أنت هنا

16/06
 

أبينا البار تيخون أسقف أماسوس في جزيرة قبرص  (16 حزيران غربي)

 

ابن أبوين مسيحيين عاش في أماثوس في جنوب جزيرة قبرص. منذ صغره كُرس لله، فصار قارئاً، كان يعاون أبيه الخباز، ففي أحد الأيام أرسله أبيه لبيع الخبز في المدينة. وبدل أن يفعل وزعه على الفقراء. مما أغضب والده، ووبخه، فأجاب والده: إنه لم يقم سوى بإعارة الفقراء ما يحتاجون إليه وأنه ووالده سوف ينالان مئة ضعف بالمقابل. وبالفعل ما أن عادا إلى البيت حتى وجدا المخازن مملوءة قمحاً.

بعد وفاة والده وزع كل مايملك على الفقراء، وصار شماساً، وكلفه أسقف منيمونيوس بعناية تدبير شؤون الكنيسة وبالوعظ والتعليم. ضحد خداع اليهود والوثينيين وعمد كثيرين منهم. ثم صيّره القديس ابيفانيوس القبرصي خلفاً لمنيموميوس أسقفاً على أماثوس. وأعطاه الله نعمة طرد الشياطين وشفاء المرضى. وفي أحد الأيام اقتحم معبد الوثينيين وقلب تماثيلهم وطرد بالسوط كاهن أتاميس المدعوة أمثوسا، التي لاحقاً آمنت بالمسيح واعتمدت على يدي تيخون. وقد أعاد الكرة عدة مرات على الوثنيين مما حذا بهم أن يشوه ويشتكوه أمام حاكم المدينة. 

وكان القديس تيخن يملك حقلاً زرع فيه كرماً. ذات يوم، قبل قليل من خروجه من العالم، زاره مشرفاً على عمل الكرامين الذين كانوا يقلعون القضبان اليابسة. وإذ التقط أحد القضبان المرمية لتكون وقوداً، قدّمه إلى المسيح وطلب منه أن يستعيد هذا القضيب الحياة وأن يحمل، قبل الموسمن ثماراً حلوة وافرة. ثم زرع القضيب في الأرض وأكد للحضور أن هذه العجيبة ستستمر.

وبالفعل، بعد رقاد القديس، كل سنة، في مساء ذكراه المحتفى في 16 حزيران، تكون العناقيد بعد خضراء، كما هو طبيعي، ثم فجأة تنضج خلال السهرانية وتوجد مسوّة وملآنه عصيراً، وقت القداس الإلهي لتمتزج بالذبيحة المقدسة، ثم أن الممنون يأتون بحبات العنب لمباركة كرومهم ولشفاء المرضى.

لما علم القديس تيخن برحيله من هذا العالم، ذهب ليزور القرويين الذين كانو في الحقول يحصدون الشعير. فأسرع هؤلاء لأخذ بركته وسمعوا صوتاً سماوياً يدعو القديس إلى الدخول إلى ملكوت السماوات. بعذ ذلك بثلاث أيام مرض فعزى والدته وذكرها بأننا لا نحيا هنا إلا على رجاء القيامة. ثم جمع أبناءه الروحيين وودعهم، وبعد ثلاثة أيام رقد في الرب بفرح وسلام. خلال تشييعه شع جسده نوراً وانبعثت منه رائحة الطيب.