أنت هنا
القائمة:
ما حدث معي أبكاني… لم أصدّق أن “الدني بعدها بخير”!
اليتيا
قصدتُ عيادة اختصاصيّة طبيّة شابة للمعاينة، وإذا بي أتعرّف إلى إنسانة أدْرَكَتْ ماهيّة رسالتها المقدّسة.
بعد إجراء الفحوصات اللازمة، أعطتني الاختصاصيّة التشخيص الموافق لحالتي، ولم تبخل عليّ بثانية من وقتها…
وما أدهشني أن بدل المعاينة الطبيّة كان زهيدًا جدًا في الوقت الذي يتحكّم فيه “كورونا المال” بالعقول والجيوب، في ظلّ تردّي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة.
أما ما جعل دموع التأثر تُقبّل وجنتيّ، فكانت الرسالة التي وصلتني عندما بلغتُ منزلي: “أودّ أن أخبرك سرًّا صغيرًا: لقد ساهمتِ في مساعدة ولد غير قادر على شراء الحليب من خلال المعاينة التي أجريتِها اليوم”.
أجبتها: “هل تمزحين؟ أنتِ تتبرّعين بالمال من هذا المبلغ الزهيد؟”… فأردفت قائلة: “طبعًا! إنها رسالتي… فلس الأرملة يحقّق المعجزات!”
في تلك اللحظات، شعرت بأنني أتحدّث إلى ملاك يزور الأرض… قلتُ لها: “أنتِ قديسة صغيرة!” فأجابت: “ما زلتُ بحاجة للكثير كي أبلغ القداسة”… أردفتُ قائلة: “أنت تسيرين على درب القداسة، ولقد أنعم الله عليّ بمعرفتك!”…
ما أجمل طرقك يا ربّ! علّمني السير في سبلك، فأدخل ديارك مُردّدة مع صاحب المزمور: “قدّموا للربّ مجد اسمه. هاتوا تقدمة وادخلوا دياره” (مز 8:96).