أن نتغيّر، وإذا لم نتغيّر تصبح دينونة لنا. كلّ مسيحيّ عليه أن يشعر بأنّه يتغيّر عندما يتناول الإفخارستيّا وإلّا تصبح هذه المناولة دينونة. أهمّ شيء في الإفخارستيّا هو تبدّلنا من الدّاخل، تجعلنا نؤمن أكثر فأكثر. عندما نتناول الإفخارستيّا نسمح للمسيح أن يغيّرنا من جميع النّواحي. المسيح يأتي إلينا لكي يقوّينا ويعطينا رؤية جديدة للحياة.
أمّا الثّمار الأخرى فهي ثمار الجماعة. نحن على كثرتنا نصبح بالمناولة إخوة ونصبح جسدًا واحدًا وأعضاءً في كرمة واحدة رأسها يسوع المسيح. نحن إخوة صادقون مع بعضنا البعض بحاجة إلى الإفخارستيّا لنكون أقوياء، نحن لا نخاف إذا كنّا مقتنعين بأنّ يسوع يجمعنا.
الإفخارستيّا هي اتّحاد مع يسوع وهي شركة روحيّة بين الّذين يتغذّون منها.
في وداع عيد الجسد أتمنّى لكم جميعًا ولهذه المدينة الحبيبة وأهلها أن يعيشوا فعلاً بمحبّة. "
وفي نهاية القدّاس، بارك المطران درويش القرابين وأقيم تطواف بصورة قلب يسوع داخل الكنيسة.