أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, أبريل 12, 2020 - 14:39

 

 

أحد الفصح المجيد – المسيح قام حقا قام

 

ترأس سيادة راعي الأبرشية العكاوية المطران يوسف متّى القداس الإلهي في كاتدرائية مار إلياس في حيفا. وألقى سيادته عظة قال فيها:

المسيح قام.. حقا قام. بهذه التحية الفصحية نعلن أن الإله الكائن قبل الدهور، والذي صار إنسانا، لأجل محبته للبشر، هذا الذي أراد أن يأخذ طبيعة البشر لكي يحرّر كل إنسان من كل شائبة تشوّه صورة الله داخل الإنسان. 

صار إنسانا، تألم، قُبر وفي اليوم الثالث قام. هذه هي صورتنا للمسيح الذي أعلن قيامته وقال أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلام. هذا الإله المتجسد، الذي، بالرغم من القبر أعطى حياة لكل إنسان، ونحن الذين آمنّا أخذنا نعمة فوق نعمة. هذه البشارة التي نعلنها في كل العالم، لأن من هذه الأرض المقدسة خرج الخلاص لكل إنسان مخلوق على صورة الله، إنها القيامة، قيامة كل إنسان من ظلمة الخطيئة، من العلاقة السلبية مع القريب. قيامة كل إنسان بأن يكون على صورة المسيح الذي جدد طبيعتنا، بالمحبة، والرحمة والغفران. هذا المسيح الذي أتى ليعطي حياة أفضل لكل من يؤمن به، إنه الإله الذي بمحبته للبشر ألّهَ الإنسان. لماذا؟ لأن الإنسان مدعو أصلا ليكون صورة لهذا الخالق، الذي وضع فيه صورته عندما خلقه على صورته ومثاله. 

أيها الأحباء، 

إن القيامة هي عربون محبة الله لكل إنسان، لأننا بعد أن كنا أمواتا بالخطيئة، صالحنا الله بابنه الوحيد، إذ أسلمه عنّا ليصلب، لكنه قام، ورجع إلى ذاك المجد الذي نحن أيضا كنا فيه، قبل أن ندخل الخطيئة. وما خطيئة الإنسان إلا أنه اعتاد أن يضع نفسه في مركز الأحداث، أن يقرر أن حياته هي ملك خاص له، وأنه يستطيع بقواه الشخصية أن يعيش هذه الحياة بعيدًا عن نعمة الله التي أخذناها. لا سيما أن الحياة هي نعمة من الله تعالى، وكما قال السيد المسيح، أنا الطريق والحق والحياة. ولا تكون الحياة إلا بيسوع المسيح، هذا الذي قام من بين الأموات، وأعطانا الحياة من جديد. حياة جديدة بعلاقاتنا بعضنا ببعض، بكل ما نتصرف، على هذه البسيطة لكي نكون شهودا لهذا الأب، لهذا الأخ، لهذا الإله، الذي أعطانا الكثير، أعطانا حياته، مبذولة على صليب المجد. هذه القيامة هي تلك القوة التي بها نتحدى وننتفض أمام هذا الوضع، الذي نعيشه اليوم. وإن نحزن، نحزن ولكن مع رجاء، نحزن لأن ضعفنا البشري يستولي علينا، والخوف يستولي علينا، وهذا ما لا نريده. لأن قوتنا هي بالمسيح الذي قال لا تخافوا أنا معكم. فإن كان الله معنا فمن يستطيع أن يكون علينا؟ حتى لو هذه العدوى. 

إننا بهذا النهار المبارك، نصلي إلى الرب الإله القائم من بين الأموات، أن يعبر معنا بهذه المسيرة، لنتخطى بقوته، وبقوة نور القيامة هذه الأوضاع، ونصل لنعلن فرح القيامة في قلوبنا، في حياتنا، وفي العالم أجمع. نصلي، إلى كل من يصلي معنا عبر هذه الشاشة الصغيرة، ونقول لك لا تخف، لأن الخلاص آت بيسوع المسيح، لا تخف لأن الذي وعد ثقوا أني قد غلبت العالم نعم سيغلب العالم وسلطان هذا العالم لكي يعلن القيامة لكل البشر.

نصلي لأجلكم أيها الأحباء لتكونوا في صحة وسلامة في بيوتكم الخاصة، وأن تكونوا ملتزمين بكل ما هو خيركم وصحتكم. نطلب من الرب الإله أن يباركنا ببركة هذا النهار المقدس، ونقول معكم المسيح قام.. حقا قام، المسيح قام.. حقا قام، المسيح قام.. حقا قام. 

بهذه المناسبة تعايد الكنيسة بكل أساقفتها وبكل كهنتها، كل رؤساء الكنائس، ونعايد كل الإخوة الذين يحتفلون بالأعياد المباركة، اليوم وفي الأيام القادمة، لكي تكون هذه الأعياد مناسبات خير، ونلتقي بالمحبة والمشاركة. 

نعايد أبرشيتنا العكاوية، وكل رعاياها والكهنة الورعين، الذين لم يبخلوا بأن يقدموا كل شيء، وخاصة الصلوات لأجل خير وسلامة وصحة ونمو إيمان المؤمنين جميعا. 

نطلب من الرب الإله أن يباركنا جميعا، باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد آمين. 

المسيح قام حقا قام، المجد لقيامته في اليوم الثالث.