أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
السبت, يناير 22, 2022 - 12:04

القائمة:

فاتيكان نيوز
 
مقابلة وكالة الأنباء الكاثوليكية فيديس مع الكاهن واللاهوتي اللبناني الأب غبريال هاشم، العضو في اللجنة اللاهوتية العالمية
 

"رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له" هذا هو عنوان كتيب النصوص المُقترحة على الكنائس والجماعات الكنسية حول العالم للاحتفال بالصلوات واللقاءات بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في عام ٢٠٢٢. هذا العام، تشير القراءات والصلوات الواردة في الدليل إلى ظهور المسيح ورحلة المجوس الذين أتوا من الشرق إلى بيت لحم لكي يسجدوا للطفل يسوع، وتم إعدادها بناءً على طلب المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين من قبل مجموعة من اللاهوتيين اللاهوتيات ينتمون إلى جماعات كنسية شرق أوسطية مختلفة، تحت تنسيق مجلس كنائس الشرق الأوسط (MECC) والذي مقره بيروت.

يمكن فهم خصوصية الموضوع الذي تمَّ اختياره واقتراحات الصلاة التي تقدمها النصوص للمسيرة المسكونية في هذه المرحلة التاريخية بكل غناها إذا أخذنا في عين الاعتبار مصفوفة الشرق الأوسط الخاصة بها. وهذا ما يؤكّده بكل قوة شغفه بأحداث المسيحيين العرب، الكاهن واللاهوتي اللبناني الأب غبريال هاشم، العضو في اللجنة اللاهوتية العالمية، والذي شارك أيضًا في عمل الفريق المسؤول عن إعداد نصوص أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، الذي بدأ لتوه.

مع سجود المجوس، ومن ثم بمعمودية يسوع في الأردن - يلاحظ الأب غابريال في حديث له مع وكالة الأنباء الكاثوليكية فيدس - يبدأ ظهور الرب، اعتلان السر الإلهي أمام البشر، وظهور سر الثالوث الأقدس. وبالتالي نجد هناك بداية إعلان إنجيل الله، إعلان بشرى الملكوت السارة. إنها اللحظة التاريخية التي يتجلى فيها الوعد والمخطّط الإلهي للخلاص ويبدأ تحقيقهما. إنَّ "تجسّد" نور الله في كل مسيحي يبدأ في لحظة معموديّته. ونور المسيح يأتي من الشرق: المسيح هو شرقنا، نورنا، وشمسنا.

إن الرسالة التي تريد النصوص المعدة لأسبوع الصلاة هذا تريد أن تحملها إلى العالم، وإلى مسيحيي الشرق الأوسط أولاً، تابع اللاهوتي اللبناني، مضيفًا اعتبارات منيرة حول حاضر الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط، هي "رسالة رجاء: إنَّ نور المسيح لا زال يسطع في العالم وينيره، حتى في الشرق الأوسط، وحتى في هذه الأوقات الصعبة. ودعوة المسيحيين في الشرق الأوسط ليست التذمُّر بسبب الوضع؛ وفي هذا السياق من المناسب تذكير العالم، وخاصة مسيحيي الشرق الأوسط، بأنهم حاملي التقليد المقدس والتقليد الرسولي. نحن هنا منذ ألفي سنة، ونحن مدعوون لكي نحمل هذا التقليد الرسولي بأجسادنا وأرواحنا، ونعلن الإنجيل. نحن لسنا أشخاص بائسين يحتاجون فقط إلى الإنقاذ والمساعدة. نحن لسنا مجرد أشخاص محتاجين. وإنما لدينا رسالة.

ونقرأ في مقدمة نصوص أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لعام ٢٠٢٢ إنَّ يسوع هو النور الذي حل في ظلامنا عندما تجسد بقوة الروح القدس في حشا العذراء مريم وصار إنسانًا. والمجوس، الذين تبعوا النجم إلى بيت لحم، مثَّلوا على الدوام للعديد من المفسرين أيضًا رمزًا لتنوع الشعوب المعروفة آنذاك، وعلامة شاملة للدعوة الإلهية. أما الجانب الثاني الذي نجده في النصوص المعدة لأسبوع الصلاة الحالي من أجل وحدة المسيحيين - يؤكد الأب غبريال هاشم - هو ما يمكن تسميته بالجانب الإسكاتولوجي: يذكّرنا سجود المجوس بالدعوة الشاملة للخلاص. لهذا السبب، نجد في النصوص أيضًا إشارات إلى الحوار مع المؤمنين من مختلف الجماعات الدينية وإلى معاناة الفقراء في جميع أنحاء العالم. نحن المسيحيون مدعوون لكي نصبح للجميع هذه الرسالة الإسكاتولوجيّة الموجهة إلى كل إنسان، ولكي نعكس في حياتنا نور المسيح وحياة السر الإلهي. لهذا السبب – خلص الأب غبريال هاشم إلى القول - فإن العنصر الثالث الذي تسلّط عليه الضوء نصوص الصلاة المسكونية هو تحديد الليتورجيا كمصدر للحياة المسيحية: "كيف يمكننا أن نصبح سر نور المسيح في هذا العالم؟ هذا ممكن فقط من خلال الليتورجيا التي تعطي النعمة. ونحن في الشرق ليس لدينا لاهوت خارج الليتورجيا. وليس لدينا حتى أخلاق خارج الليتورجيا.