أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, مارس 7, 2021 - 20:06
 
 
قام سيادة راعي الأبرشية المطران يوسف متّى بزيارة تفقدية لآثار كنيسة بيزنطية عثر عليها عام 1964 في مدينة نهاريا. وقد عثر صدفة على أرضية الفسيفساء التي يعود تاريخها إلى الفترة البيزنطية، وذلك خلال أعمال حفر الأساسات لبناء مركز جماهيري بادرت لبنائه بلدية نهاريا. وفي أعقاب الكشف عن هذه الأرضية، قرر رئيس البلدية تغيير المخطط، والعدول عن البناء في الموقع، ليتم الحفاظ عليه وصيانته. كما تقرر تغطية الأرضية ليتسنى متابعة الحفريات والكشف عن كل مساحة الفسيفساء.
وكان قسم الآثار والمتاحف قد بدأ الحفريات المنتظمة عام 1972، واستمرت حتى عام 1976. وأمكن بهذه التنقيبات التعرف على المبنى، وكان واضحًا أنه كنيسة من القرن السادس ميلادي.
وعلى ضوء هذا الاكتشاف المبهر، تقرر الحفاظ على مبنى الكنيسة، فتبرعت مدينة "بيلفلد" من ألمانيا (وهي المدينة التوأم لنهاريا وتربطهما علاقات صداقة متينة)، وأقيم مبنى كبير فوق الكنيسة. وفي عام 1988 وصلت إلى الموقع نخبة من الخبراء الألمان، الذين أشرفوا على صيانة أرضية الفسيفساء وترميمها. 
ومبنى الكنيسة عبارة عن بازيليكا (مبنى مستطيل الشكل يقسمه صفان من الأعمدة)، طولها 28 مترًا بينما يصل عرضها إلى 17.70 مترا. لها ثلاث مشكاة في طرفها الشرقي، حيث كانت المشكاة الوسطى هي الأكبر من بين الثلاث. أما تيجان الأعمدة التي قسمت القاعة كانت مزخرفة على شكل نباتات، وحملت العارضات الخشبية التي عليها سقف الكنيسة. وكما يبدو فإن جدران الكنيسة كانت مبنية من الحجارة المحلية (حجارة كلسية). وكانت أرضيتها مرصوفة بالفسيفساء المزخرف بأشكال النباتات او الأشكال الهندسية باللون الأحمر، البني والأبيض. وكانت بعض المقاطع تحمل رسومات لوجه إنسان أو بعض الكائنات الحية، مثل رسم الطاووس بالقرب من منطقة المشكاة المركزية. أما المشكاة ذاتها فكانت مزخرفة بالأشكال الهندسية.
ووفقا للمكتشفات الأثرية، فقد هدمت الكنيسة خلال الاحتلال الفارسي (الساساني) عام 614 ميلادي، استنادا إلى آثار الحريق الذي شبّ في الكنيسة خلال تلك الفترة، والتي كُشفت بقاياه أثناء التنقيبات الأثرية.
وقال سيادة المطران يوسف متّى أثناء جولة تفقدية لأعمال الصيانة والتأهيل، إن كنيسة نهاريا، التي تقوم بترميمها سلطة الآثار وبلدية نهاريا مع نخبة من المتطوعين من الجليل تعتبر تحفة فنية نادرة، وبما أنها آثار كنيسة فإننا نسعى لاستعادة المسؤولية عليها مع عدد من الكنائس والمواقع الكنسية الأخرى في البلاد، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة والمسؤولة عن هذه الآثار.