أنت هنا

pexels-photo-forgivness 1236701 C00 free for use.jpeg
تاريخ النشر: 
الأحد, يونيو 21, 2020 - 15:42
 

الغفران مفيد للصحة النفسية

 

اليتيا

 

إن الغفران ليس فقط مهمًا من الناحية الأخلاقية، بل مفيدًا من الناحية النفسية أيضًا.

إن النظر إلى المغفرة في بعدها الأخلاقي فقط، يجعلنا ننسى حقيقة أننا كيان واحد. فجميع الأبعاد، سواء كانت بيولوجية أو عاطفية أو اجتماعية أو نفسية أو روحية، مترابطة فيما بينها، وما يؤثر على إحداها، يؤثر أيضًا على الأخرى منها. في السنوات القليلة الماضية، تمت دراسة الغفران من وجهة نظر نفسية وفسيولوجية لاكتشاف آثاره المفيدة عندما نعطيه للذين آذونا. وعلى الرغم من أننا لا نغفر في أوقات الغصب (بخاصة في اللحظات الأولى بعد المشكلة)، إلّا أنه يمكننا التحضّر له، مع تذكر فوائده المباشرة لصحتنا النفسية.

تخفيف الضغط

عندما نمتنع عن الغفران لشخص ما، تفسر أدمغتنا وجوده على أنه تهديد، وتنشط فينا ردود الفعل الجسدية نفسها التي يتم تشغيلها في المواقف الخطرة. أما عندما نغفر له، فإن الرحمة والسخاء الذان نشعر بهما، يثيران فينا الراحة النفسية والسلام الداخلي، فيستقر النشاط الفسيولوجي في أجسادنا.

تحسين العلاقات مع الآخرين

إن حضور الأشخاص الذين تصفهم أدمغتنا بالأعداء، يجبرنا على الحذر من الآخرين، إذ يرسل الدماغ الرسالة التالية: “إذا خيب أملي هذا الشخص، فمن الممكن أن يفعل ذلك الآخرون أيضًا“. إذًا، يعيد الغفران الأمان إلى بيئتنا.

زيادة الإبداع العقلي والقدرة الذهنية

 

إن الاستياء من الآخرين يتطلب الكثير من الطاقة الجسدية والعاطفية، ما يشعر المستاء بالإرهاق فيتخذ قرارات سيئة. من خلال الغفران، نركز اهتمامنا على مشاريعنا وآمالنا، ما يسمح للأفكار والإبداع بالانطلاق بحرية.

مراحل الغفران
أولًا، يجب أن نتعرّف على الألم ونعطيه أهميته. في الواقع، يكون الغفران مستحيلًا ما لم يتم التعرف على الشعور بالألم. ولا يتعلق الأمر بتضخيمه، بل برؤيته كما هو وتجنب لعب دور الضحية. ثانيًا، يجب أن نتذكر أننا غير مثاليين، وأن تقسيم العالم بين الخير والشر ليس أمرًا واقعيًا أبدًا، وبالتالي لا يساعدنا على النظر إلى المشكلة من كل جوانبها. لقد آذى كلٌّ منا شخصًا، لكنه قام بأمور جيدة أيضًا في حياته. أخيرًا، يجب أن نتعاطف مع الآخرين؛ فالشخص الذي أساء إلينا قد تصرف بشكل خاطئ ويجب أن يتحمل مسؤولية أفعاله، لكن هذا لا يمنعنا من محاولة تفهم أسبابه. في الواقع، تصبح مسامحة الآخرين سهلة عندما نتعاطف معهم.