تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في إنجيل هذا الأحد يتردّد صدى الدعوة التي يوجّهها يسوع لتلاميذه لكي لا يخافوا ويكونوا أقوياء واثقين إزاء تحديات الحياة وينبّههم من الصعوبات التي تنتظرهم. يشكل إنجيل اليوم جزءًا من الخطاب الإرسالي الذي يُعدُّ من خلاله المعلّم الرسل للخبرة الأولى لإعلان ملكوت الله؛ ويحثّهم بإصرار لكي لا يخافوا، لأنَّ الخوف هو احد أسوأ أعداء حياتنا المسيحية، ويسوع يقول لهم "لا تخافوا" ويصف ثلاثة حالات ملموسة قد يواجهونها. أولاً عداوة الذين يريدون إسكات كلمة الله فيحلّونها أو يُسكتون الذين يُعلنوها. في هذه الحالة يشجّع يسوع الرسل لكي ينشروا رسالة الخلاص التي أوكلهم إياها. إلى الآن كان يسوع قد نقلها بحذر وفي الخفاء تقريبًا في مجموعة التلاميذ الصغيرة؛ أما هم فينبغي عليهم أن يعلنوا إنجيله "في وضح النهار"، أي بصدق وينادوا به "على السطوح" أي علانيّة.
تابع الأب الاقدس يقول أما الصعوبة الثانية التي سيواجهها مرسلو المسيح فهي التهديد الجسدي ضدّهم، أي الاضطهاد المباشر ضدّ شخصهم وصولاً إلى الموت. إنّ نبوءة يسوع هذه قد تحقّقت في كل زمن: إنه واقع أليم ولكنّه يشهد على أمانة الشهود. كم من المسيحين يُضطهدون اليوم في العالم كلّه! وإن تألّموا من أجل الإنجيل بمحبّة فهم شهداء اليوم. ولتلاميذ الأمس واليوم الذين يتعرّضون للاضطهاد يوصيهم يسوع قائلاً: "لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد، وَلا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفس". وبالتالي لا يجب أن نسمح بأن يخيفنا الذين يسعون لكي يطفئوا قوّة البشارة بالتعجرف والعنف؛ ولكن في الواقع لا يمكنهم أن يفعلوا شيئًا ضدّ الروح أي ضدّ الشركة مع الله: لا يمكن لأحد أن ينتزع هذه الشركة من الرسل لأنها عطيّة الله؛ أما الشيء الوحيد الذي يجب على التلاميذ أن يخافوا منه فهو فقدان هذه العطيّة الإلهية والتخلّي عن العيش بحسب الإنجيل مسبّبين لأنفسهم هكذا الموت الأخلاقي كنتيجة للخطيئة.
أضاف الحبر الأعظم يقول أما نوع التجربة الثالث الذي سيواجهه الرسل فيشير إليه يسوع في الشعور الذي قد يختبره البعض منهم بأن الله قد تركهم إذ بقي بعيدًا وصامتًا. هنا أيضًا يحثّهم يسوع لكي لا يخافوا، لأنّه وبالرغم من هذه المخاطر وغيرها فإن حياة التلاميذ هي ثابتة بين يدي الله الذي يحبنا ويحفظنا. إن الآب يعتني بنا لأن قيمتنا كبيرة في عينيه، وبالتالي ما يهمُّ هو الصدق والشجاعة في الشهادة وشهادة الإيمان: أي الاعتراف بيسوع أمام الناس والمضي قدمًا بفعل الخير.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لتساعدنا العذراء مريم الكلية القداسة، مثال الثقة والاستسلام لله عند الصعوبات والمخاطر، لكي لا نستسلم لليأس أبدًا وإنما لكي نثق على الدوام بالله ونعمته التي هي على الدوام أقوى من الشرّ.