أنت هنا

القائمة:

 
 

من أجلي تجسد -  مقدمة

 

اعداد: ناصر شقور

 

الكل على وشك القيام برحلة. سواء كان مسيحيًا متدينًا أو مسيحيًّا غير متديِّنٍ أو لا يتبع المسيح على الإطلاق. فغير المؤمنين من يهود وإسلام يقومون بتزيين الأماكن العامة، ووضع شجرة الميلاد في ساحات البلدات وبعضهم في بيوتهم. وإقامة اسواق مشتريات "كريسماس ماركت"، وفي أيام الكورونا نرى قرية درزية تقيم معرضًا ضخمًا لزينة الميلاد يتم التجول به في السيارات. أما غير الملتزمين دينيا فيقومون بتحضير المنازل، ووضع شجرة الميلاد، وزرع نباتات، ووضع أضواء على الشبابيك، والاهتمام بماذا سنأكل وأين تكون وجبة الميلاد، وشراء هدايا للأطفال او لكل العائلة. هذا هو الاحتفال الحديث بعيد الميلاد! 

لكن هناك رحلة أخرى، رحلة إيمان يختارها البعض، وهي اختيار يومي لاتباع المسيح. في 15 تشرين الثاني من كل عام، نبدأ موسم مجيء المسيح، فيها نركز أربعين يومًا بالصلاة والصوم والتعبد، استعدادًا للاحتفال بميلاد المسيح.

هل نحتفل بالميلاد فقط بهذه الفترة؟

الجواب لا. في كل مرة نحتفل بالقداس الإلهي نحتفل بعيد الميلاد أيضًا. في القسم الأول من القداس بعد أن يلبس الكاهن الحلة الكهنوتية، يقف أمام مذبح التقدمة (وهو في الهيكل المقدس للكنيسة)، حيث أيقونة الميلاد ويعد التقادم التي ستصبح جسد المسيح ودمه. وعندما يرتب القرابين في الصينية يذكر "مَن يصفُ مَولِدَهُ"

فيما يقوم الكاهن بتغطية القرابين، يتناول "النجم"- وهو قطعة معدنية تبدو كنجمة من أربع أذرع- يضعه فوق القرابين، ويتلو صلاة مقتبسة من إنجيل متى 2: 9 "وأتى النَّجمُ ووقفَ فوقَ المكانِ الذي كان فيهِ الصَّبيّ". وفي ختام القداس في فترة الميلاد يتلو الكاهن العبارة التالية: "ليرحمنا المسيح إلهنا الحقيقيّ. الذي وُلدَ في مغارةٍ وأضجِعَ في مِذودٍ لأجلِ خلاصنا. . . ".  لذلك دائمًا عيد الميلاد في الكنيسة. 

أدعوكم لاستقبال ميلاد السيد المسيح، من خلال متابعة نشرات "من أجلي تجسد".  التي ستتضمن مقاطع من الكتاب المقدس، خاصة من فصول الطفولة في انجيلي القديسين متى ولوقا. وكذلك تأملات في شخصيات قصة عيد الميلاد. وستتخلل النشرات صلوات من فترة الميلاد.

  أطلب بكل تواضع صلاتكم من اجل أبناء عائلاتنا، ورعيانا، وأبرشيتنا وبلادنا، والمتضررين بمرض الكورونا جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

صلاة

 تَقبَّلي يا بيتَ لحم. مَن هي مدينةُ الله. لأنها تأتي إليكِ لِتَلِدَ النورَ الذي لا يَغْرُب. فيا أيها الملائكةُ في السَّماءِ تعجَّبوا. ويا أيها الأنامُ على الأرضِ مجِّدوا. ويا أيها المجوسُ من الفُرس. قدِّموا القربانَ المثلَّثَ الشَّرف. ويا أيها الرعاةُ اسهروا. ورتِّلوا التَّسبيحَ المثلَّثَ التقديسِ قائلين: فلتُسبِّحْ كلُّ نسمةٍ بارئَ الكلّ.

(من صلاة السحر في عيد القديس أندراوس ،30 تشرين الثاني)