أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, يونيو 3, 2020 - 14:27
 
 مفاعيل الروح القدس
 
تابع سيادة المطران يوسف متى مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل، أحاديثه الروحية مع الاخ  نبيل أبو نقولا، في راديو مريم الناصرة. وقال سيادته نتابع حديثنا حول الروح القدس، ومفاعليه وتأثيره على الإنسان. فعلاقتنا بالروح القدس بدأت بحصولنا على هذه النعمة في المعمودية، وهي الولادة الجديدة. وحضور الروح القدس بواسطة العماد يجعلنا مميزين بتفاعلنا بحضور الله في حياتنا، وتميّزنا يعود لقبولنا الخلاصَ، ونحن مطالبون بأن نعيش هذا الخلاصَ عن طريق تفاعلِنا مع الروحِ القدس، وهو حضورٌ دائمٌ وحقيقي. 
وأضاف سيادته إن الله يسكن فينا بروحه القدوس، ونحن هيكل الله الحي وروحُ الله ساكنٌ فينا. الله يُحيينا بالروح المحيي، فعندما نقبلُ المسيح أنه هو الرب الإله المخلصُ لحياتنا، سيسكن فينا روح المسيح. وهو صعد لكي يعطيَنا الروحَ ليسكنَ فينا إلى الأبد. ولذلك، هو يحيي جسدَنا من خلال الروح القدس، وعلينا المحافظةُ على هذه الوديعة، وهي الحياةُ والقداسة. وعندما نقبل المسيح أنه الرب الإله والمخلّص لحياتنا، يسكنُ روحُ المسيحِ فينا.
وتابع سيادة المطران متى يقول، كلما تفاعلنا مع الروح، زادت ثمارُنا بأمورٍ تعطينا وتعطي الآخرين حياةً أبدية. وهكذا فإن الروحَ هو وعدُ الله الآب، وقد تحقق هذا الوعد بيسوع المسيح. ثم معمودية الروح، وهو حلول الروحِ القدسِ على التلاميذ، عندما اختاروا بعض الأشخاص ووضعوا أيديَهم وحلّ الروحُ عليهم، وامتلأوا بالنعمة، ثم الانسكاب، إذ ينسكب علينا الروح بغزارة وقوة وشمول. إضافة إلى ثمار الروح القدس التي تجعلنا نتفاعل بالإيمان بيسوع، ونصبح رسلَ الخلاص في حياتِنا اليومية. وكلُ ما يتعلقُ بعملِ الروحِ القدس فينا متعلقٌ بكيفية تفاعلنا مع الروح الساكنِ فينا، بصورته وروحه، وهو المسيحُ، بجسد يسوع ودمِه، والأسرار التي يعطينا إياها بواسطة الروح. فالإنسان يتقبّل ما يعطيه الروح، وكلما تفاعلنا أكثر كلما أعطانا الروح القدس أكثر. والروح الذي أُعطي للتلاميذ هو الذي جعلهم يخرجون ويتكلمون بلغات لا يعرفونها. 
إن ظهور الروح كأنه ألسنة من نار استقرت على رأس كل واحد منهم، فهي إذن عطية شخصية، من الروح القدس والسماء، ولا يمكن تحويلُها أو نقلُها للآخرين. وهكذا تصبحُ عطيةَ الروح القدس لإعلان البشارة لخلاص الآخرين. ولذا نحن عطاشٌ إلى الروح القدس الذي أعطانا إياه السيد المسيح. ويجب على المؤمن أن يسمع صوتَ الروح الذي يتفاعل بداخله، ويطيعه، ويكونَ مستعدًا لعمل البشارة المطلوبة. ونتيجة لتفاعل الروح بالأشخاص، يصبحون قديسين، ومبشرين بالله تعالى وبيسوع وبالروح القدس. وعطيةُ الروح القدس ليست المواهب التي قد نفقدُها، لأن المواهب هي وسائل كي نستخدمها. ويسوع أرشدنا إلى التفاعل الصحيح مع المواهب والروح عن طريق المحبة، والبشارة المتواضعة بالسلوك البسيط، وهكذا يصبح الواحد منا مبشرًا. فعندما يراني الآخر بسلوكي وتصرفاتي النابعة من المحبة، لا بد أن يؤثر هذا فيه ويدرك ما أقوم به، وهذا أكثر أهمية من أي خطبة أو محاضرة أو مقولة، لأني أعكس إرادة الله فيّ.