أنت هنا
تاريخ النشر:
الاثنين, أبريل 27, 2020 - 18:47
القائمة:
عظة أحد توما (الإيمان والشكّ)
بقلم قدس الاب رامي حجار
المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.
نحتفل في هذا الأسبوع الأوّل من القيامة بأحد توما، هذا الرسول الذي شكّ بقيامة يسوع المسيح طالبًا برهانًا حسّيًا لإيمانه ورافضًا تصديق إخوته الرسل برؤيتهم للمسيح القائم من بين الأموات. نرى هنا مشهد الفرح والابتهاج من ناحية الرسل باستثناء توما نرى مشهد الشكّ والحزن وضعف الإيمان، رغم أنّ توما قد عاين مثله مثل باقي الرسل كلّ أعاجيب المسيح كما كان شاهدًا أيضًا على إقامة العازر قبل فترة قصيرة من موت يسوع. فسرّ عدم السعادة في حياتنا هو ضعف الإيمان.
صحيح أنّ توما شكّ في قيامة المسيح لكنّ حاجته لم تكن كما قال أنّه يريد أن يرى موضع المسامير ويضع إصبعه هناك وفي جنبه أيضًا، لأنّه بحسب الإنجيل لم يفعل ذلك عند رؤية يسوع بل قال "ربّي وإلهي". بل كان يبحث عن لقاء مع يسوع القائم من بين الأموات لعيش فرح القيامة مثل إخوته. نحن اليوم أيضًا نشعر بهذه الحاجة الكبيرة مثل توما أن نعيش فرح القيامة، فنحن احتفلنا بصلوات الآلام وصولًا الى القيامة لكنّنا كنّا بعيدين عن الكنيسة أي لم نستطع أن نفرح كلّيًا فرح اللقاء مع يسوع رغم مشاركتنا اليوميّة وبكلّ الصلوات لأنّ اللقاء مع الله داخل الكنيسة كان ينقصنا. الآن نشعر بأهميّة الكنيسة وحاجتنا الجوهريّ إليها.
هناك صراع داخلي قويّ عند كلّ مؤمن بين الشكّ والإيمان، فنحن نؤمن بيسوع المسيح المتجسد والقائم من بين الأموات من أجل خلاصنا، رغم كلّ ذلك ما زال الشكّ موجود في حياتنا حتى لو بقينا نصلّي كلّ حياتنا، حتى لو رأينا معجزات بأعيننا، هذا لا يعني أننا معصومون عن الشكّ. كلّ مؤمن وقع في فترة معيّنة بالشكّ قد تكون بتجربة قاسية، أو عبر الصلاة لفترات طويلة من أجل نيّة ما دون الحصول على النتائج المرجوّة. كلّ تلاميذ يسوع شكّوا ليلة صلب المسيح بألوهيّته حتّى يوحنا الحبيب الذي بقي مع يسوع حتى موته، ففي يوم قيامته كان في العليّة خائفًا وبعد أن بشّرته مريم المجدليّة فأسرع يوحنا وبطرس الى القبر فيقول يوحنا الحبيب بلسانه في إنجيله (يو 20 : 8) أنّه دخل الى القبر رأى فآمن. يوحنا الحبيب تبع المسيح لمحبّته الكبيرة له لكن ذلك لا يمنع أنّه في لحظة معيّنة شكّ بالمسيح. هذا كلام يسوع أنّكم كلّكم ستخافون وستشكّون. وقال يسوع لبطرس "سمعان سمعان ها هو الشيطان يطلب أن يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح، ولكنّي طلبت لك أن لا تفقد إيمانك، وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك" (لو 22 : 31- 32). هذا الشكّ كاد أن يلغي كلّ إيمان الرسل وما رأوه وسمعوه، فبولس قال لو لم يقم المسيح فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم. لذلك من يقع في حالة الشكّ الكبيرة فلا يخاف ولا ينكر إيمانه بل فليثق أنّ الله سيقيمه مجدّدًا. فالشيطان يتدخّل في هذا الوقت لكي يحوّل حقائق المسيح الى خرافات وروايات وهميّة، فالحقيقة تصبح وهم والوهم حقيقة.
عندما دخل ونفخ في تلاميذه وقال لهم: خذوا الروح القدس. بهذه الحركة، النفخ، قصد المسيح أن يعيد تلاميذه إلى التكوين الأول للخليقة، حين جبل الإنسان بيديه ونفخ فيه فصار نفساً حيَّة. إنَّ يسوع يشير بهذه الحركة إذاً إلى تكوين جديد، إلى خليقة جديدة. نعم، اختلفت حياة "معايني قيامة المسيح" عما كانت قبلاً. يتحوّل مَنْ يعاين قيامة المسيح إلى خليقة جديدة، فحين عاينها بطرسُ تحوّل من هاربٍ وناكر إلى راعٍ بناءً على جواب المسيح: "يا بطرس أتحبّني، ارعَ حملاني". عايَنَت المجدليّة المسيح القائم فغدت مبشّرة. في هذا النصّ نرى اللحظة التي حدث فيها تحوُّل توما. لقد قام المسيح، أمَّا توما فلم يعاين ذلك. اليوم بعد ثمانية أيّام تفعل قيامة المسيح في توما لأنّه الآن يعاينها. إذًا لا يكفي أنّ يسوع قد قام من بين الأموات بل يجب على كلّ إنسان معاينة هذه القيامة ليتحوّل الى خليقة جديدة.
بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين
صحيح أنّ توما شكّ في قيامة المسيح لكنّ حاجته لم تكن كما قال أنّه يريد أن يرى موضع المسامير ويضع إصبعه هناك وفي جنبه أيضًا، لأنّه بحسب الإنجيل لم يفعل ذلك عند رؤية يسوع بل قال "ربّي وإلهي". بل كان يبحث عن لقاء مع يسوع القائم من بين الأموات لعيش فرح القيامة مثل إخوته. نحن اليوم أيضًا نشعر بهذه الحاجة الكبيرة مثل توما أن نعيش فرح القيامة، فنحن احتفلنا بصلوات الآلام وصولًا الى القيامة لكنّنا كنّا بعيدين عن الكنيسة أي لم نستطع أن نفرح كلّيًا فرح اللقاء مع يسوع رغم مشاركتنا اليوميّة وبكلّ الصلوات لأنّ اللقاء مع الله داخل الكنيسة كان ينقصنا. الآن نشعر بأهميّة الكنيسة وحاجتنا الجوهريّ إليها.
هناك صراع داخلي قويّ عند كلّ مؤمن بين الشكّ والإيمان، فنحن نؤمن بيسوع المسيح المتجسد والقائم من بين الأموات من أجل خلاصنا، رغم كلّ ذلك ما زال الشكّ موجود في حياتنا حتى لو بقينا نصلّي كلّ حياتنا، حتى لو رأينا معجزات بأعيننا، هذا لا يعني أننا معصومون عن الشكّ. كلّ مؤمن وقع في فترة معيّنة بالشكّ قد تكون بتجربة قاسية، أو عبر الصلاة لفترات طويلة من أجل نيّة ما دون الحصول على النتائج المرجوّة. كلّ تلاميذ يسوع شكّوا ليلة صلب المسيح بألوهيّته حتّى يوحنا الحبيب الذي بقي مع يسوع حتى موته، ففي يوم قيامته كان في العليّة خائفًا وبعد أن بشّرته مريم المجدليّة فأسرع يوحنا وبطرس الى القبر فيقول يوحنا الحبيب بلسانه في إنجيله (يو 20 : 8) أنّه دخل الى القبر رأى فآمن. يوحنا الحبيب تبع المسيح لمحبّته الكبيرة له لكن ذلك لا يمنع أنّه في لحظة معيّنة شكّ بالمسيح. هذا كلام يسوع أنّكم كلّكم ستخافون وستشكّون. وقال يسوع لبطرس "سمعان سمعان ها هو الشيطان يطلب أن يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح، ولكنّي طلبت لك أن لا تفقد إيمانك، وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك" (لو 22 : 31- 32). هذا الشكّ كاد أن يلغي كلّ إيمان الرسل وما رأوه وسمعوه، فبولس قال لو لم يقم المسيح فإيمانكم باطل وأنتم بعد في خطاياكم. لذلك من يقع في حالة الشكّ الكبيرة فلا يخاف ولا ينكر إيمانه بل فليثق أنّ الله سيقيمه مجدّدًا. فالشيطان يتدخّل في هذا الوقت لكي يحوّل حقائق المسيح الى خرافات وروايات وهميّة، فالحقيقة تصبح وهم والوهم حقيقة.
عندما دخل ونفخ في تلاميذه وقال لهم: خذوا الروح القدس. بهذه الحركة، النفخ، قصد المسيح أن يعيد تلاميذه إلى التكوين الأول للخليقة، حين جبل الإنسان بيديه ونفخ فيه فصار نفساً حيَّة. إنَّ يسوع يشير بهذه الحركة إذاً إلى تكوين جديد، إلى خليقة جديدة. نعم، اختلفت حياة "معايني قيامة المسيح" عما كانت قبلاً. يتحوّل مَنْ يعاين قيامة المسيح إلى خليقة جديدة، فحين عاينها بطرسُ تحوّل من هاربٍ وناكر إلى راعٍ بناءً على جواب المسيح: "يا بطرس أتحبّني، ارعَ حملاني". عايَنَت المجدليّة المسيح القائم فغدت مبشّرة. في هذا النصّ نرى اللحظة التي حدث فيها تحوُّل توما. لقد قام المسيح، أمَّا توما فلم يعاين ذلك. اليوم بعد ثمانية أيّام تفعل قيامة المسيح في توما لأنّه الآن يعاينها. إذًا لا يكفي أنّ يسوع قد قام من بين الأموات بل يجب على كلّ إنسان معاينة هذه القيامة ليتحوّل الى خليقة جديدة.
بنعمة الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين