عُقد صباح الخميس 18 حزيران يونيو في دار الصحاقة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي لتقديم وثيقة "في مسيرة من أجل العناية بالبيت المشترك" والصادرة عن عدد من الدوائر الفاتيكانية لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لصدور رسالة البابا فرنسيس العامة "كن مسبَّحًا"، والوثيقة هي ثمرة طاولة شاركت فيها الدوائر الفاتيكانية تمحورت حول الإيكولوجيا المتكاملة. وتضمَّن المؤتمر الصحفي ست مداخلات، وكانت الأولى للمطران بول ريتشارد غالاغير أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والذي عرّف بالوثيقة مؤكدا أنها ليست نسخة من الرسالة العامة، بل تسعى إلى إطلاقٍ متجدد لما تتضمنه رسالة الأب الأقدس من ثراء في المحتوى كشفت آنيته أيضا حالة الطوارئ الصحية الحالية. أشار من جهة أخرى إلى أن الوثيقة تريد تقديم توجيه لقراءة "كن مسبَّحًا" من خلال عناصر عملية، وذلك لتفادي سوء الفهم وتشجيع التعاون بين الدوائر الفاتيكانية والمؤسسات الكاثوليكية. وأوضح أن الوثيقة التي شارك في صياغتها أيضا عدد من مجالس الأساقفة تتطرق إلى أوضاع عديدة، من الاقتصاد المحلي إلى التطبيقات على صعيد المجتمع الدولي. كما وتحدث المطران غالاغير عن الانضمام القريب للكرسي الرسولي إلى تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال من أجل التخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية وذلك لحماية طبقة الأوزون.
ومن المشاركين في المؤتمر الصحفي المطران فرناندو فيرجيز الزاغا الأمين العام لحاكمية دولة حاضرة الفاتيكان والذي عرَّف بالتطبيقات الجيدة العديدة التي قام بها الفاتيكان، مثل ألواح الطاقة الشمسية وتقنيات الإضاءة الجديدة التي تخفِّض استهلاك الطاقة بشكل كبير، وأيضا الزراعة الحيوية واستخدام السيارات الكهربائية والأنظمة الجديدة للمحطة الحرارية وجمع النفايات وغيرها.
تحدث من جانبه المطران أنجيلو فينشنسو زاني أمين مجمع التربية الكاثوليكية عن ارتباط الوثيقة الجديدة بالتعليم الاجتماعي للكنيسة، مع إشارة خاصة إلى الدستور الرسولي Ex corde Ecclesiae حول الجامعات والذي يدعو إلى تطوير أكبر لتعليم العقيدة الاجتماعية للكنيسة في الجامعات الكاثوليكية والتي يبلغ عددها 1865في جميع قارات العالم. توقف أيضا عند الميثاق التربوي المرتقب سنة 2021 كما وأشار إلى ما تقدم وثيقة الدوائر الفاتيكانية من أدوات كي تتمكن المدارس من التربية على المواطنة الإيكولوجية. شدد من جهة أخرى على أهمية التعليم الشامل وذلك لأن ما نواجه ليست أزمة بيئية فقط بل وأيضا أنثروبولوجية.
شارك في المؤتمر الصحفي أيضا المطران برونو ماري دوفيه أمين دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة متحدثا عن ضرورة التحلي بشجاعة التطلع إلى تنمية متكاملة تنطلق من الإيكولوجيا المتكاملة. وتوقف في حديثه عند بعض الممارسات الجيدة من قِبل الشباب، كما وذكَّر بتأكيد البابا فرنسيس في الصلاة من أجل انتهاء وباء فيروس كورونا على ضرورة العودة إلى السير نحو الله ونحو الآخرين.
مداخلة أخرى شارك بها الأمين العام لكاريتاس الدولية ألوسيوس جون تحدث فيها عن المساعدات التي تقدمها الهيئة خلال الوباء لأكثر المتضررين أي الأشخاص الأكثر فقرا. وشدد على ضرورة مواجهة أسباب الأزمات وتحدث عن اهتمام كاريتاس بمنح صوت لصرخة الجماعات المحلية.
أما المداخلة الأخيرة فكانت للمدير التنفيذي وأحد مؤسسي الحركة الكاثوليكية المناخية العالمية توماس إنسوا فذكّر بتأسيس هذه الحركة سنة 2015 عقب صدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس، وكانت أولا شبكة صغيرة بينما تضم اليوم مئات المنظمات الكاثوليكية في العالم بكامله.