أنت هنا

تاريخ النشر: 
الأحد, مايو 15, 2022 - 21:49
إقامة الصلوات والقداديس يوم الأحد على روح شيرين أبو عاقلة
أصدر سيادة المطران يوسف متى السامي الاحترام، مرسوما يقضي بوجوب إقامة القداديس يوم الأحد لأجل راحة نفس الصحافية شيرين أبو عاقلة ابنة كنيسة الروم الكاثوليك في القدس. وقال سيادته إنه من منطلق واجبنا الكنسي أولا، ثم الوطني، خصوصًا بعد اشتراكنا وبشكل فعّال في صلاة الجناز للراحلة شيرين، أطلب منكم جميعًا، وبكل محبة ورجاء، أن نذكرها في قداديسنا يوم الأحد، شهادة لإيمانها المسيحي، وعملها الصحفي الثابت والحرّ من أجل قضايا تخصّ الأرض المقدسة. 
واختتم المرسوم بالدعاء: ليتقبل الرب الإله نفسها مع أرواح القديسين الراقدين على رجاء القيامة. المسيح قام.
وفي كاتدرائية مار إلياس أقام قدس الارشمندريت أغابيوس أبو سعدى قداسا لذكرى أبو عاقلة حضره رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، وعضو البلدية رجا زعاترة ووديع ابو نصار قنصل الشرف لإسبانيا في حيفا، ورئيس وأعضاء المجلس الملي الأرثوذكسي في حيفا والإيكونيموس دمتريوس سمرا. وجمهور غفير من كافة الطوائف المسيحية في حيفا.
وقال الارشمندريت ابو سعدى في عظته:
مَن منّا لم يتأثَّر بشدّةٍ بمشاهد جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة خلال اليومين الماضيَين؛ مَن منّا لم يَبكِها، ويبكي من خلالها الوضع الذي وصل إليه إنسان الأرض المقدّسة، الإنسان الذي أَرهقَتْه ظروف الحياة الصعبة والقاسيّة، الإنسان الذي أثقلت اللاعدالة واللا كرامة كاهله، فأضحى سلعةً مستهلكةً، تُباع وتُشتَرى، وفقًا لمعاييرَ ورؤى الذين يتحكّمون بمصيره.
قضيّتنا قضيّةٌ إنسانيّةٌ عادلةٌ ومشروعة، إذ إنّنا نريد تحقيق السلام العادل والشامل؛ نريد العيش معًا في احترامٍ متبادلٍ وقبولٍ للآخر المختلف. السلام.. ثمّ السلام.. ثمّ السلام.. هو الحلّ الوحيد الذي يمكنه أن يوقف سَيَلان إراقة الدماء، وخاصّةً دماء الأبرياء. 
ومضى يقول: إن كنيسة الأرض المقدّسة هي كنيسةٌ عربيّةٌ عروبيّةٌ بامتياز؛ ويمكنني أن أؤكّد أنّ مطران العرب ومسيح الشرق، المطران غريغوريوس حجّار مطران الجليل من الأعوام 1901 - 1940، كان من مؤسّسي الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، إذ حمل القضيّة الفلسطينيّة إلى المحافل الدوليّة، لأنّه آمن بقدسيّتها وشرعيّتها وعدالتها. ولا يسعني إلّا أن أذكر طغمةً من الأساقفة والكهنة الذين دافعوا وبقوّةٍ عن عدالة قضيّتنا، أمثال: المثلّث الرحمة المطران إيلاريون كبّوتشي، والمثلّث الرحمة الأب إبراهيم عيّاد، والبطريرك ميشيل صبّاح، والبطريرك غريغوريوس لحّام حين كان مطرانًا للقدس، والمطران عطالله حنّا، وغيرهم كُثُر ... اقرأوا بتمعُّنٍ وثيقة "كايروس فلسطين" (وقفة حقّ) تحت عنوان: "لحظة الحقيقة: كلمة إيمانٍ ورجاءٍ ومحبّةٍ من قلب المعاناة الفلسطينيّة" (عام 2009)، وبيان بطاركة ورؤساء كنائس الأرض المقدّسة حول "صفقة القرن" (عام 2020)، وغيرهما من الوثائق ذات الصلة، لتعلموا جيّدًا ما هو موقف الكنيسة المشرِّف. 
ومضى الأرشمندريت أبو سعدى يقول: وفي 17 أيّار 2015، أعلن البابا فرنسيس قداسة أوّل قدّيستين فلسطينيَّتين في العصر الحديث: مريم ليسوع المصلوب الكرمليّة (مريم بواردي) وماري ألفونسين غطّاس مؤسّسة راهبات الورديّة. كما يُعتبَر البابا بولس السادس أوّل حَبرٍ أعظم يؤكّد صراحةً على الفلسطينيّين كشعبٍ وليس مجرّد مجموعةٍ من اللاجئين. إنّ إعلان البابا هذا يُعتبر موقفًا ثابتًا وقاطعًا لسياسة الكرسي الرسولي تجاه الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، ورؤيةً ثاقبةً للحلّ القائم على أُسُس العدالة والحقّ. 
وتابع قوله: من هنا، فإنّنا نَدين ونستنكر بأشدّ العبارات التعرُّض لجثمان الشهيدة شيرين، والاعتداء على الشباب الأبطال الصامدين الذين لم يرفعوا نعشها فحسب، بل رفعوا كرامتنا الإنسانيّة والوطنيّة واستحقاقَنا كشعبٍ يطمح إلى إقامة دولته الفلسطينيّة المستقلّة تطبيقًا لقرارات الشرعيّة الدوليّة. لقد كان مشهدًا صادمًا للغاية اقشعَرَّت له الأبدان. نَدين ونستنكر بأشدّ العبارات العنف من أيّ جهةٍ كانت، وخاصّةً ضدّ الأبرياء من الشعبَين الفلسطينيّ والإسرائيليّ؛ لأنّ العنف لا يولّد إلّا الدمار والخراب والمآسي. نَدين ونستنكر بأشدّ العبارات الأصوات الشاذّة التي تخرج من هنا وهناك، وتعمل على تنفيذ سياسة "فرِّق تسد"، وبعض أصوات وطنيِّي الفيسبوك الذين يُحاولون تشويه صورةِ الكنيسة ونضالاتِها وتضحياتِها ومساهماتِها الوطنيّة، والتربويّة، والإنسانيّة، والاجتماعيّة.
أخيرًا، بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن سيادة راعي الأبرشيّة المطران يوسف متّى السامي الاحترام والآباء الأفاضل، وعن كلّ إنسانٍ حرٍّ وشريف، أتقدّم بالتعزيّة القلبيّة الحارّة لعائلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة أيقونة القدس الحيّة، ولسيادة المطران ياسر عيّاش النائب البطريركيّ للروم الكاثوليك في القدس، ولعائلة قناة الجزيرة، ونصلّي معًا من أجل السلام في بلادنا، ومن أجل أن ينتصر صوت الحقّ والعدالة والمحبّة، بنعمة الآب والابن والروح القدس. آمين
وكان سيادة راعي الأبرشية قد أصدر بيانا إلى آل أبو عاقلة الأعزاء، والكنيسة الشقيقة في القدس جاء فيه:
ببالغ التأثر والألم صدمنا بسقوط ابنتنا الغالية شيرين، الابنة البارة لكنيستنا، ابنة القدس وفلسطين وكل الأرض المقدسة. وقد سقطت في شهادة للحق والحقيقة وهي تنشد إرساء العدل والسلام وإعلاء شأن الإنسان والإنسانية. لقد نقلت شيرين الى كافة أنحاء المعمورة بصوتها، حضورها ورقتها بكل مصداقية ومهنية مأساة الإنسان والحياة في بلادنا، وقد َجبلت كلمتها بعمق إيمانها وغزارة إنسانيتها وتعاطفها مع شعبنا فحّولت حياتها الى شهادة مُشرّفة أوصلتها الى استشهاٍد يليق بالعظماء. حيال هذه التضحيات النبيلة، بإجلال واحترام نتقدم باسمنا شخصًيا باسم كهنتنا، كنائسنا وشعبنا المؤمن في الجليل والكرمل – نتقدم اليكم ولجميع الأقرباء والأصدقاء والمحبين ولأنفسنا بالتعازي القلبية الصادقة والمواساة الأخوية، سائلين القائم من بين الأموات أن يريح روحها مع الأبرار والشهداء القديسين وَيمنّ علينا جميعًا بنعمة تعزية القيامة والصبر.