أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأربعاء, أبريل 14, 2021 - 08:25

القائمة:

الفاتيكان نيوز
احتفلت الجماعة المسيحية في قطاع غزة بالأعياد الفصحية على الرغم من المشاكل الاقتصادية والأزمة الصحية وليدة جائحة كوفيد 19 والتي لم تقف عائقاً في وجه المؤمنين الراغبين في المشاركة في الاحتفالات الدينية. للمناسبة أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية آسيا نيوز مقابلة مع خادم رعية اللاتين في غزة الأب غابريال رومانيلي الذي أكد أن الإيمان يتقوى في هذا السياق الصعب الذي يعيشه المؤمنون، مشجعا هؤلاء على الترسخ في الصلاة وأعمال المحبة.
مما لا شك فيه أن الجائحة في قطاع غزة حلّت لتزيد من وطأة الصعوبات التي يواجهها المواطنون الذين يعيشون داخل سجن في الهواء الطلق، كما يقول البعض، ومع ذلك لم يفقد المسيحيون إيمانهم ورغبتهم في المشاركة في القداديس والاحتفالات الدينية على الرغم من جميع المخاطر والقيود، حسبما قال الأب رومانيلي، موضحا أن المشاركة في الاحتفالات وصلت إلى نسبة تسعين بالمائة من المؤمنين الكاثوليك، مع مشاركة العشرات من المسيحيين الأرثوذكس. وأضاف أن السلطات المحلية منعت الناس من التنقل بالسيارات، لكنها منحت إذناً خاصا للمسيحيين خلال الاحتفالات في أسبوع الآلام وعيد الفصح، لأن العديد من هؤلاء يعيشون بعيداً عن كنائسهم ولا يمكن بلوغها إلا بالسيارات.

بعدها لفت خادم رعية اللاتين في غزة إلى أنه على الرغم من الجائحة والأوضاع الصحية المتردية رغب المؤمنون في حضور القداديس وتلاوة السبحة الوردية والاعتراف والمشاركة في رتبة درب الصليب، كما أن الجماعات الكشفية نظمت تطواف أحد الشعانين. وخلال رتبة غسل الأرجل يوم الخميس، كان حاضرا ممثلون عن جميع العائلات الكاثوليكية في غزة.

وأضاف الأب رومانيلي أن الاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد الفائت لم يخلُ من تبادل التهاني بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا أولئك المقيمين في جوار الكنيسة ويعتبرون أنفسهم معنيين بالنشاطات الرعوية والدينية التي تُقام. وأوضح أن الأمر يختلف على صعيد السلطات الحاكمة التي تتوجه بالتهاني إلى المسيحيين في عيد الميلاد، لكن لا تهنيهم رسمياً في عيد الفصح لأن المسلمين لا يعترفون بصلب المسيح وقيامته، كما قال الكاهن الإيطالي. مع ذلك – مضى يقول – حملت زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى العراق انعكاساً إيجابياً على صعيد الحوار الإسلامي – المسيحي لأن الحبر الأعظم سلط الضوء على أهمية الحوار، وأيضا على الدور الهام الذي يلعبه المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط، منددا في الوقت نفسه بالإرهاب الممارس باسم الدين.

وتابع خادم رعية اللاتين في غزة حديثه لوكالة آسيا نيوز، مشيرا إلى شعور المؤمنين في القطاع بالمرارة لعدم تمكنهم من التوجه إلى الضفة الغربية ولقاء الأقرباء والمشاركة في الاحتفالات الدينية في مدينة القدس. وأوضح أن إسرائيل كانت تُصدر بعض التراخيص في السابق، لكن اليوم ومع جائحة كوفيد توقفت عن إصدارها، وبات من المستحيل أن يغادر السكان القطاع منذ أكثر من سنة. وقال إنه من حسن الحظ أن حركة حماس – الحاكمة في القطاع – سمحت للمؤمنين بالمشاركة في القداديس والاحتفالات الدينية. ومن سخرية القدر أن حياة السكان لم تتغيّر كثيراً على أثر القيود التي تفرضها الأزمة الصحية، لأنهم يعتبرون أنفسهم أنهم يعيشون أصلا في سجن كبير منذ سنوات طويلة.

هذا ثم شاء الأب غابريال رومانيلّي أن يسلط الضوء على رغبة المؤمنين في عيش الإيمان بفرح ورجاء كبيرين، مذكرا بأن الجائحة التي نشهدها اليوم – تماماً كالحروب وباقي المآسي التي اختبرها الناس في الماضي – سيتم تخطيها يوما ما. وأضاف أن الإيمان يبقى محركاً أساسياً يساعد المؤمنين على إيجاد الشجاعة. وحثّ الكاهن الإيطالي في ختام حديثه لوكالة آسيا نيوز جميع المؤمنين على العودة إلى كنائسهم والمشاركة في القداديس وعيش الاحتفالات بإيمان فرِح وراسخ في السيد المسيح. وشدد أيضا على ضرورة الاهتمام بالفقراء والمسنين وعدم الاستسلام للقنوط إذ لا بد من الاعتماد على الصلاة وممارسة أعمال المحبة.