أنت هنا

الصورة مأخوذة عن موقع الفاتيكان نيوز

تاريخ النشر: 
السبت, يونيو 20, 2020 - 07:56

القائمة:

الفاتيكان نيوز

أصدرت المكتبة ودار النشر الفاتيكانية كتابا بعنوان "قاموس البابا فرنسيس" أعده جوشوا ماكيلوي وسيندي وودين، وقد كتب تمهيدا له البطريرك المسكوني برتلماوس الأول، كما وكتب مقدمة لهذا الإصدار الكاردينال شون أومالي رئيس أساقفة بوسطن.

وفي بداية تمهيده الذي نشرته جريدة أوسيرفاتوري رومانو أعرب البطريرك المسكوني عن سعادته للمشاركة في هذا الإصدار الذي يجمع مختارات جميلة من التأملات المحفِّزة والمساهمات لأحد أهم القادة الدينيين. وتابع برتلماوس الأول أن الكتاب يضم تأملات حول الكلمات المحورية في رسالة وخدمة الأخ الحبيب البابا فرنسيس حسب ما ذكر، وأضاف أن الكلمات هي أكثر بكثير من التعليقات البسيطة وأهم بكثير من الجمل المعتادة. فالكلمات هي تعبير ملتصق بالحياة والانعكاس الأكثر الحميمية لما هو إلهي، هوية الله ذاته: "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله" (يو 1، 1). وعلينا الانتباه إلى كل كلمة تخرج من أفواهنا (راجع متى 12، 36). الكلمات يمكنها أن تنقذ أو أن تكون كمين دم (أمثال 12، 6)، أن تكون مفيدة وبنّاءة (أفسس 4، 29) أو أن تكون مرارة ولعنة (رومة 3، 14). وفي المقام الأول علينا أن نكون "دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن تَرُدُّوا على مَن يَطلُبُ مِنكم دَليلَ ما أَنتم علَيه مِنَ الرَّجاء" (1بطرس 3، 15).

تحدث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول بعد ذلك عن اختباره مع أخيه أسقف روما القدسية العميقة للكلمات متذكرَين وواعيَين أن الكلمات قادرة على مد الجسور، ولكن أيضا على رفع الجدران. وقد حاولا معا، حسب ما واصل بطريرك القسطنطينية، تشكيل حوار محبة وحق. وواصل أن الكلمات يمكنها التعبير عن المشاعر الإنسانية لكن ليس بإمكانها أبدا سرد القلب البشري بالكامل أو تعريفه بشكل ملائم، يمكنها أن تكشف للعالم عن جوانب كائن بشري آخر وأن تمنح صوتا لاهتماماته أو مخاوفه. وتابع أننا إذا انتبهنا إلى كمِّ تكرارنا لكلمات بعينها أو إلى كيفية التلفظ بها فسنكتشف الميول والشغف التي تشكل حياتنا. ولهذا لا يفاجئنا كثيرا أن المفردات الواردة في هذا الكتاب هي تلك التي تميز وتشير إلى المبادئ التي يفضِّلها ويتبناها البابا فرنسيس. فحبريته، قال برتلماوس الأول، مكرسة بالكامل للمسيح وللكنيسة باعتبارها جسد المسيح، بينما يواصل تسليط الضوء على الانتهاكات ويشجع على تحمل أكبر للمسؤولية. يعمل البابا فرنسيس على ربط أسرار الكنيسة بحياة العالم الملموسة. وداخل الكنيسة كمؤسسة يريد البابا نزعة إكليريكية أقل ومجمعية أكبر، محذرا في الوقت ذاته من اللامبالاة ومشجعا على التمييز. وفي العلاقات بين كنيسته والآخرين، واصل بطريرك القسطنطينية، يعزز البابا فرنسيس الحوار والمسكونية، اللقاء والعناق. أما على صعيد الجماعة العالمية فيكشف البابا الرباط بين الرأسمالية والخليقة، بين الاضطهاد واللاجئين. ومن المبادئ الأخرى التي أشار إليها اهتمام البابا فرنسيس بالعائلة والنساء والأطفال والمسنين.

وفي ختام التمهيد الذي سطره لكتاب "قاموس البابا فرنسيس"، الصادر عن المكتبة ودار النشر الفاتيكانية، قال بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول إن ما يؤثر في المقام الأول هي الفضائل المحددة التي تميز رسالة البابا فرنسيس وتشهد لها، أي الكرامة والعدالة، الرحمة والرجاء، وقبل كل شيء المحبة والفرح. وختم أن هذا الكتاب يتجاوز الكلمات، فهو فسيفساء لعناصر تكشف الرجل الرحوم والشفوق الذي عرفناه باسم البابا فرنسيس.