أنت هنا

تاريخ النشر: 
الجمعة, فبراير 5, 2021 - 16:57
نعى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي وآباء السينودس المقدس ميتروبوليت بصرى وحوران وجبل العرب سابقا المثلث الرحمة المطران بولس البرخش
وستقتصر مراسم الوداع على صلاة الجنازة الّتي تُقام غدًا السّبت عند الحادية عشرة صباحًا، وذلك بسبب الظّروف الاستثنائيّة الّتي يفرضها الإغلاق العامّ. كما تُقام القداديس الإلهيّة من أجل راحة نفسه في مقرّ البطريركيّة في الرّبوة وفي دير القدّيس بولس- حريصا من دون مشاركة المؤمنين. وكذلك تُرفع الصّلاة لراحة نفسه في كاتدرائيّة سيّدة الانتقال- خبب في 14 شباط/ فبراير عند العاشرة صباحًا.
وفي نبذة عن حياة المثلّث الرّحمة، نشرت بطريركيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك ما يلي:
كان المطران بولس برخش قد ولد في جون بلبنان سنة 1932. دخل الإكليريكية البولسيّة بحريصا - لبنان سنة 1944 حيث حصّل دروسه الابتدائية والثانوية ثمّ الجامعية في الفلسفة واللاهوت في الإكليريكية الكبرى في حريصا. وسيم كاهنًا في 14 أيلول 1960.
من خلال خدمته الكهنوتيّة عمل في مختلف رسالات الجمعية البولسيّة ولكن بشكل خاصّ في حوران. عاد بعدها إلى الدير الرئيسيّ حيث وقعت عليه مسؤولية معلّم الابتداء وتنشئة الكهنة المرسلين للجمعيّة وأصبح من ثمّ بعد مدبّرًا في مجلسها العام. سيم مطرانًا على أبرشيّة بصرى وحوران وجبل العرب في 1983. 
أحبّ المطران بولس الأرض وتعلّق بها وتميّز بتكريس قسمٍ يوميٍّ من وقته يقضيه في استصلاح الأرض بعد أن يكون قد أنهى واجباته الرعويّة وأتمّ فرض الصلاة، عائشًا الحياة التي كان معظم أبنائه يعيشونها.
قام المطران بولس خلال فترة أسقفيّته ببناء عدّة كنائس: القدّيسة ريتا في خبب، سيّدة البشارة في شقرا، القدّيس نيقولاوس في إزرع، القديس جاورجيوس في الدويرة، الصليب المقدّس في تعارة، يوحنّا المعمدان في المجدل وقزما ودميانوس في الرضيمة الشرقيّة. كما قام بالإضافة إلى هذا بترميم أربع عشرة كنيسة في الأبرشيّة. وقد بنى إلى جوار معظم هذه الكنائس سكنًا للكهنة تسهيلًا لخدمتهم لكي يوفّر حياة كريمة لهم وحرصًا منه على تأمين كاهنٍ لكلّ رعيّة.
اهتمّ المطران بولس اهتمامًا كبيرًا في تأمين التعليم المسيحيّ لأبناء الأبرشيّة فبنى ثمانية عشر مركزًا للتعليم في مختلف قرى الأبرشيّة. كما بنى اثنتين وعشرين صالة بجانب الكنائس مخصّصة لخدمة الرعايا. لم يكلّ المطران بولس حتى بنى ديرًا لراهبات البزنسون في خبب وآخر لراهبات سيدة المعونة الدائمة في السويداء.
لم يهمل المطران بولس المشاريع التنمويّة في الأبرشيّة، فعمل على شراء العقارات واستصلاح الأراضي وتطويرها وتشجير مساحات واسعة بالكرمة والزيتون.
وبعد إنجاز أكثر من مائة وخمسين مشروعًا في الأبرشيّة، تركها المطران بولس عام 2013 وكان قد بلغ السنّ القانونيّة، وتوجّه إلى دير القديس بولس في حريصا، حيث قضى الفترة الأخيرة من حياته، يعيش يومه بالصلاة والتأمّل، ملتزمًا قواعد الحياة التي للجمعيّة البولسيّة إلى أن توفي في الرابع من شباط/ فبراير 2021.
أحبّ المثلّث الرّحمة الكنيسة وأبناءها محبّة الخادم الأمين. وعرف بتجرّده واستقامته ونزاهته والتزامه الكهنوتيّ وحبّه للفقير وبساطة عيشه وحبّه للصّلاة وطاعته. فتدعونا الكنيسة لنرفع الصّلاة لأجل راحة نفسه في النّعيم السّماويّ الّذي للآب حيث لا تزول لذّة المشاهدين بهاء الملكوت ولا ينقطع ترنيم المعيّدين لربّ المجد. 
وبعث سيادة المطران يوسف متّى رسالة تعزية إلى غبطة البطريرك يوسف العبسي، جاء فيها: "نرفع صلاتنا إلى العلي القدير من أجل راحة نفس أخينا المثلث الرحمة المطران بولس، وأن يسكنه ربنا وإلهنا مع الأبرار والصالحين، وأن يهدينا كي نسير على درب الصلاح والمحبة والعطاء والخدمة التي تحلّى بها، راجيا من غبطتكم إبلاغ تعازينا الحارة، من كنيسة الملكيين الكاثوليك في الجليل لآباء السينودس المقدس ولذوي الراحل الجليل.