أنت هنا

تاريخ النشر: 
السبت, مارس 27, 2021 - 20:16

اعلام المطرانية 

تقرير نايف خوري 

احتفلت كنيسة الملكيين الكاثوليك في الجليل بسيامة الشماس سيمون (بطرس) سامي حداد كاهنا على مذابح الأبرشية العكاوية. وذلك بوضع يد سيادة المتروبوليت يوسف متّى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، الذي ترأس مراسم السيامة، بحضور لفيف من الكهنة والعلمانيين.. أقيم الاحتفال في كنيسة القديسين بطرس وبولس في الجش.
والكاهن الجديد سيمون سامي حداد، يتخذ القديس بطرس هامة الرسل شفيعا له، هو الابن الثالث من أربعة أولاد للمرحومَين سامي وهيلانة حداد، ولد في 28 أيار 1964. متزوج وأـب لثلاثة. 
درس الابتدائية في مدرسة الجش وفي الصف السادس التحق بالمدرسة الإكليريكية في الناصرة، ثم عاد إلى الجش مع افتتاح ثانوية فم الذهب وتخرّج منها سنة 1982.
درس تقني الكترونيكا وكهرباء/ تصميم غرافي في كلّية تلّ حاي كريات شمونة والتحق بكلية هداسا في القدس، حيث درس التصوير التقني، وبدأ العمل في مستشفى صفد الحكومي كمصور طبّي حتى اليوم. تخصّص بتصوير الميكروسكوب في كلية أونو في تل أبيب، ثم بتصوير شبكية العيون في مستشفى القديسة ماريا في لندن. 
درس اللاهوت التربوي في حيفا وأتمّ التنشئة اللاهوتية في أبرشية الجليل. كما درس بالمراسلة – لشهادة الدبلوم – في معهد القديس يوحنا الدمشقي للاهوت – برنامج الكلمة في جامعة البلمند. سيّم شماسًا إنجيليا في كانون الثاني من العام 2020.
وقال سيادة المطران يوسف متّى في عظته مخاطبا الكاهن الجديد:
" نعم، إنها النعمةُ الإلهيةُ التي للمرضى تشفي، وللناقصين تكمِّل" هي تنتدبُك اليومَ لترتسمَ على خدمةِ مذابحِ الأبرشيةِ العكاوية. 
نحن لسنا حجّاجًا في مسيرتِنا الأرضيةِ فقط، بل نحن أيضًا ضيوفٌ وحجّاجٌ في سرِّ الثالوثِ. لأن الروحَ القدسَ يسكنُ فينا، يغيّرُنا من الداخلِ ويُسّيرُنا في خبرةِ الفرحِ أبناءً حقيقيين لله. كلُّ العملِ الروحيِّ تجاهَ اللهِ يقومُ به الروحُ القدس.
ومضى سيادة المطران متّى يقول: اليوم هذا الروحُ القدسُ عينُهُ نستدعيه عليكَ أيها الشماس سيمون، لتصبحَ خادمًا له، لتكملةِ الأسرارِ المقدسةِ، ولتدفعَ معه حياةَ المؤمنين إلى الأمامِ، إلى اللقاءِ بالسيدِ المسيحِ ومحبتِهِ لله الآبِ. اليومَ النعمةُ الإلهيةُ تلازمُ كهنوتَكَ لتجعلَ المسيحَ حاضرًا في حياتِك وحياةِ المؤمنين، وهي تشدُّكَ وتشدُّ المؤمنين للقاء مع السيد، فيُغيّرُ القلوبَ والنفوسَ وتعمُرُ بالمحبةِ والعطاءِ. 
اليوم في هذه الكنيسةِ يكتبُ الروحُ القدسُ صفحةً جديدةً في تاريخِ رعيتِكم، ويسجلُ لك أيّها الشماسُ صفحةً جديدةً مفتوحةً تستقبلُ وتستهلُّ بها حياتَك الكهنوتيةَ، فتتسربَلُ اليومَ الكرامةَ الكهنوتيةَ وتستنيرُ بفيضِ رحمةِ السيدِ، الذي يملأكَ بروحِ الخدمةِ والصلاةِ وقيادةِ الجماعةِ المؤمنةِ في العبادةِ وإحقاقِ الملكوت. 
وأكّد سيادته، على إننا عازمون على تغييرِ العالمِ من خلالِ "شهادتِنا اليوميةِ" للمحبةِ، وإنك في كهنوتِك ستلقى كثيرًا من الاستكشافاتِ العالميةِ المحبِطةِ، لكن كُن واثقًا بأنك لستَ وحدَك، فالروحُ القدسُ يقودُك، والسيدُ المسيحُ يدعمُك لأنه غلبَ العالمَ. 
وأضاف سيادة المطران متّى قوله: فمع المحبةِ التي هي أعمالُ الخيرِ والصلاحِ والكرم، تبقى خلّاقًا في المحبةِ، لا تستسلمْ ولا ترضخْ، بل تجيبُ عن الشرِّ بالخيرِ وتحتملُ كلَ شيءٍ. نعم إنها حكمةُ الصليبِ المنتصرةِ على العالمِ. 
واختتم الاحتفال بكلمة من الكاهن الجديد قال فيها:
مع هذه النعمة الربانية التي أنعمها علي ّالرب أنا العبد الخاطئ والضعيف إذ أهّلني لخدمة كنيسته وجسده المقدس. فإنه يحق عليّ واجب السجود له والتسبيح لاسمه القدوس، الذي تسجد أمامه عروش الملوك وترنّم له الملائكة، فكم بالأحرى أنا العبد الخاطئ، الذي لولا نِعمه وبركاته عليّ لما كنت مؤهلا للمناداة به والتقرّب إليه.
لذلك أجرؤ بتسبيح أمنا مريم العذراء بالقول: "تعظّم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلّصي". سبحانك يا ربّ على عطاياك، وأستلهمك يا ربّ الحكمة والهداية.
مع هذه النعمة والبركة الإلهية للعمل في كنيسة أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل المقدسة للروم الملكيين الكاثوليك، أتوجه بالشكر والعرفان إلى أبونا وراعينا صاحب السيادة المطران يوسف متّّى الكلي الوقار، على إرشاده وبركاته الأبوية التي منحني إياها، بوضع يده الطاهرة في رسامتي اليوم. سيادتكم كنتم وستبقى مثلا أعلى لعملي في الكنيسة.. 
وجوه كثيرة تشاركني فرحتي وسعادتي اليوم.. لكن هناك من غاب عنا اليوم المرحومَين أمي وأبي، فأتعهّد أمام الرب لروحهما أن أبقى على ذكر طيب لهما، فقد كانت تربيتهما وتنشئتهما لي بركة ونعمة.
وشكر الكاهن الجديد كل من أرشده وعلمه، وسانده ودعمه، وعائلته، وأبناء قريته، وخصّ بالذكر عددًا من الآباء الكهنة والإشبينين الأب ميخائيل عاصي والأب هادي قسيس..
وختم بقول البابا بولس السادس: يطبع المسيح في كل كاهن وجهه الإنساني والإلهي، معطيا إياهم صورته ومثاله. ولهذا السبب فإن الكاهن مؤهل أن يمثّل المسيح الراعي والكاهن والخادم. بواسطة الكاهن يستمر يسوع في إعطاء المجد للآب، وفي تخليص العالم، مزوّدا إياه بالمغفرة والنعمة الإلهية. لهذا السبب، يكون الواجب الأساسي للكاهن أن يجعل المسيح حاضرا، بصورة مرئية، في حياته وفي خدمته، وأن يعكس في وجهه جه المسيح القائم".
"المحبة تتأنّى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تظن السوء، وتفرح بالحق".
ورفَعَ صلاة خاصة قال فيها: ربّ هبّ لي أن أبذل نفسي عن الجميع دون تمييز عنصري أو ديني أو طائفي. أن أنشر المحبة والسلام والوئام في النفوس، وجوهر رسالة الكنيسة لشعبها وللإنسانية.