أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, مارس 4, 2020 - 11:40

واعظ الكوريا الرّومانيّة: الخلاص هو الحقيقة الدّائمة لوجودنا

تيلي لوميار/ نورسات

"الصّلاة صداقة مع الله وليست مهنة مقدّسة" هو ما شدّد عليه الواعظ اليسوعيّ بييترو بوفاتي خلال تأمّله الأوّل أثناء الرّياضة الرّوحيّة أمام الكوريا الرّومانيّة، حيث دعا- على ضوء الموضوع العامّ "للعلّيقة المشتعلة: اللّقاء بين الله والإنسان، على ضوء سفر الخروج، إنجيل متّى وسفر المزامير"- إلى "التّوقّف لاستقبال الوحي الإلهيّ على مثال موسى الّذي دخل إلى الخيمة ليلتقي بالله "وجهًا لوجه".

هذا وأكّد الواعظ أنّ "الله يتحدّث شكل حميميّ شخصيّ"، وأنّ "الصّلاة تُعاش بالألفة وليس عن طريق الاكتفاء "بالثّقافة اللّاهوتيّة أو البيبليّة"، مشجّعًا على تلاوة الصّلاة "المثابِرة والمطيعة" للرّبّ، دائمًا على مثال موسى.

 

أمّا في تأمّله الثّاني، أمس الإثنين، أشار إلى  أنّ "أيّ وجود بشريّ هو عمل أراده الخالق"، داعيًا كلّ واحد إلى فهم هويّته انطلاقًا من التّكوين، فـ"التّأمّل بتكويننا ليس شيئًا ثانويًّا أو تمهيديًّا، بل هو ما يدعم وجودنا ويؤدّي إليه وما يمنحه معنى… إنّ التّأمّل بطريقة مجيئنا إلى العالم، بعلاقتنا مع الله والباقي، يُشكّل مبدأ حياتنا الرّوحيّة وأساسها".

 

هذا ودعا إلى "الاعتراف بأيّ وجود بشريّ والتأّكّد من أنّ كلّ إنسان وُلد بفضل عمليّة تجعلنا نقول إنّ الله أرادنا في فرديّتنا، مع تدبيره كلّ شيء أوصلنا إلى العالم. لقد وُلدنا كثمرة لحدث عظيم، ولأسباب لا يمكن تخيّلها، لكن بإرشاد من المخطّط الّذي وضعه الله. ولقد تمّ خلاصنا. كنّا لنموت غالبًا، وكنّا لنضيع. هذه هي آثار وإشارات مصيرٍ مذهلٍ لنا... هذا الواقع يجب قراءته كحدث حبّ، لأنّ أحدهم أنقذنا وأبعد عنّا تهديد الموت وتيّارات المياه وتهديد الموت الجسديّ للبعض، والموت الرّوحيّ لآخرين. وهكذا، إنّ الخلاص هو الحقيقة الدّائمة لوجودنا".

 

من جهة أخرى، اعتبر الواعظ اليسوعيّ أنّ "الخلاص يُختَبَر أيضًا في كوننا محبوبين من قبل أشخاص حسيّين"، داعيًا إلى "تذكّر شجرة العائلة في الصّلاة ورؤية وجوه مَن أحبّونا وأنقذونا في الصّلاة، ففي وجوههم تظهر إرادة الله وعنايته حيالنا"؛ مشيرًا كذلك إلى أنّ "ثمّة وجوه أخرى أخذت دور الأهل، كي تجعل نموّنا البشريّ والرّوحيّ ممكنًا. وهذا تبنٍّ يجعلنا نفهم جمال تبنّينا البنويّ في المسيح. نحن ندين بكلّ شيء لمن وضعهم الرّبّ على دربنا كالأمّهات والآباء بالتّبنّي، الّذين ساعدونا لنكبر كأولاد للإنسان وكأولاد لله".

 

يُذكر أنّ الأب اليسوعيّ بيترو بوفاتي، يبلغ من العمر 79 عامًا، هو أمين سرّ اللّجنة البيبليّة البابويّة ومتخصّص في الكتاب المقدّس، وهو يدير الرّياضة الرّوحية لأعضاء الكوريا الرّومانيّة في أريتشيا لغاية السّادس من الجاري، مع تسجيل غياب للبابا فرنسيس بسبب إصابته بالزّكام، على أن يتابع العظات من دار القدّيسة مارتا في الفاتيكان. 

 

وكان البابا قد كتب للمناسبة إلى معاونيه مؤكّدًا لهم مرافقتهم بالصّلاة، فقال فيها بحسب "زينيت": سأقوم بالتّمارين الرّوحيّة في غرفتي، متابعًا تأمّلات الأب بوفاتي، الّذي أشكره كثيرًا. أنا أصلّي من أجلكم. ومن فضلكم، قوموا أنتم بالمثل من أجلي".