أنت هنا

                                                                                                                                                

 

الأحد الرابع للفصح: المعروف بأحد المخلع

وتذكار الرسول المجيد يوحنا الإنجيلي اللاهوتي

 

مباركة مملكة الآب...ثم

المسيح قام المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت... (ثلاثا)

صلاة الانديفونا

   أّيُّها المسيحُ إلهُنا. المُشترِكُ مع الآبِ والرُّوح القُدُس في السِّيادةِ على الجميع. لقد ظهرتَ بالجسمِ شافيًا الأمراض. وأزلْتَ الآلامَ وأنرتَ العُميان. وبكلمتِكَ الإلهَّةِ أقمتَ المخلَّعَ المُقعدَ وأمرتَه بأن يَمشيَ فورًا. فلذلك اذكرْنا بكثرةِ رحمتكَ. وأضِئْ قلوبَنا بصافي نوركَ. وافتحْ عُيونَ أذهانِنا. وَضَعْ فينا خَشيةَ وصاياكَ. لكَيْ نسيرَ سِيرةً روحيَّة. عامِلينَ بكلِّ ما يُرضيكَ

لأنَّكَ أنتَ نورُنا. أّيُّها المسيحُ الإله. وإليكَ نرفعُ المجد. وإلى َأبيكَ الأَزَليِّ ورُوحِكَ القُدُّوسِ. الآنَ وكلَّ أَوانٍ وإِلى دَهرِ الدَّاهِرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الثالث

 لِتفرَحِ السَّماويَّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بِكْرَ الأموات. وأنقَذَنا مِن جَوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد العيد للرسول\ باللحن الثاني

أَيُّها الرَّسولُ حبيبُ المسيحِ الإله. أَسرِعْ لإنقاذِ شعبٍ عديمِ الحُجَّة. لأَنَّ الذي قبلَكَ متَّكئًا على صدرِهِ يَقبلُكَ متضرِّعًا. فابتهلْ إليه. أّيُّها اللاهوتيّ. أَن يُبَدِّدَ أَيضًا سَحابةَ الأُممِ المُعاندةِ. طالبًا لنا السَّلامَ وعظيمَ الرَّحمة.

نشيد شفيع الكنيسة

 

قنداق الختام  باللحن الثاني أو الثامن نظم رومانوس:

وإن نَزَلتَ إلى القبرِ يا مَن لا يموت، فقد نقَضتَ قُدرةَ الجحيمِ وقُمتَ كَظَافِرٍ، أيُّها المسيحُ الإله. وللنِّسوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلتَ افرحْنَ. ولرُسُلِكَ وَهَبتَ السَّلامَ. يا مانِحَ الواقِعينَ القيام.

نبدل النشيد المثلّث التقديس بالنشيد التالي: أَنتُمُ الذينَ بالمسيحِ اعتَمَدتُم...

مقدّمة الرسالة  - للإنجيليّ (١ يوحنّا ١ : ١ – ٧)

في كلِّ الأرضِ ذاعَ منطقُهُ، وإلى أقاصي المسكونةِ كلامُهُ
ستيخون: السَّماواتُ تُذيعُ مجدَ الله، والفلكُ يُخبرُ بأعمالِ يدَيهِ

فصلٌ مِن رِسالةِ القِدِّيس يُوحنا الرَّسول الأولى الجامِعة

أَلذي كانَ مِنَ البَدء، الذي سَمِعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيُونِنا، الذي شاهَدناهُ ولَمَسَتْهُ أيدِينا مِن جِهَةِ كلِمَةِ الحَياة* والحَياةُ قد أُظهِرَت ورأَيناها. ونَشهَدُ ونُبَشِّرُكُم بالحَياةِ الأبدِيَّةِ التي كانَت عندَ الآبِ وأُظهِرَت لنا* الذي رأيناهُ وسَمعناه، بهِ نبشِّرُكُم، لتكونَ لكُم أيضًا شِركةٌ معَنا. وشِركَتُنا إنَّما هيَ معَ الآبِ ومعَ ابنِهِ يسوعَ المسيح* ونَكتُبُ إليكُم بِهذا ليَكونَ فَرَحُكُم كاملاً* وهذهِ هيَ البُشرى التي سَمِعناها مِنهُ ونُبَشِّرُكُم، بها: أنَّ اللهَ نُورٌ وليسَ فيهِ ظُلمةٌ البَتَّة* فإن قُلنا إنَّ لَنا شِركَةٌ معَهُ وسَلَكنا في الظُّلمة، نَكذِبُ ولا نَعمَلُ بالحَقّ* ولكنْ إنْ سلَكنا في النُّورِ كما أنَّهُ هوَ في النُّور، فلَنا شِركَةٌ لِبَعضِنا معَ بَعضٍ، ودَمُ يَسوعَ المسيحِ ابنِهِ يُطَهِّرُنا مِن كُلِّ خَطيئة

هلِّلويا
تَعتَرِفُ السَّماواتُ بِعَجائبِكَ يا ربّ، وبحقِّكَ في جَماعَةِ القِدِّيسين

ستيخون: اللهُ ممجَّدٌ في جَماعَةِ القِدِّيسين، عَظيمٌ ورَهيبٌ عِندَ جَميعِ الذينَ حَولَهُ

فصلٌ شريف من بشارة القديس يوحنَّا البشير: (يوحنّا 1:5 - 15) الأحد الرابع للفصح

في ذلِكَ الزَّمانِ صَعِدَ يَسوعُ إلى أورَشليمَ* وكانَ في أورَشليمَ عِندَ بابِ الغَنَم بِرْكَةٌ تُسمَّى بالعِبرانيةِ بيتَ حِسْدا لَها خَمسةُ أروِقةٍ* وكانَ مُضَّجِعًا فيها جُمهورٌ كثيرٌ مِنَ المَرْضى، مِن عُميانٍ وعُرجٍ ويابِسي الأعضاءِ. يَنتَظِرونَ تحريكَ الماءِ* لأنَّ مَلاكًا كانَ يَنزِلُ أحْيَانًا في البِرْكَةِ ويُحَرِّكُ الماء. والذي كانَ ينزِلُ أوّلاً مِن بعدِ تحريكِ الماءِ كان يُبرَأُ مِن كُلِّ مَرضٍ اعتَراه* وكانَ هُناكَ رَجُلٌ بِهِ مَرضٌ مُنذُ ثَمانٍ وثلاثينَ سنةً* هذا إذ رآهُ يسوعُ مُلقىً.، وعلِمَ أنَّ لهُ زَمانًا طويلاً. قالَ لهُ: "أتُريدُ أن تُبرَأَ؟"* فأجابَهُ المريض: "يا سيِّد، ليسَ لي إنسانٌ إذا تحرَّكَ الماءُ يُلقيني في البِرْكَة. بل بَينَما أكونُ آتِيًا يَنزِلُ قُدَّامي آخَر". فقالَ لهُ يسوع: "قُمْ، إِحْمِل سريرَكَ وامشِ"* فلِلوَقتِ بَرِئَ الرَّجلُ وحَمَلَ سَريرَهُ ومشى. وكانَ ذلك اليومُ سبتًا* فقالَ اليهودُ للذي شُفِيَ: "أنّهُ سبتٌ فلا يَحِلُّ لكَ أن تحمِلَ السَّرير"* فأجابَهم: "إنّ الذي أبرأَني هو قالَ لي: إِحمِلْ سَريرَكَ وامشِ". فسألوهُ مَن هوَ الرَّجُلُ الذي قالَ لكَ إِحمِلْ سريرَكَ وامشِ* فأَمَّا الذي شُفيَ فلم يكُنْ يعلَمُ مَن هو. لأَنَّ يسوعَ كانَ قد تَوارى بينَ الجمعِ المُزدَحِمِ في ذلكَ المَوضِع* وبعد ذلك وَجَدَهُ يسوعُ في الهَيكَلِ فقالَ لهُ: "ها قد عُوفيتَ فلا تَعُدْ تَخطَأُ لِئَلاَّ يُصيبَكَ أعظم"* فذهَبَ ذلك الرَّجُلُ وأخبرَ اليهودَ أنَّ يسوعَ هو الذي أَبرأَهُ*

النشيد لوالدة الإله\ باللحن الأول:

    إنَّ الملاكَ خاطَبَ الممتلئةَ نِعمة: أيَّتُها العذراءُ النَّقيَّةُ افرحي. وأيضًا أقولُ افرحي. لأنَّ ابنَكِ قامَ من القَبرِ في اليومِ الثالث.

   إستنيري استنيري. يا أورَشليمُ الجديدة. لأنَّ مجدَ الربِّ قد أشرقَ عليكِ. افرحي  الآنَ وتهلَّلي يا صهيُون. وأنتِ يا والدةَ الإلهِ النَّقِيَّة ، افرحي بقيامةِ ولدِكِ.

 

 

الحَقُّ يُحرِّرُكم        الأب الياس ضو

    في مَشهَدٍ صادمِ وغيرِ مُتوقّعٍ مِن سفر أعمال الرّسل مع انطلاق البشارة نحو الأمم، نشهدُ هامتَي الرّسل بطرس وبولس في خلاف ونقاش حول معضلة تهدّدُ مصداقيّة البشارة واستمراريّتها عند الشّعب اليهوديّ. كان الخلافُ والجدال حول فَرض الشّريعة الموسويّة على الأمم، لتحريرها منها أو قبول المسيح دون الدّخول في متاهاتها (أع 15: 1-2). وقع بطرس في حيرةٍ من أمرِه؛ فعلى عاتقِه مَسؤوليّةُ تثبيتِ إخوته كما أمرَهُ يسوع: 32"ولكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلّا تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبِّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْت" (لوقا 22: 32)، وتوحيدِهم؛ كما صلّى الرّبّ يسوع في نزاعه الأخير: 21"فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِدًا: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضًا فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يو17: 21). هذه الوحدة تتجلّى في تصرّف التّلاميذ بعد القيامة، حسْبَ ما جاء في أعمال الرّسل: 32"وكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْسًا واحِدة" (أع 4: 32). يخبرنا الكتاب أنّ بطرس تصرَّف بازدواجيّة؛ فكان يأكل ويشارك الوثنيّين طعامَهم، وما إن قَدِم قوم من عند يعقوب، حتّى تغيّر سلوكه إرضاءً لليهود؛ فباتَ يتجنّب مخالطة الأمم لعدم عملِهِم بالشّريعة (غلا 2: 11-13). أراد بطرس الحفاظ على اليهود المؤمنين بالمسيح، أمّا المؤمنون من الأممِ فوجدوا أنْفسَهم أمامَ تساؤلٍ كبيرٍ؛ ما الجَديد فِي الخلاصِ الذي يُبشَّرون بِه ما دامَت الشّريعة هي الطّريق؟ لا بدّ أن نتساءل، كيف يمكن أن تنجح البشارة لو بقيت مقيّدة بالشّريعة؟

      تطرح الأحداث مسألة المصداقيّة؛ حيث انتفض بولس أمام بطرس مؤنّبًا ومتّهمًا إيّاه بالرّياء "لكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيًّا لا يَهُودِيًّا، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَسيروا سيرة اليهود؟»" (غلا 2: 14). كيف لنا أن نَسعى إلى الوحدة على حساب الحقيقة؟ ألا تكون وحدة سطحيّة كاذبة؟ إنّ هذه المعضلة كانت وما زالت إحدى المعضلات الكبرى في حياة الكنيسة؛ هل تكون الوحدة على حساب الحقيقة أم إنّ الحقيقة تتقدّم على الوحدة رغم خطر الانْقسام والتّشيّع؟ هل يمكن أن نحقّق توازنًا بين الحقيقة والوحدة؟! أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي" (يو 14: 6). فيسوع هو الحقّ والحقيقة، ولذلك؛ لا يمكن للأخيرة أن تتجزّأ. إذ إنّ جوهر الحقيقة هو الوحدة؛ حيث تتجّلى في الحقيقة الواحدة المتجسّدة في المسيح يسوع. ولا يمكن أن نخرج من الحقيقة، ولو جزئيًّا، ونحافظ على الوحدة. فمن خرج من الحقيقة خرج من الطّريق، فلا يصل إلى الحياة.

الحقيقة هي البوصلة والهدف في حياة الكنيسة. هذا ما شدّد عليه بولس وحارب من أجله. لم يكن للمعضلةِ مخرجٌ إلّا بِمَجْمَعٍ، كان الأوّلُ من نوعِه في الكنيسة، يوحِّد قلوب الرّسل في حقيقة المسيح ومحبّته. وهذا ما حصل مع الرّسل؛ إذ اجتمعوا ممتلئين بهذا الحبّ الإلهيّ، باحثين عن إرادة الرّبّ والّتي تجلّت أخيرًا، وأعلنها بطرس نفسُه أنّ الأمم غير ملزمين بالشّريعة لأنّ حقيقة الرّبّ تعيد للإنسان حقيقته، إنّه الابن الّذي أحبّه الآب حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك (يو 3: 16). كانت الخلاصة لهذا المأزق العودة إلى الحقيقة، وهي الكفيلة أن تحفظ الوحدة الحقيقيّة، فبقيت جماعة الرّسل فكرًا واحدًا وروحًا واحدةً في الحقيقة الواحدة

إعداد : ناصر شقور                     nasershakour@gmail .com