أنت هنا
القائمة:
تحدثت اللاهوتية أسونتا ستيكانيلا في البداية عن أن الوضع الناتج عن الوباء لا يمكن أن يكون الوضع المثالي للكنيسة وذلك لكونها جماعة أشخاص يتجمعون ويلتقون، وقالت إنه من الضروري عيش هذه الفترة واعين بكونها مؤقتة وناتجة عن ظروف غير متوقعة. إلا أننا الآن، حسب ما تابعت، في لحظة البدء في التأمل بشكل جدي حول هذا الوضع. ثم توقفت المقابلة عند أسرار الليتورجيا والتي لا يمكن للواقع الافتراضي أن يسمح بعيشها، وأرادت السيدة أسونتا ستيكانيلا لفت الأنظار إلى أننا نرى في وسائل الاتصالات الحديثة مجرد أدوات نستخدمها بينما هي تشكل الآن في حقيقة الأمر ما يمكن اعتباره مكانا وسيطا هو بين الواقع الفعلي والاصطناعي، وليست هذه الوسائل الحديثة الواقع وإن كانت تحاكيه بشكل جيد جدا لكنها ليست زيفا تماما من جهة أخرى. تحدثت بالتالي عن فسحة جديدة تماما وغير سبوقة، لم تكن في زمن يسوع ولا في زمن المجمع الفاتيكاني الثاني، فضاء أوجد نفسه بكل قوته وعلينا أن نسكنه، إلا أنه لن يكون أبدا بديلا عن الواقع والوجود الفعلي الذي توجده الأسرار.
هذا ودار الحديث بعد ذلك عن العمل الرعوي والذي عليه أن يشمل أيضا رعوية واقع تتألف من أفعال بشرية حقيقية. وقالت السيدة ستيكانيلا أن هذا أيضا يجب أن يتم بشكل جديد، وعادت في هذا السياق إلى المجمع الفاتيكاني الثاني الذي أشار إلى ضرورة الإصغاء إلى علامات الأزمنة والتي هي فسحات يمكن فيها إعلان الإنجيل. وحول الزمن الحالي قالت إنه يفتح أمامنا فسحات جديدة لن تنغلق، مثل الفسحة الافتراضية. وتابعت معربة عن قناعتها أنه وبعد انتهاء هذه المرحلة من الخطأ الاعتقاد أن العمل الرعوي سيعود إلى ما كان عليه في السابق، وستكون هذه مرحلة طويلة وسنكون في حاجة إلى أزمنة انتقالية للصلاة بأشكال مختلفة. وشددت في هذا السياق على أن استخدام وسائل الاتصالات الحديثة يجب ألا يجعلنا نعيش الاحتفالات كأحداث فردية بل يجب تفعيل كل إمكانيات الحوار والتبادل التي توفرها هذه الوسائل والاستفادة منها في العمل لرعوي في المستقبل، ولكن بدون تخيل أنها ستحل محل الصلاة والعيش في علاقات داخل الجماعة.
ومن النقاط الأخرى التي تطرقت إليها المقابلة كهنوت المعمودية حيث أبرزت مرحلة الوباء، والتي جعلت من الصعب لقاء المؤمنين بالكاهن، ما لدينا كمسيحيين من إمكانيات ومواهب، ما يعني على سبيل المثال الاحتفال بالمعنى المجازي للكلمة بلحظات صلاة داخل العائلة وفي البيوت يمكنها أن تشعرنا بكوننا في شركة مع الأخوة حتى وإن لم نكن معا جسديا. كما وتحدثت أستاذة اللاهوت الرعوي عن ربط هذا بالاحتفال الإفخارستي عبر وسائل الاتصالات الحديثة، وأعطت مثلا إمكانية أن يخول الكاهن الوالدين مباركة العائلة أو الخبز الذي يأكله أفراد العائلة، وهكذا تكون هناك عودة لفعل جماعي، ويكون هناك شعور بأننا في شركة مع شخص يحتفل من أجلنا. وتابعت أن بإمكاننا هكذا اختبار قيمة الصلاة العائلية التي نتحدث عنها منذ فترة. وختمت مشيرة إلى أن المرحلة الحالية تعلمنا الاهتمام وإلى جانب الاحتفالات بالنظر إلى توسع وجمال كوننا مسيحيين، وذلك في إشارة إلى النظر إلى الفقراء الذين هم لاهوتيا وجه المسيح والذين تتزايد أعدادهم بسبب الوباء.