أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, يوليو 21, 2021 - 12:45
 
قام سيادة المطران يوسف  متى الكلي الوقار وسيادة المطران موسى الحاج الكلي الوقار  يرافقهما لفيف من كهنة الابرشية العكاوية والمارنية   بزيارة معايدة  لفضيلة الشيخ  أبو حسن موفق طريف وجميع الاخوة الدروز في البلاد. بمناسبة حلول عيد الاضحى.
وقد قدم سيادته  التهاني للاخوة الدروز  بمناسبة عيد الاضحى ، كما قدم  التهنئة بشكل خاص لفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف. 
وقال سيادته  في كلمة القاها  بهذه المناسبة: سلام الله معكم ...
يطيب لي في هذه الأيام الجليلة من هذا الشهر أن أتوجه إليكم بالتهنئة الخالصة بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على جميع المحتفلين، وخصوصًا الطائفة المعروفية الكريمة، وعلى رأسها الشيخ أبو حسن موفق طريف، باليُمن والخير والبركات.  
لا شك أن أهمية هذه المناسبة الغالية، هي أنها تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والمعاني الإيمانية الجليلة، ذلك أن عيد الأضحى المبارك لا يعني مجرد مناسبة دينية يتم الاحتفاء بها كواجب ديني مجرد، بل هي مناسبة تتجلى فيها معاني التضحية والفداء امتثالا صادقاً وأميناً لإرادة الله سبحانه، في إبراهيم، أبو الآباء، عليه السلام. فكما قال الله: "ستتبارك بك كل شعوب الأرض"
أنها تقترن بأداء فريضة الحج الى الديار المقدّسة والتعبد لله جلَّ جلاله، والتي تؤكد عظمة وجلال صدق وإخلاص الإيمان، وتثبّت القدرة لدى الإنسان في التمسك بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن السلوكيات السيئة والصبر على المشاق والمكاره من اجل الفوز بحسنات التجارة العظيمة الرابحة التي لا تبلى من لدن الله تعالى. 
كما تؤكّد هذه الأعياد المباركة على القيم الإنسانية الحميدة المليئة بوحدة المشاعر والأحاسيس الروحية، وتؤكد أيضًا على المساواة بتجلياتها الناصعة بما يُعمّق صلة الإنسان بأخيه الإنسان، دون عُقدة النقص أو استصغار للكرامة الإنسانية، فالجميع متساوون بغض النظر عن الاختلاف في الأجناس، أو الألوان أو الأعراف أو اللغات.
وما أحوجنا اليوم إلى الوقوف وقفة تأمل وتفكر وتبصر في تجليات ذلك المشهد الروحاني لنستلهم منه معاني الوحدة والقوة والإرادة والعزيمة الخلاقة، التي تفرّد فيها، الأنبياء والمرسلون. لنكن مستفيدين من كل الأحداث المؤسفة التي من حولنا، من عنف وقتل، وما تبثه سائل الإعلام من مآسي ومحن وتطورات محزنة في أكثر من مكان... كل هذه الأمور توجب المراجعة والتقييم واستخلاص الدروس والعبر منها ومراجعة الذات بمسؤولية وطنية وتجنب نشر ثقافة الكراهية والبغض، فنحن شعب واحد، نعاني من نفس الصعوبات، ومهما تغيّرت الأحداث، سوف نستيقظ غدًا على نفس الواقع الذي نعيش، ولن يغيّرة أي شيء سوى احترامنا لبعضنا البعض، وتعاوننا معًا، ووقفتنا معًا أمام تحديات هذا الزمن، وذلك لضمان خير أبنائنا.
يعلّمنا هذا العيد المبارك، النظر الى أخينا الإنسان وحاجاته. يعلّمنا أن نكون أخوة، وأبناء لله تعالى الذي خصّنا بهذه الميّزة. علّمنا أن نخضع لإرادة الله التي فيها خيرنا ونمونا الايماني والروحي، لنبلغ الى فرح وسلام وأمن العيش السليم معًا. 
مرة أخرى اكرر التهنئة لكم جميعاً، وكل عام وهذا البلد، وهذه الأرض المقدّسة في خير وتقدم وازدهار. عيد أضحى سعيد ومبارك.