أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, مايو 21, 2024 - 15:01

دور العَرَّاب والعرَّابة

في رتبة المعموديَّة ومرافقة المعتمد

ناصر شقور

مقدِّمة

إنّ "أسرار التَّنشئة المسيحيَّة: المعموديَّة والتَّثبيت والإفخارستيّا تُرسي ركائز كلِّ حياة مسيحيَّة. الاشتراك في الطَّبيعة الإلهيَّة الذي هو عطيَّة من عطايا نعمة المسيح على البشر، فيه بعض الشَّبه مع مصدر الحياة الطَّبيعيَّة ونموِّها ودعمها. فالمؤمنون يولَدون بالمعموديّة ولادة ثانية، ويتقوَّون بسرِّ التَّثبيت، ويتناولون في الإفخارستيّا خبزَ الحياة الأبديَّة. وهكذا بواسطة هذه الأَسرار التي تُدخِل إلى الحياة المسيحيَّة يحظى المؤمنون، أكثر فأكثر، بثروات الحياة الإلهيَّة ويتقدَّمون نحو كمال المحبَّة" (التَّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة – البند 1212) “.

من هنا أهمِّية سرِّ المعموديَّة، التي فيها يلبَس المعمَّد المسيح ويُختَم بموهبة الرُّوح القدس ويصبح مسيحيًّا. في رتبة المعموديَّة يقود العرَّاب الطفلَ الى المسيحيَّة، وهذا يكشف لنا دور العرَّاب، أن يسعى جاهدًا حتى يُغذِّي الطِّفلَ بالإيمان المسيحيّ والطَّريق الرُّوحيّ المؤدِّي إلى الملكوت.

  1. العرَّاب والإشبين في اللُّغة

في اللُّغة العربيَّة: (العَرَّاب) هي كلمة عِنْدَنا نحن المَسِيحِيِّين تعني الكَفِيل الذي يَحضُرُ عَمَلِيَّةَ تَعمِيدِ الطِّفلِ، وَيَتَوَلَّى بِذلِك مَسؤُوليَّةً رَمزيَّةً تُجَاهَهُ. وفي اللُّغة اليونانيَّة: (άναδεχόμενος أناذيكومنوس) وتعني "ضامن المُستَدِين (الذي عليه ديون) أو المُتكفِّل بالمُستديِن". وفي السِّريانيَّة: الإِشبين أو الإِجبين، وهو الكفيل. وشرحها الحارس، أي الذي يحرس تلك النَّفس، من الاستيلاء عليها ممن يُخرجها عن حدود القيم المسيحيَّة، وتعاليم الكنيسة والاعتناء بها حتى تبلغ الرُّشد. وفي الإنكليزيَّة يُطلَق على العرَّابة God Mother أي الأم الرُّوحيَّة، وعلى العرَّاب God Father أي الأب الرُّوحي.

  1. ألقاب العرَّاب

من واقع المسؤوليَّة التي تقع على عاتق العرَّاب يُطلق عليه عدَّة ألقاب. منها:

  • الكَفِيل، لأنَّه يَكفل المُعَمَّد أمام الله والكنيسة.
  • القَريب، لارتباطه بالمُعَمَّد بقرابة روحيَّة أكثر من سائر النَّاس.
  • المُرشِد، لأنَّه يرشده إلى حقائق الإيمان المسيحيّ، ويأتي به إلى الكهنة الذين بواسطتهم تتِّمُّ المعموديَّة.
  • المُعَلِّم، لأنَّ من أولَّ واجباته أن يُعَلِّم المُعْمَّد كيفيَّة التَّصرُّف بالسِّيرة الكَنَسِيَّة ويدرِّبه على أعمال الفضيلة.
  1. الهدف من العرّاب

إنَّ الأطفال في البعد الجسدي لا يُدركون ضرورة التَّغذيَة ولا العلاج ولا الأدويَة ولا العمليات الجراحيَّة إذا دعت الحاجة. ولا يعرفون النُّطق والتَّكلُّم، لكنَّ الأهل يقومون ويسعون لكي يحصل الأبناء على أفضل بيئة للنُّمُوِّ فيها، وعندما يكبر الأطفال يتحمَّلون مسؤوليَّة أنفسهم. كذلك بالنِّسبة للبعد الرُّوحي، لا يدرِك الأطفال ماهيَّة الإيمان، ولا يفقهون معنى المعموديَّة، ولا يستطيعون أن يعترفوا علنًا أمام الكنيسة، ويعلنوا توبتهم وإقرارهم بالإيمان بالمسيح يسوع، ولا يُمكن أيضًا تلمذتهم. لهذا رأت الكنيسة أن تقبل إيمانهم وتعهُّدهم بواسطة تعهُّد العرَّاب والعرَّابة أمامها، أن يربُّوهم تربية مسيحيَّة على قواعد الدِّين المسيحيّ. ولجهلهم حقائق الإيمان، وعدم إدراك الأطفال فوائد الصَّليب وسرِّ الفداء، فقد تسلَّمت الكنيسة منذ عهد الرُّسل أن تعمِّدهم، اعتمادًا على إيمان والديهم، وتَعْهَد لأشابينهم أن ينوبوا عنهم في جحد الشَّيطان وتلاوة قانون الإيمان، والاعتراف بالرَّبِّ يسوع، ويتكفَّلوا بتربيتهم الرُّوحيَّة.

  1. العرَّاب/ العرَّابة بحسب "مجموعة قوانين الكنائس الشَّرقيَّة"
  1.  إنّ القانون 685 يوضح صفات العرَّاب:

البند 1- لكي يقوم أحدٌ قيامًا صحيحًا بمهمَّة العرَّاب يلزمه:
1"-
 أن يكونَ مُلِمًّا بالأسرار الثَّلاثة: المعموديَّة والمسح بالميرون والإفخارستيّا؛ 
 2"-  أن يكونَ منتميًا إلى الكنيسة الكاثوليكيَّة مع التَّقيُّد بالبند 3؛
3"-  أن يكونَ في نيَّته القيام بهذه المهمَّة؛
4"-  أن يختارَهُ المعتمد نفسه، أو والداه أو الأوصياء عليه، وفي حال افتقادهم يختاره الكاهن؛
5"-  أن لا يكون أبا المعتمد أو أمَّه أو زوجه؛
6"-  أن لا يكون معاقَبًا بأيِّ جرم، أو الرَّبط، أو الحطّ، أو الحرمان من حقِّ القيام بمَهمَّة العرَّاب.
 البند 2- لكي يكونَ قيام أحدٍ بمَهمَّة العرَّاب جائزًا، يلزم أن يكون قد بلغ السِّنَّ المطلوبة في الشَّرع الخاصِّ، وأن يكون ذا سيرةٍ تليق بالإيمان بالمَهمَّة.
البند 3- يجوز لسببٍ صوابيٍّ قبول أحد أبناء كنيسة شرقيَّة غير كاثوليكيَّة لمَهمَّة العرَّاب، على أن يكون معه أبدًا عرَّاب كاثوليكي.

  1. مَهام العرَّاب:

يذكر القانون 684 البند 2، مَهامَّ العرَّاب - " من مَهامِّ العرَّاب أن يقفَ إلى جانب المُعتمِد الذي تجاوز سنَّ الطُّفولة في تلقينه المبادئَ المسيحيَّة، أو أن يقدِّمَه إذا كان طفلاً ويحوِّطه بالعناية، حتى يسير ذلك المُعتمِد بمعموديَّته سيرةً مسيحيَّة لائقة، ويقوم قيامًا أمينًا بالواجبات التي تقتضيها".

كما أنَّ "التَّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة" ينُصُّ في البند 1255: "من الأهمِّيَّة بمكان أن يساعِدَ الأهلُ في تفتّح نعمة المعموديَّة. وهذه هي أيضًا مَهمَّة العرَّاب أو العرَّابة، اللذَين يجب أن يكونا من المؤمنين الرَّاسخين، المؤهَّلين والمستعدِّين لمعاضدة المعتمد الجديد، طفلاً كان أم بالغًا، في طريقه إلى الحياة المسيحيَّة. مَهمَّتهما وظيفة كنسيَّة حقيقيَّة، على أن تتحمَّل الجماعةُ الكنسيَّة كلُّها نصيبًا من المسؤوليَّة في تنمية نعمة المعمودية وصونها". أي بالإضافة للعرَّاب/ العرَّابة فإنَّ على الأهل دورًا، وكذلك على الجماعة المسيحيَّة أيضًا، دورًا في المسؤوليَّة بتنمية نعمة المعموديَّة.  

  1. دور العرَّاب في خدمة المعموديَّة المقدَّسة - مقتطفات من الرُّتبة

في الرُّتبة ثلاثة أقسام:1. خدمة قبول الموعوظين. 2. خدمة المعموديَة المقدَّسة. 3. خدمة الميرون المقدَّس.

  1. إذا كان المزمع أن يعتمد طفلاً يحمله العرَّاب، وإذا كانت طفلةً تحملها العرَّابة.
  2. ثم يأتي العرَّاب والعرَّابة إلى جرن المعموديَّة
  1. في خدمة قبول الموعوظين - بعد تلاوة الكاهن صلاة: أيُّها السَّيِّدُ الرَّبُّ الكائِن، يا مَن خلقَ الإنسانَ على صُورَتِهِ ومِثالِهِ.." التي بها، وينفخ عليه الكاهن ثلاثًا خاتمًا فمه وجبهته وصدره على شكل صليب X

حينئذ يدير الكاهنُ الطِّفلَ المزمِعَ أن يعتمدَ إلى الغرب،

  1. ( يدور العرّاب إلى الغرب) ويسأله قائلاً:

الكاهن: هل ترفضُ الشَّيطانَ وأعمالَهُ وملائِكتَهُ وعِباداتِهِ وأَباطيلَهِ كُلِّها؟

  1. العرّاب: نعم. أرفُضُ الشَّيطانَ واعمالَهُ وملائِكتَهُ وعِباداتِهِ وأباطيلَهُ كُلَّها

الكاهن: هل رفضتَ الشَّيطان؟

  1. العرّاب: نعم. قد رفضتُ الشَّيطان

       وبعد ذلك يديره الكاهن إلى الشَّرق

  1. ( يدور العرَّاب إلى الشَّرق) ويسأله:

الكاهن: هل تُوافِقُ المسيح؟

  1. العرَّاب: نعم. أُوافِقُ المسيح.

الكاهن: هل وافَقتَ المسيح؟

  1. العرَّاب: نعم. قد وافقتُ المسيح.

الكاهن: هل تؤمن بهِ؟

  1. العرَّاب: نعم. أومن بهِ إِنَّهُ مَلِكٌ وإله.

ويتلو حالا قانون الإيمان:

  1. العرَّاب والشَّعب: أُومِنُ بإِلهٍ واحِدٍ. آبٍ ضابِطِ الكُلّ. خالِقِ السَّماءِ والأرْضِ. كُلِّ ما يُرى وما لا يُرى. وبِرَبٍّ واحِدٍ يَسوعَ المَسيح. ابنِ اللهِ الوَحيد. المَولودِ مِنَ الآبِ قَبْلَ كُلِّ الدُّهُور. نُورٍ مِن نُور. إِلهٍ حَقٍّ مِنْ إِلَهٍ حَقّ. مَولودٍ غَيرِ مَخْلوق. مُساوٍ لِلآبِ في الجَّوْهَر. الَّذي بِهِ كانَ كُلُّ شَيء. الَّذي مِن أَجلِنا نَحْنُ البَشَر. ومِنْ أَجْلِ خَلاصِنا. نَزَلَ مِنَ السَّماء. وتَجَسَّدَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. ومِنْ مَريَمَ العَذراءِ وتَأَنَّس. وَصُلِبَ عَنَّا عَلى عَهْدِ بيلاطُسَ البُنْطي. وتَأَلَّمَ وقُبِر. وقامَ في اليَوْمِ الثَّالِثِ كَما في الكُتُب. وَصَعِدَ إِلى السَّماء. وَجَلَسَ عَن يَمينِ الآب. وأَيْضًا يَأتي بِمَجْدٍ عَظيم. لِيَدينَ الأَحْياءَ والأَمْوات. الَّذي لا فَناءَ لمُلْكِهِ. وبِالرُّوحِ القُدُس. الرَّبِّ الْمُحيي. المُنبَثِقِ مِنَ الآب. الَّذي هُوَ مَعَ الآبِ والابْنِ. مَسْجودٌ لَهُ ومُمًجَّد. النَّاطِقِ بالأَنْبِياء. وبِكَنيسَةٍ واحِدَةٍ جامِعَةٍ مُقَدَّسَةٍ. رَسولِيَّة. وأَعْتَرِفُ بِمَعْمودِيَّةٍ واحِدَةٍ لِمَغْفِرَةِ الخَطايا. وأَتَرجَّى قِيامَةَ المَوتى. والحَياةَ في الدَّهرِ الآتي. آمين

ثم يسأل الكاهن من جديد الموعوظ أو عرَّابه:

الكاهن: هل وافقتَ المسيح؟

  1. العرّاب: نعم. قد وافقتُ المسيح.

الكاهن: فاسجُدْ لهُ أيضًا.

  1. يحني العرّاب رأسه ساجدًا ويقول
  2. العراب: أسجُدُ للآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس، الثَّالوثِ الواحِدِ في الجَّوهر وغَيرِ المُنفَصِل

الكاهن: تبارَكَ اللهُ الذي يُريدُ أنَّ جَميعَ النَّاسِ يَخلُصون، وإلى مَعرفَةِ الحقِّ يَبلُغُون. كُلَّ حينٍ، الآنَ وكُلَّ أَوانٍ وإلى دَهْرِ الدَّاهِرين

الخورس: آمين

  1. في خدمة المعمودية المقدسة

بعد الصلاة على المياه التي يصلي فيها الكاهن:  فأنتَ إذن، أيُّها الملِكُ المُحبُّ البشر، إِحضرِ الآنَ أيضًا بحلولِ روحِ قدسِكَ X وقدِّسْ هذا الماء (ثلاثا)...

ويرسم الكاهن على الماء شكل صليب، نافخًا فيه وقائلًا: لتنسحِقْ تحتَ رسمِ علامةِ صليبِكَ X جميعُ القُّواتِ المُعادية (ثلاثًا)

يتلو الكاهن: لِنذكُرْ سيِّدتَنا الكاملَةَ القداسةِ الطَّاهرة، الفائقةَ البركاتِ المجيدة، والدةَ الإِلهِ الدَّائمةَ البتوليَّةِ مريم، وجميعَ القدِّيسين، ولْنُودِعِ المسيحَ الإِلهَ ذواتِنا وبعضُنا بعضًا وحياتَنا كُلَّها.

الخورس: لكَ يا ربّ.

  1. يبدأ العرَّاب بتعرية المعتمد من ثيابه.

الكاهن: عظيمٌ أَنتَ يا ربّ، وعجيبةٌ أَعمالُكَ، وما مِن قولٍ يَكفي للإِشادَةِ بعجائبِكَ (ثلاثًا). الخورس – (يرد بعد كل مرَّة: آمين). يَمسَحُ الكاهنُ بالزَيتِ صدرَ المُعتمِد وظهره وأذنيه ورجليه ويديه.

  1. ثم يمسك الكاهن المعتمدَ (من العرَّاب) موجِّهًا إياه نحو الشَّرق ويعمِّده قائلا:

الكاهن: يُعَمَّد عبدُ اللهِ (فلان) باسمِ الآب والابن والرُّوحِ القُدُس

  1. وبعد المرّة الثَّالثة يناوله إلى عرَّابه دون سواه.

بعد ذلك يلقي الكاهن على جسم المعتمد العاري ثوبه الجديد قائلا:

الكاهن: يُلبَسُ عبدُ الله (فلان) ثوبَ البِرّ X باسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الخورس: آمين

  1. يلفُّ العرَّاب جسم المعتمد بمنشفة بيضاء

وينشد الكاهن والخورس بالتناوب هذا النشيد، على اللَّحن السَّابع:

امنحني ثوبًا مُنيرًا، يا لابسَ النُّورِ مِثلَ الثَّوب، أيُّها المسيحُ الجزيلُ الرَّحمة إلهُنا

  1. ثم تبدأ خدمة الميرون المقدَّس

يمسح الكاهن المعتمد بالميرون المقدَّس، بشكل صليب، على جبهته، وأنفه، وفمه، وأذنيه، وصدره، ويديه، ورجليه، قائلاً على كلّ مسحة: X ختم موهبة الرُّوح القُدُس. آمين ثم يمسح الكاهن أثار الميرون المقدَّس بقطعة قطن أو طرف منديل.

  1. ويلبَّس المعتمد ثيابه كاملة.

   بعد ذلك يدور الكاهن حول جرن المعموديَّة أو داخل الكنيسة،

  1. ومعه العرَّاب حاملا الطِّفل، ويحمل الحاضرون في أيديهم شموع موقدة. ثم يتَّجهون نحو الهيكل، وهم ينشدون النشيد:
  2. أَنتُمُ الذينَ بالمَسيحِ اعتمدتُم، المَسيحَ قد لَبِسْتُم. هلِّلويا

بانتهاء ترنيم النشيد، يأتي القارئ إلى وسط صحن الكنيسة، ويتلو آيات مقدِّمة الرِّسالة، وهو ملتفت نحو الهيكل، لأنه يرفع صلاة الجماعة إلى الله.

من المحبّذ أن يكون القارئ هو عرَّاب الطِّفل، أو عرَّابة الطِّفلة، وذلك كإعلان شخصيٍّ للعرَّاب عن مفهومه للعمّاد.

الكاهن: فلنصغ.

القارئ: يتلو البروكيمنون

الرَّبُّ نُوري ومُخلِّصي، فَمِمَّن أَخاف؟

ستيخون: الرَّبُّ صائِنُ حَياتي، فَمِمَّن أفزَع؟

الكاهن: الحكمة (صوفيا).

القارئ: فصلٌ مِن رِسالةِ القدِّيسِ بُولسَ الرَّسولِ إلى أَهلِ رومَة.

الكاهن: فلنصغِ (بروسخومن).

يلتفت القارئ نحو الشَّعب، ويتلو الرِّسالة بنغم كنسيٍّ، وبصوتٍ هادئٍ واضح، وبدون تنغيم طويل.

القارئ: يا إِخوَة، إنَّا جَميعَ مَنِ اعتَمَدنا لِلمسيحِ قد اعتَمَدنا لِموتِهِ* فدُفِنَّا مَعَهُ بالمَعمُوديَّةِ لِلموت. حتَّى إِنَّنا كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجدِ الآب، كذلكَ نَسلُكُ نحنُ أَيضًا في جِدَّةِ الحَياة* لأنَّا إِذا صِرْنا مُتَّحِدينَ مَعَهُ بِشِبهِ مَوتِهِ نصيرُ (مُتَّحِدينَ مَعَهُ) بشِبهِ قيامَتِهِ أَيضًا* عالِمينَ هذا أَنَّ إِنسانَنا العَتيقَ قد صُلِبَ معهُ، لكي يُبطَلَ جسَدُ الخَطيئَة، حتَّى لا نُستَعْبَدَ بعدُ للخطيئة* لأَنَّ الذي ماتَ قد تَبَرَّأَ من الخَطيئة* فإِنْ كُنَّا قد مُتنا معَ المَسيح، نُؤمِنُ أَنَّا سنَحيا أيضًا معهُ* عالِمينَ أَنَّ المَسيح، بَعدَما أُقيمَ مِن بَينِ الأَمواتِ، لا يَموتُ أيضًا، لا يَسودُ علَيهِ المَوتُ مِن بَعد* لأَنَّهُ مِن حَيثُ إنَّهُ ماتَ فَقد ماتَ لِلخطيئةِ مَرَّةٌ؛ وأَمَّا مِن حَيثُ إِنَّهُ يَحيا فَيَحيا لله* فَكذلكَ أَنتم أيضًا احسَبوا أَنفُسَكُم أَمواتًا لِلخطيئة، أَحياءً لِله في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا*

الكاهن: X السَّلامُ لكَ، أَيُّها القارِئ.

الخورس: هلِّلويا، هلِّلويا، هلِّلويا

فاضَ قَلبي بنشيدٍ رائع. أَقولُ إِنَّ نَشيدي هو للمَلِك.

أَنتَ أَبهى جَمالاً بين بَني البشَر. أُفيضَ اللُّطفُ على شَفَتَيك، لذلكَ باركَكَ اللهُ إِلى الأَبَد.

  1. دور العرَّاب بعد الرُّتبة:

لقد قال ربُّنا يسوع المسيح، إن للأطفال "ملائكة في السَّماء"، أي أنَّ لهم مَن يشفع فيهم لدى الله. ولهم من يقوم بنقل الرِّسالة والاعتناء والحرس عليهم. كما ذكر الإنجيل، أنَّ صرخة يوحنا المعمدان قد كانت: "أعدُّوا طريقَ الرَّبّ". وكان يوحنَّا يوجِّه الذين في العالم، إلى كيفية الوصول للملكوت. فدور العرَّاب بعد رتبة المعمودية، هو القيام بدور الملائكة ودور يوحنَّا المعمدان.

لذا يمكن اقتراح خطوات عملية للرَّبط بين العرَّاب والمعمَّد ابنهُ الرُّوحي:

  • أن يذكر العرَّاب ابنه الرُّوحي في صلواته، أيّ مُرافقة تشفُّعِيّة.
  • أن يُقيم احتفالا ليوم المعموديَّة. على الأقل معايدة وتذكير بالحدث.
  • أن يقيم احتفالا لشفيع المعمَّد – الاسم الذي حمله في المعمودية، على الأقل معايدة وتذكير بالحدث.
  • أن يحتفلوا معًا بعيد دخول السَّيِّد إلى الهيكل، الذي فيه حمل سمعانُ الشَّيخ يسوعَ على ذراعيه وأدخلَه إلى الهيكل. كذلك العرَّاب/ العرَّابة قد حملا المعمَّد على ذراعيهما وأدخلاه إلى الهيكل. ويمكن للرَّعيَّة إعلان هذا اليوم، كيوم العرَّاب مع احتفالات ملائمة.
  • إعطاء الابن الرُّوحي وقتًا مميَّزًا، إن كان لشرح الإيمان أو لاحتفالات دينيَّة أو أحاديث روحيَّة جذَّابة أو لتنبيهات للأَخلاقيَّات المسيحيَّة أو لحفظ آياتٍ وقصصٍ من الإنجيل.  
  • يمكن إعطاء دورٍ للعرَّاب في المناولة الاحتفاليَّة على النَّحو التَّالي:

بما أنَّ الابنَ الرُّوحيَ قد كبر وأدرك وعَقل، وأصبح مسؤولًا عن تصرفاته، لذا تكون المرحلة الأولى من المناولة الاحتفاليَّة أن يُعلن العرَّاب عن ذلك. فيقف كلُّ عرَّاب مع المحتفِل، ابنِه الرُّوحي، على مدخل الكنيسة بالقرب من جرن المعموديَّة، وهو واضع يده على كتف المُتقدِّم للمناولة الاحتفالية، ثم يتلو العرَّاب وصيَّة إخلاء سبيل الابنِ الرُّوحيِّ (الوصيَّة أدناه). ثم يتقدَّم المحتفلون إلى أماكنهم وتقام رتبة تجديد المعمودية، فيُعلن المحتفِل بشكل مباشر وشخصيّ عن رفضه للشيطان، ويعترف بأنَّ المسيح هو ربٌّ وإلهٌ ويسجد له، ويتلو قانون الإيمان. ثم يتم القدّاس الإلهي والمناولة الاحتفالية.

وصيَّة إخلاء سبيل الابن الرُّوحي

 "اعلَمْ يا ولدي، أنَّكَ لمَّا كنتَ طفلاً، كنتَ عبدًا للشَّيطان، أرادَ والدُاكَ عتقَكَ منهُ بالمعموديَّةِ المقدَّسة، وسألوا مسكنَتي أن أضمنَكَ مِن كاهنِ الله، وأجحَدَ عنكَ الشَّيطانَ، وقد جحدْتُ عنكَ الشَّيطان، واعترفتُ عنكَ بالمسيحِ لهُ المجد. وأنتَ الآنَ قائمٌ أمامَ هيكلِ الله تعالى، في موضع جرنِ المعموديَّةِ الذي تسلمتُكَ منه. واعلَمْ أنَّ مَن جحدَ الشَّيطانَ وآمَنَ بالمسيحِ، وجبَ عليه تركَ البُغض، وسلطانَ عالَم الظُّلمة وأباطيلَه. لأنَّ هذه كلَّها من الشَّيطان الذي جحدتُه عنكَ وأنتَ طفل. من هنا تسلَّمتُكَ وهنا أسلِّمُكَ لنفسِكَ، ولا يبقى الله يطالبُني من جهتِكَ بشيء، لأنَّكَ قد تعقَّلتَ وعلِمتَ الجيِّدَ مِنَ الرَّديء. وسلامُ المسيحِ يُثَبِّتُ قلبَكَ في الإيمانِ المُستقيم، إلى النَّفسِ الأخير، آمين".

 

  1. ملاحظات طقسيَّة (مهام على الوالدين قبل رُتبةِ المعموديَّة):

على الوالدين:

1.  اختيار العرَّاب والعرَّابة، حسب ما ذكر أعلاه، ليقوما بدورهما الكنسيِّ تجاه المعمَّد

* على العرَّاب والعرابَّة أن يلتقيا مع الكاهن المعمِّد، حتى يعرفا بدقَّةٍ ما يلي:

  1. كيفيَّة تصرُّفهما أثناء رُتبة المعموديَّة.
  2. الصَّلوات التي سيتلوانِها باسم الطِّفل الذي سيُعمَّد.
  1. على الوالدين أن يختارا شخصين ليحملا الشُّموع، وليقولا لهما: إن وظيفتهما هي حمل نور المسيح، وإنهما يسيران في المقدِّمة، والحضور خلفهما في الدَّورة. أي نحمل نور المسيح الذي يضيء للجميع في العالم. وعادة نقوم بثلاث دورات، دورتان كبيرتان في الكنيسة، وفي الدورة الثالثة يدخلان من الوسط، ويقفان أمام الهيكل حتى ينتهي الكاهن من تلاوة الإنجيل المقدّس، فيُرجعان الشُّموع للهيكل.
  2. على الوالدين أن يختارا شخصًا ليحمل الصَّليب. ويسير بعد حاملي الشَّمعتين مباشرة. بعد الدَّورة الثَّالثة مباشرة، يُرجِع الصَّليب إلى الهيكل.
  3. غسل ثياب المعمَّد: يتمُّ غسل الثِّياب باليد أولاً، ويؤخذ الماء ويوضع على النباتات، حتى لا تذهب المياه التي لامست بقايا الزَّيت المقدَّس على ثياب المعمَّد إلى المجاري. بعد ذلك يمكن غسل الثَّوب بالغسالة.