أنت هنا

 

قراءات من خدمتَي غروب وسَحَر "أحد العنصرة العظيم المُقدّس"

 

يأتي وداع عيد "العنصرة المجيدة" بعد ستّة أيام على يوم العيد، أي أنه يقع يوم السبت السابق "لأحد جميع القديسين". وعلى غرار وداع الأعياد السيّديّة الكُبرى، تُقام خدمة العيد كاملةً، وتُهمَل فقط بعض القراءات الخاصّة بيوم العيد فقط.

وفي ما يلي، نورد أهمّ المقاطع الليترجيّة في خدمتَي غروب وسَحَر العيد، نقرأها مُتأملين بالحدث العظيم الذي جاء تتويجاً للتدبير الخلاصيّ، ومُستلهِمين الروح الكلّيّ قدسه طالبين نعمه الغزيرة.

***********************************************

أولاً – من صلاة "الغروب":

* "إننا نُعيّد عيد الخمسين ولحضور الروح، وإنجاز الوعد وتمام الرجاء. فما أشرف هذا السرّ العظيم الفائق الوقار. لذا نهتف إليكَ أيها الربّ المُبدِع الكلّ، المجد لكَ" (من قراءات مزامير الغروب).

* "إن الروح القدس يهَب كل شيء: يُفيض النبوءة، يُكمّل الكهنوت. وقد علّم الأمّيّين الحكمة وأظهر الصيّادين مُتكلّمين باللاهوت، وهو يُرتّب كل نظام البيعة. فيا أيها المُعزّي المُساوي للآب والإبن في الجوهر والعرش، المجد لكَ" (من قراءات مزامير الغروب).

* "يا ربّ، إن المؤمنين يجثون بالنفس والجسم معاً في دياركَ، مُسبّحين إياكَ أيها الآب الأزليّ، والإبن المُساوي لكَ في عدم الإبتداء، والروح القدّوس المُساوي لكَ في الأزليّة، المُنير والمُقدّس نفوسنا" (من قراءات مزامير الغروب).

* "هلمّوا أيها الشعوب نسجد للإله المُثلّث الأقانيم، الإبن في الآب مع الروح القدس، لأن الآب ولَد بلا زمن الإبن المُساوي له في الأزليّة والعرش، والروح القدس كان في الآب مُمجّداً مع الإبن، قوّة واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد. فلنقل ساجدين له كافةً: قدوس الله الذي أبدع كل شيء بالإبن ومؤازرة الروح القدس. قدوس القويّ الذي به عرفنا الآب وأتى الروح القدس إلى العالم. قدوس الروح المُعزّي الذي لا يموت، المُنبثق من الآب والمُستريح في الإبن. أيها الثالوث القدوس المجد لكَ" (قطعة "ذوكصا كانين" لمزامير الغروب).

* "يا ربّ، لمّا أرسلتَ روحكَ إلى الرسل الجالسين، ورأى ذلك أولاد العبرانيّين ذهلوا مدهوشين، لأنهم سمعوهم يتكلّمون بألسن أخرى غريبة، حسبما وهبَهم الروح، لأنهم كانوا أمّيّين فصاروا حُكماء، وأخبروا بالإلهيّات مُصطادين الأمم إلى الإيمان. فلذا نهتف إليكَ: يا ظاهراً على الأرض ومُخلّصنا من الضلال، يا ربّ المجد لكَ" (قطعة "ذوكصا كانين" للتطواف في الغروب).

* "يا ربّ، لمّا جهل الأمم قوّة الروح القدس الصائرة في رُسلكَ، توهّموا أن تغيُّر الألسن كان سُكراً. أما نحن المُتأيّدين بهم، فنهتف هكذا بغير فتور: لا تنزع منّا روحكَ القدّوس، يا مُحبّ البشر" (من قراءات "أبوستيخون" الغروب).

* "يا ربّ، إن حلول الروح القدس الشامل رُسلكَ، أظهرهم ناطقين بألسنة أخرى. فلمّا رأى غير المؤمنين هذه المُعجزة الغريبة، ظنّوها سُكراً، في حين أنها سبّبت للمؤمنين خلاصاً. فنتوسّل إليكَ يا مُحبّ البشر، أن تؤهّلنا لإشراقه" (من قراءات "أبوستيخون" الغروب).

* "أيها الملك السماويّ المُعزّي، روح الحقّ الحاضر في كل مكان والمالىء الكل، كنز الصالحات وواهب الحياة، هلمّ وإسكن فينا وطهّرنا من كل دنس، وخلِّص أيها الصالح نفوسنا" (من قراءات "أبوستيخون" الغروب).

* "إن الألسن تبلبلت يوماً لجسارة بُناة البرج. أما الآن فإن الألسن أنارت الأذهان لمجد معرفة الله. هناك عاقب الله المُلحِدين لأجل الخطيئة، وههنا أنار المسيح بالروح الصيّادين. في ذلك الحين، بلبل الأصوات للعقاب. والآن جدّد إتفاق الأصوات لخلاص نفوسنا" (قطعة "ذوكصا كانين" لأبوستيخون الغروب).

-------------------------------------------------

ثانياً – من صلاة "السَحَر":

* "إمنح عبيدكَ يا يسوع تعزية سريعة ثابتة، عند ضجر أرواحنا. لا تنفصل عن نفوسنا في المضايق ولا تبتعد عن أذهاننا في الشدائد، بل تداركنا دائماً. إقترب منّا! إقترب يا من هو في كل مكان. وكما كنتَ مع رسلكَ في كل حين، كذلك إتّحِد أيضاً بالذين يتوقون إليكَ يا رؤوف. حتّى إذا إتّحدنا بكَ، نُسبّح ونُمجّد روحكَ القدّوس بإتفاق الأصوات" (قطعة "البيت" في السَحَر).

* "اليوم عاينتِ الأمم كلّها المُعجزات في مدينة داود، لمّا نزل الروح القدس بألسنة ناريّة، كما أخبر لوقا الناطق بالله. لأنه قال: فيما كان تلاميذ المسيح مُجتمِعين، حدث صوت كريح شديدة تعصف، وملأ البيت الذي كانوا جالسين فيه، وطفقوا كلّهم يتكلّمون بألفاظ غريبة وإعتقادات غريبة وتعاليم غريبة في الثالوث القدّوس" (من قطع "الباكريّة" في السَحَر).

* "إن الروح القدس كان دائماً وكائن وسيكون، لأن ليس له إبتداء ولا إنتهاء، لكنه دائماً مُنتظم ومعدود مع الآب والإبن. وهو حياة ومُحيٍ، نور وواهب النور، صالح بالطبيعة وينبوع الصلاح، به يُعرَف الآب ويُمجَّد الإبن، ويفهم الكل أن قوّة واحدة ورُتبة واحدة وسجدة واحدة للثالوث القدوس" (من قطع "الباكريّة" في السَحَر).

* "إن الروح القدس نور وحياة وينبوع حيّ عقليّ، روح حكمة روح فهم، صالح مُستقيم، عقليّ، مُرشِد، مُطهّر للهفوات، إله ومؤلِّه، نار صادرة من نار، مُتكلّم فاعل، مُوزّع للمواهب. به تكلّل جميع الأنبياء وسل الله والشهداء. هي سُمعة غريبة، رؤية غريبة، نار مقسومة لتوزيع المواهب" (من قطع "الباكريّة" في السَحَر).

* " لمّا نزل العليّ وبلبل الألسن، قسّم الأمم. وحين وزّع الألسن الناريّة، دعا الجميع إلى الوحدة. فنُمجّد الروح القدس بإتّفاق الأصوات" (قنداق العيد).

بقلم الاخ  توفيق ناصر (خريستوفيلوس)