أنت هنا

 

قراءة تأمليّة لإيقونة "صعود الربّ إلى السماء"

أولاً – مُقدّمة عامة عن الإيقونة:

تنبع الفكرة المبدئيّة "للإيقونة" (وللفنّ الإيقونوغرافيّ بشكل عام) من قول الربّ يسوع لفيلبّس "من رآني، فقد رأى الآب" (يو 14: 9). بذلك، يكون الربّ يسوع "الصورة الكاملة" أو "الإيقونة الكاملة" للآب السماويّ. يقول يوحنا الرسول في مقدمة إنجيله "الله لم يرَه أحد قطّ، الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو أخبرَ" (يو 1: 18)... ففي حين كان محظوراً في العهد القديم إبراز "رسم تصويريّ" لله (أو منحوت)، أصبح الله "منظوراً" بشخص الربّ يسوع، وذلك نابع من مشيئته هو. من هذه الفكرة، إنطلق فنّ الإيقونات مُتمحوراً بالضرورة حول "السرّ المسيحانيّ"، ويكون بالتالي أنه لولا التجسّد الإلهيّ، لما كان هناك إيقونات أو فنّ إيقونوغرافيّ.

لا بدّ من أن نضع نُصبَ أعيننا عند كل قراءة روحيّة للإيقونات، أن هذه الأخيرة هي ثمرة تأمل عميق بسرّ التدبير الخلاصيّ، فهي "نافذة العالم الأرضيّ إلى العالم العُلْويّ". إن كل إيقونة هي "كتابٌ روحيّ" مُكوّن من صفحة وحيدة منظورة (هي عادةً اللوحة الخشبيّة أو قطعة القماش)، لكنه يحمل في طيّاته معانيَ كثيرة تتخطّى حدود "المنظور"، وترفعنا إلى "الغير منظور" و"العقليّ". وهي أيضاً قراءة "بصريّة – روحيّة" مُستندة حُكماً إلى الكتاب المُقدّس، تُحوّل السطور الكتابيّة إلى أشكال وألوان مُحبّبة على قلوب البشر. وفيما يُخاطب الكتاب المُقدّس حاسّة السمع لدينا (كما في القداس مثلاً) لتصل المعاني إلى ذهننا، فإن الإيقونة هي أداة كرازة تُخاطب حصريّاً حاسّة النظر لدينا، لإيصال رسالتها إلى ذهننا... إنها تُخبرنا بشكل منظور، عن سرّ الإله "الغير منظور" والذي إرتضى أن يُصبح منظوراً وملموساً لأجل خلاصنا.

وإيقونتنا اليوم تُخبرنا عن حدث "صعود الربّ إلى السماء"، هذا الحدث الذي هو الخاتمة الفعليّة لرسالة السيّد الأرضيّة، ونعني بذلك الحضور الأرضيّ البشريّ المحدود. لكن ذلك لا يعني أبداً بأنه غادرنا، وهو القائل لتلاميذه (ولنا) بأنه "لن يتركهم يتامى" (يو 14: 18). في الأساس، تجسّد الإله وتمّم تدبيره الخلاصيّ من خلال الكرازة وصولاً إلى الموت والقيامة، لكي يمنحنا الحياة الأبديّة من خلال معرفتنا لله (الحياة الأبديّة هي أن يعرفوك)، ولكي يكون حاضراً معنا إلى مُنتهى الدهر من خلال روحه القدّوس. بناءً على وعده هذا، وعلى إيماننا بهذا الوعد، نقرأ الإيقونة ونتأمل بسرّ ربنا في حدث "صعوده المجيد" عنّا، عائدين فرِحين على مثال التلاميذ، مُنتظرين "موعد الآب" لننطلق مُعلِنين البشارة إلى الخلق أجمعين...

------------------------------------------------

ثانياً – وصف سريع لمُحتوى الإيقونة:

ينقسم المشهد في إيقونتنا إلى جزئين: عُلويّ (سماويّ)، وسُفليّ (أرضيّ).

ففي الجزء العُلْويّ من الإيقونة، يظهر الربّ يسوع "صاعداً" بمجد عظيم إلى السماء، جالساً على عرش "نورانيّ" ضمن هالة المجد السماويّ، "تحفّ به الملائكة على حال منظور" (هذه المرة). أما في الجزء السُفليّ، فتبدو مريم والدة الإله واقفةً، تتوسّط جمع التلاميذ المُتحلّقين من حولها، فيما يظهر ملاكان يُكلّمان التلاميذ مُشيرين بأيديهما إلى "فوق". تجدر الإشارة إلى أنه توجد دائماً بعض الفوارق بين إيقونة وأخرى، وهذا يعود بالطبع إلى الفكرة اللاهوتيّة لواضع الإيقونة، التي قد تختلف في بعض تفاصيلها بين شخص وآخر، لكن جوهرها هو واحد، وهذا هو المُهمّ.

------------------------------------------------

ثالثاً – الخلفيّة "الكتابيّة" للإيقونة:

تستند إيقونتنا بشكل رئيسيّ إلى نصّ رواية "الصعود"، الواردة في مطلع كتاب "أعمال الرسل"، لأنها الأكثر تفصيلاً (كونها كُتِبت في مرحلة لاحقة)... فمنذ "اليوم الأول من الأسبوع"، ظلّ الربّ القائم من بين الأموات يظهر لتلاميذه مدّة أربعين يوماً، يُثبِّتهم في إيمانهم، يُكلِّمهم عمّا يخصّ ملكوت الله، والشيء الأهمّ أنه كان يجعلهم يختبرون البُعد الجديد لحضوره المجيد بينهم. فكان يدخل عليهم والأبواب مُغلقة، مُظهراً نفسه لهم بأشكال عدّة... أما هم، فقد كانوا يتعرّفون إليه من خلال علامات كانت خاصّة به (كما لكلّ إنسان علامات خاصّة به)، كندائه ل"مريم" (المجدليّة)، و"كسر الخبز" (مع تلميذَي عمّاوس)، و"الصيد العجيب" (بظهوره لهم على ضفة بحيرة طبريّا)...

وفي اليوم الأربعين على فجر "ذلك اليوم المجيد"، إلتقى بهم مرّة أخيرة، موصِياً إياهم بإنتظار موعد الآب الذي سمعوه منه (وهذا هو كمال رسالة يسوع الأرضيّة). أما هم، فكانوا لا يزالون يُداعبون أحلاماً أرضيّة (مسيحانيّة زمنيّة)، وهذا يظهر من سؤالهم له. أما هو، فأجابهم عن نيلهم القوة من العلاء (الروح القدس) بهدف مُعيّن، ألا وهو إعلان البشارة حتى أقاصي الأرض. بعدها، إنفصل عنهم "مُرتفِعاً إلى السماء، ومحجوباً بغمامة". وإذا برجلَين عليهما الثياب البيضاء يقفان وسط التلاميذ، قائلين لهم "أيها الرجال الجليليّون... إن يسوع هذا الذي إرتفع عنكم إلى السماء، سيأتي هكذا كما رأيتموه صاعداً إلى السماء".

هذه هي الرواية الكاملة للقاء الربّ الأخير مع تلاميذه، الذي على إثره إنطلق هؤلاء عائدين بكل فرح، ومنتظرين موعد الآب (الذي لن يتأخّر كثيراً).

------------------------------------------------

رابعاً – القراءة الروحيّة لرموز ومعاني الإيقونة:

* الخلفيّة الذهبيّة: إن إيقونتنا تخصّ محطةً هامةً من التدبير الخلاصيّ ومن حياة "الإبن" الأرضيّة، ألا وهي إنطلاقه إلى الآب وعودته إلى مجده الأزليّ، تمهيداً لإرسال الروح القدس "المُعزّي" ليُرافق الكنيسة. إنها الفصل الختاميّ لرسالة "الإبن" الأرضيّة، وهي بذلك أحد الأعياد السيّديّة الكُبرى (خصوصاً لإرتباطه بحدث القيامة). بناءً عليه، من الطبيعيّ أن يُجلّل اللون الذهبيّ خلفيّة المشهد، دلالةً على المجد الأبديّ المُلازم عادةً لحضور الربّ يسوع، ولا سيّما اليوم بمُناسبة "عودته إلى مجد الآب"... تجدر الإشارة إلى أن البعض القليل من إيقونات "الصعود" يُظهِر خلفيّةً "ظلاميّة" للمشهد، وذلك دلالةً على أن "المسيح الصاعد هو النور الذي أشرق في ظلمة هذا العالم".

* شخص الربّ يسوع: إن محور الإيقونة هو بالطبع الربّ القائم والمُمجّد، لأنه هو بالذات صاحب الحدث العظيم. إنه الأقنوم الثاني من الثالوث الكلّيّ قدسه، الذي إرتضى أن يتنازل بحُنوِّه تجاه الجبلة البشريّة الساقطة. فبالإضافة إلى طبيعته اللاهوتيّة الخالدة، إتّخذ طبيعة ثانية "ترابيّة"، الطبيعة "الآدميّة" التي خلقها بنفسه "على صورة الله كمثاله"، وحقّق بها التدبير الخلاصيّ باذلاً نفسه عن جميع البشر. وها هو اليوم يعود ببشريّته المُمجّدة إلى "المجد الذي كان له من قبل إنشاء العالم"، ويجلس عن يمين الآب السماويّ وقد تمّم إرادته القدّوسة "لا تكن مشيئتي، بل مشيئتك" (لو 22: 42). إنه الإله الذي تحجبه اليوم غمامة عن أنظار تلاميذه أثناء صعوده، وهو الإله نفسه الذي كلّم موسى قديماً من الغمام، والإله نفسه الذي رافق شعبه من خلال عامود الغمام، والإله نفسه الذي ظلله الغمام أثناء تجلّيه على جبل ثابور... مع المُلاحظة أنه لا إيقونة "صعوديّة" تُظهر غمامةً، بل تستعيض عنها بهالة المجد، التي نشرحها للتّوّ.

يبدو السيّد ضمن دائرتَين "نورانيّتَين" ترمزان إلى العالمَين، السماويّ والأرضيّ، لأنه حامل بشخصه الطبيعتَين الإلهيّة والبشريّة. وفي هذا السياق، تُظهر بعض الإيقونات ثلاث دوائر تُحيط بالسيّد بدلاً من إثنتين، فالثالثة ترمز إلى عالم "ما تحت الأرض"، في إشارة إلى أنه إنحدر إلى الجحيم لأجل خلاص الأجيال قاطبةً. وهذه الدوائر، التي سنُسمّيها ب"الدوائر الكونيّة"، تُشير إلى سيادته المُطلقة على الكون بأسره. ويُمسِك ملاكان (أو أكثر أحياناً) بأطراف "الهالة"، ويبقيان خارجها لأنها "هالة" خاصّة بالألوهة وحدها... إن "الذي يصعد اليوم إلى السماء ليس سوى الذي نزل من السماء، إبن الإنسان الذي هو من السماء" (يو 3: 13). وإن الذي جلس يوماً على جحش إبن أتان، هو اليوم ومنذ الأزل "الجالس على الشيروبيم والراكب على السيرافيم"، كما نقول في الليترجيا الإلهيّة.

أما بالنسبة لشخص السيّد، فإنه يُعرَف (كما في سائر إيقوناته) بهالة البرارة الخاصّة به، المدموغة بعلامة الصليب وبأحرف "أو أون" اليونانيّة (الكائن)، والتي غدت بمثابة "بطاقة هويّة" شخصيّة. ونُلاحظ أنه لا يرتدي الألوان المُعتادة في إيقوناته (الأُرجوانيّ وفوقه الأزرق)، بل هو اليوم يرتدي ألواناً كما سائر البشر (التلاميذ مثلاً)، للدلالة على دخوله بالطبيعة البشريّة إلى المجد السماويّ، من خلال "صعوده وجلوسه عن يمين الآب". وعلى غرار أغلبيّة إيقوناته، نرى يُمناه مشبوكة على شكل برَكة، يُبارك التلاميذ (ومن خلالهم يُباركنا) كما في لوقا (24: 50-51)، ويُمسِك بيُسراه المخطوط الملفوف المعتاد، الذي يرمز إلى بُشرى الخلاص الذي أتى بها إلى العالم، وكمّل بها "موسى والأنبياء".

* شخص مريم العذراء: في القسم السُفليّ (الأرضيّ) من الإيقونة، على خلفيّة أشجار الزيتون (نحن على جبل الزيتون)، يبدو "موَدِّعو" المسيح الإله، وهم مريم "الثيوطوكوس" والتلاميذ الأحد عشر (وقد يكونون إثنَي عشراً لسبب سوف نراه). هنا، لا بدّ من الإشارة إلى أن النصوص الكتابيّة لم تأتِ على ذكر حضور مريم بين التلاميذ في إطار حدث "الصعود". لكن إبراز هذا الحضور في الإيقونة له هدفان مُهمّان:

(1) الأول نابع من البديهيّات، وهو أن الربّ لا يمكنه مغادرة العالم بالجسد دون وداع من كانت "أمة الربّ"، التي قبلت بالمشيئة القدّوسة وكانت "تحفظ كل الأشياء في قلبها"، وصولاً إلى "سيف الصليب الذي جاز في نفسها". فإستحقّت طبعاً أن تكون أول من يظهر لها "إبنها وإلهها" بعد قيامته، واليوم هي موجودة في "إرتفاعه إلى المجد العُلويّ".

(2) الثاني لا يقلّ أهميةً عن الأول، وهو أن حضور مريم مع التلاميذ اليوم، ما هو إلا إستباقٌ لحضورها في "العنصرة المُقدّسة"، فالمجموعة الحاضرة اليوم هي ذاتها الحاضرة يوم "العنصرة". لذلك، نرى في حضور مريم مع التلاميذ اليوم، بداية مُسبقة ومنطقيّة لولادة الكنيسة.

تبدو مريم كما نراها في سائر الإيقونات، لابسةً الرداء الأزرق (رمز الطبيعة البشريّة المتألّهة) ويعلوه الأحمر (رمز الملوكيّة، لأنها أمّ الملك). وتُعرَف بالطبع من خلال "النجمات الثلاث"، رمزاً لبتوليّتها قبل وأثناء وبعد الولادة. إنها منتصبة في وضعيّة الثبات والإيمان بتدبير الله، وتتميّز بهدوء ملفِت وسط "عجقة التلاميذ"، ويظهر ذلك بحركة يدَيها. فهي سوف تحمل قريباً مسؤوليّة أمومة الكنيسة الناشئة، إكمالاً وتوسيعاً لأمومتها ليوحنا عند أقدام الصليب.

* التلاميذ والملائكة: يتحلّق التلاميذ حول مريم في مجموعتَين مُتعادلتَين. وهم بمُعظمهم منشغِلون ومنذهِلون بحدث "الصعود"، وينظرون بإستمرار إلى العلاء. وبإمكاننا تمييز بطرس الرسول مباشرةً إلى يسار والدة الإله، هو لا ينظر إلى العلاء بل يُشير بيُمناه إليها إستباقاً لدورها المُقبِل وشفاعتها في الكنيسة المُزمِعة أن تولد في "العنصرة". بالمقابل، ما تجدر مُلاحظته هو وجود بولس الرسول في عداد التلاميذ عند الجهة المُقابلة لبطرس (أي عن يمين والدة الإله)، وهو يُعرَف من سُحنته الشهيرة. قد يبدو الأمر غريباً إذ إن بولس لم يكن موجوداً في "الصعود"، وهو لم يعرف الربّ يسوع في مُحيّاه. لكن كاتب الإيقونة قصد إدخاله بين التلاميذ في "الصعود"، إكمالاً للعدد إلى إثنَي عشر (لنعود إلى العدد الأصليّ للتلاميذ)، كما لملء المركز الذي شغر برحيل يهوذا الإسخريوطيّ والذي لم يُملأ بعد بإنتخاب "متّيّا"، وأيضاً لمكانة بولس الرفيعة ودوره في الكرازة الآتية. والمنطق نفسه سوف ينطبق على إيقونة "العنصرة". كما أننا نُلاحظ بوضوح عدم وجود "هالات البرارة" المُعتادة حول رؤوس التلاميذ، وذلك يعود إلى فكرة أنهم لم يكونوا قد مُنِحوا عطيّة الروح القدس بعد. أما مريم، فقد نالت هذه النعمة لحظة قبولها بالمشيئة الإلهيّة وحبلها "بالقدّوس". أما الرجلان بالثياب البيضاء، فالواضح أنهما ملاكان يحثّان التلاميذ على عدم إضاعة الوقت بالنظر إلى العلاء، والتوجّه بالأحرى إلى حيث الرسالة الموكَلة إليهم، وأول الغيث هو "إنتظار موعد الآب". ويُنهيان كلامهما بما يؤشّر إلى "المجيء الثاني" المجيد في "آخر الأزمنة". ففي ختام "المجيء الأول" إعلان عن "المجيء الثانيّ"...

-------------------------------------------------

خامساً – الخلاصة الروحيّة:

إن حدث "صعود" الربّ القائم من بين الأموات، بمجد إلى السماء، وجلوسه عن يمين الآب، أربعين يوماً بعد "عيد الأعياد وموسم المواسم"، هو أحد ركائز إيماننا المسيحيّ، إذ نأتي على ذكره في "قانون الإيمان النيقاويّ"، الذي نتلوه في كل "لقاء إفخارستيّ". إن "إرتفاع" الربّ إلى المجد السماويّ هو فصلٌ مُهمّ جداً في التدبير الخلاصيّ، وهو مُرتبط بشكل وثيق بموت الربّ وقيامته "أما كان ينبغي للمسيح أن يتألم ليدخل في مجده؟" (لو 24: 26). "فالقيامة" و"الصعود" هما عمليّاً فعلٌ واحد وهو "الدخول في المجد"، لأن الربّ قد تمجّد لحظة قيامته. وما "الصعود" الذي نحن بصدده، إلا "الفراق المنظور" (بعين الجسد) بين الربّ وتلاميذه في ختام لقائه الأخير معهم. وسوف يحلّ بعدها اللقاء بعين الإيمان والعبادة "بالروح والحقّ". كما أن "الصعود" هو الخطوة أو المرحلة التي لا بدّ منها لحلول الروح القدس في "العنصرة المُقدّسة"، لأن الربّ كان قد أعلن ليلة إقباله على الآلام الطوعيّة "أنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق، لا يأتيكم المُعزيّ..." (يو 16: 7).

في الخلاصة، إن حدث "الصعود" هو أكبر تكريم من الخالق تجاه خليقته. إذ بعدما لبس الأقنوم الثاني في الثالوث الكلّيّ قدسه الجبلة البشريّة المائتة، مجّدها عبر قيامته وألبسها عدم الفساد، ورفعها فوق الملائكة والرئاسات. واليوم يُجلِسها على عرش الجلال في الأعالي، "حيث في بيت الآب منازل كثيرة". إنه شرف ما بعده شرف، وتكريم ما بعده تكريم.

فهل نُدرِك قيمة ذلك؟

 

بقلم الاخ توفيق ناصر (خريستوفيلوس)